2012/07/04

بوسطة والهدف النبيل
بوسطة والهدف النبيل

عـهد صبيحة

في خضم التهافت على إطلاق مواقع الكترونية، جاءت فكرة موقع بوسطة لتكون دعماً لنجاح الدراما السورية المضطرد في السنوات الأخيرة. وبعيداً عما يقال أو يذاع، هنا وهناك، من وَهَن أو تخبّط في حال الدراما السورية، لازلنا ننظر إلى نصف الكأس المليء متزودين بالحرفية التي نحاول أن نتوخاها، وبالمصداقية التي نراعيها في كل ما نقدمه..


ونحن، حاولنا طوال السنة الماضية أن نجتهد في طرحنا، وأن نتعلم من أخطائنا رغبة في الوصول إلى صيغة إعلامية تُرضي ذائقة جمهور الإنترنيت وفي نفس الوقت تحافظ على تقاليد مهنة لا تزال العصب المحرك لحياة الشعوب، ولست أقول إننا نجحنا في مبتغانا فلا زلنا نبحث ونهتم ونطور، ولا ضَير في بحثنا الدائم هذا فالكمال.. غاية لا تدرك.

نعتقد، في بوسطة، أن الفن الأدائي (في المسرح والسينما والتلفزيون) منتج إنساني خصب لا يقلّ قيمة عن أي منتج حياتي يحتاجه الجنس البشري دائماً كالغذاء والماء، وهو يتشابه في ذلك مع أي سلعة تجارية. ولا يعيب الفنَّ وصفُه بالسلعة ففي النهاية حياة البشرية هي مجموعة علاقات يتبادل فيها الأفراد ما يفيدهم لاستمرار حياتهم وتطويرها (جسدياً أو روحياً)، والفن هو أرقى أنواع التجارة لأنه يحاكي الروح قبل حاجات الجسد، ومن هذا المنطلق تسمو هذه التجارة فوق الأنواع الأخرى وتخيط لنفسها طرائق وأساليب مختلفة عن طرائق التجارة التقليدية.

وربما يكون المنتج الدرامي السوري (مسرحياً كان أو تلفزيونياً أو سينمائياً) أهمَّ المنتجات الوطنية التي تستحق منا ومن غيرنا، أفراداً ومؤسسات، الاجتهاد من أجل الوصول به إلى سوق العالمية، وهذا الأمر هو ما لمسناه من خلال الخطوات الشخصية التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد، في لقائه بصنّاع الدراما السورية بعد شهر رمضان المبارك، والذي كان من نتائجه التعميم الذي أصدرته وزارة المالية السورية، والمتضمن تشميل الصادرات السورية من الأعمال الفنية بمختلف أنواعها بالتعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم 15 لعام 2001 والمتعلق بإعفاء الصادرات السورية من الضرائب، بدءاً من العام 2010 وما بعد.

الإنجازات الأخيرة شكلت تعزيزاً للأمل لدينا بأن هدف بوسطة، الذي كان صعباً بعيد المنال، دخل بخطى، بطيئة لكن واثقة، على طريق التحقق، بوجود مؤسسات وأشخاص غيورين على منتجنا الوطني، ومهمتنا أن نساهم جميعاً في خلق حراك ثقافي يوصّف الدراما السورية بأنواعها فيثني على إيجابياتها ويفند أخطاءها من أجل الارتقاء بها.

الطريق وعرة لكن نبل الهدف يمهّدها، هكذا نعتقد.