2012/07/04

بياريت قطريب: أنا ممثلة قبل كل شيء
بياريت قطريب: أنا ممثلة قبل كل شيء

إيلي هاشم – دار الحياة

على رغم الدقة في اختيار أدوارها، وصعوبة قبولها بأي دور فني، فإنّ الممثلة ومقدمة البرامج اللبنانية بياريت قطريب انتهت من تصوير أكثر من

عمل وتصوّر حالياً أكثر من مسلسل

في مسلسل «هروب»، الذي كتبته كلوديا مرشليان ويقوم بإخراجه ميلاد أبي رعد، انتهت بياريت منذ فترة من تصوير دورها، حيث تلعب دور فتاة

في الثلاثين من عمرها قررت الزواج من دون التأكّد من أنّها تقوم بالخيار الصائب، وسرعان ما ستواجه مشاكل كثيرة نتيجة خيارها. «أعتقد أنّ

أدائي في هذا العمل سيكون مميَّزاً ومختلفاً عن بقية الأدوار التي لعبْتُها سابقاً، أولاً لأنني نضجت أكثر تمثيلياً، وثانياً لأنّ المخرج ميلاد أبي رعد

يقوم بإدارة التمثيل في شكل رائع، يستطيع من خلاله أن يستخرج الأفضل من الممثل». عبارة «نضجت أكثر تمثيلياً» تدفعنا إلى التساؤل عن

مدى اقتناع قطريب بأدائها في الأعمال السابقة، وعمّ إنْ كانت غير راضية اليوم عمّا قدّمته، فتجيب: «من الطبيعي أن أنظر الآن إلى الوراء وأشاهد

نفسي بطريقة أخرى، ولا بد من أن أقوم دائماً بالنقد الذاتي كي أتحسّن، وأعتقد أنني حين أتوقّف عن القيام بذلك أكون قد توقّفت عن التقدّم

على صعيد آخر، أنهت قطريب أيضاً منذ أيام تصوير مسلسل «خيوط في الهواء»، من كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف، وتعتبر أن هذه

التجربة ستكون جديدة، لأنّ المسلسل بوليسي بامتياز، لذلك تترقب ردّ فعل الجمهور. وكانت اشتركت أيضاً في مسلسل «سيناريو»، من إخراج

إيلي حبيب، الذي أنهى تصويره العام الفائت، ومن المفترض أن يعرض قريباً على إحدى الشاشات المحلية. أمّا مسلسل «الشحرورة»، الذي

يروي قصة حياة الفنانة صباح، فبدأت تصوير مشاهدها فيه الأسبوع الفائت في مصر، حيث تؤدي دور سعاد الفغالي شقيقة صباح. «هذا

المسلسل دقيق ومميز في آن، لأنّ الجمهور سيشاهد قصة شخصية حقيقية، قصة أسطورة وصلت إلى العالم العربي بكامله، بل حتّى إلى

العالم كله، وهذه الشخصية تشهد على تصوير قصة حياتها، وستشاهد حكايتها على التلفزيون». وتضيف: «دور سعاد الفغالي مهم جداً، لأنّها

كانت الجندي المجهول في حياة الشحرورة، وكانت يدها اليمنى والداعم الأساسي لها في أصعب لحظاتها

بياريت قطريب، التي شاركت في أعمال تمثيلية في سورية وفي فرنسا، تعتبر أنّها تحظى بفرص كبيرة في الخارج: «صحيح أنني أتمنّى أن

أشارك في أعمال ضخمة في وطني لبنان، ولكن من ناحية أخرى أفرح عند مشاركتي في أعمال عربية وأجنبية، لأنني أشعر حينها بأنني أمثّل

بلدي وأسلّط الضوء على اسمه». هل يمكن القول إنّها نالت حقّها في لبنان كممثلة؟ تجيب بنبرة فيها شيء من العتب: «لا، ليس بعد». وتوضح

بعد استغرابنا، خصوصاً لأنّها شاركت في أعمال جيدة في لبنان وستطل قريباً في أربعة مسلسلات مهمة، فتقول: «ما زلت أنتظر أن ألعب أدواراً

كثيرة لأكتسب الخبرة الكافية التي تخوّلني معرفة إلى أي درجة أخذت حقي كممثلة، بخاصّة أنني بعد تخرّجي من المسرح بقيت من دون عمل

ثلاث سنوات، فشعرت أن اختياري هذا التخصص كان خطأ

ما سبب تغييب بياريت عن بعض المسلسلات اللبنانية، بحسب رأيها، خصوصاً أنها قادرة على أن تستوفي «الشروط» التي يمكن أن يفرضها

المنتجون والمخرجون المبنيّة على الشكل الخارجي، أو الشروط المبنية على الأداء، باعتبار أنّها خرّيجة مسرح؟ تبتسم قطريب وتحتار في الإجابة،

فنساعدها بطرح السؤال بصيغة أخرى: هل تعتقدين أن العلاقة المباشرة مع المنتجين والمخرجين تلعب دوراً في اختيار الممثلين؟ تقول: «لا شك

في أن الصداقة والعلاقات الشخصية تلعب دوراً، فيصبح الأشخاص معتادين على العمل معاً، لكن ذلك يجب ألا يلغي ضرورة التنويع في الوجوه

والاستعانة بأسماء جديدة»، وتختم جوابها بأنّها لا تحزن أبداً إذا لم يُعرَض عليها ادوار في مسلسل ما، لأنّها تؤمن أنّ كل شيء يسير لخيرها وأن

كلّ أمر سيتحقق في الوقت المناسب

حين يشارك الممثل في أعمال خارج وطنه يستطيع بسهولة، عند عودته، أن يلاحظ الثغرات التي يقع فيها العمل اللبناني، فما الذي ينقص كي

يتحسّن المستوى عندنا أكثر؟ تجيب: «من الطبيعي أن الإنتاج يلعب دوراً كبيراً، ولكن من ناحية أخرى أعتقد أن أكثر ما ينقص هو الاهتمام أكثر

بالممثل، بمعنى أوضح: يجب تدليله»، وبعد أن تبتسم تقول بجدية: «الممثل هو واجهة العمل، فإن كان دائماً متعَباً ومرهَقاً في ساعات عملٍ

طويلة، فالأكيد أنّه لن يستطيع أن يظهر بصورة جيدة، بالتالي لن يستطيع أن يرفع مستوى العمل، وهذا ما فهمه المعنيون في الخارج، فعمدوا إلى

تأمين كل وسائل الراحة للممثل، لدرجة أنهم يخصصون غرفة خاصة له، في حين أنه هنا قد لا يجد طيلة النهار كرسياً يجلس عليه

بياريت قطريب، التي دخلت منذ أربعة أعوام مجال التقديم في برنامج «أخبار الصباح» على شاشة «المستقبل»، وستطل في نيسان (أبريل)

المقبل مقدمةً في «سوالفنا حلوة» على «تلفزيون دبي»، هل تشعر أن صفة «إعلامية» باتت تنطبق عليها؟ «يمكن في أحسن الأحوال أن أقول

إنني مذيعة، لكن ذلك بعد أن أشدد على أنني قبل كل شيء ممثلة