2013/05/29

تاريخ يشهد مع ليلى عبد اللطيف ..
تاريخ يشهد مع ليلى عبد اللطيف ..


رمضان إبراهيم – الثورة

في السنوات الأخيرة اعتاد المتابع العربي على أكثر من فضائية أن يقضي قسطاً لا يستهان به من الوقت خاصة في سهرة رأس السنة وهو ينتظر ما تحمله له الأيام

من خلال التوقعات التي قدّمها أصحابها من بصارين وبراجين وملهَمين وقارئي المستقبل في السنة المنصرمة وليستمع إلى توقعات جديدة يطل أصحابها علينا حاملين تقطيبة حاجبين أو تسريحة شعر معينة أو ابتسامة صفراء .‏

ولعل بعض هؤلاء يكتفي بالظهور لمرة واحدة في السنة كما يفعل ميشيل حايك في حين يرتضي آخرون بالظهور في برامج حوارية أسبوعية إذ يتكفلون معرفة كل ما له علاقة بالشخص المتصل سواء فيما يتعلق بالصحة أو السفر أو الزواج أو الطلاق وحتى العمل من خلال صوته كما يفعل السيد مايك فغالي في حين قررت السيدة ليلى عبد اللطيف أن تظهر في آخر يوم أحد من كل شهر على فضائية lbc في جردة للتوقعات مع مقدّمة البرنامج ماتيلدا فرج الله التي تحاول أن تٌخرِجها عن هدوئها لتدخلها في صراع التحدي من خلال استفزازها لتقديم توقعات لحظية عن مواضيع سياسية أو لتوحي بأن توقعاتها مبنية على استنتاجات أو معلومات استخباراتية لتهرب ليلى من ذلك بادعائها أن ما تكتبه هو الهام محض وليس تحليلاً سياسياً .‏

كثرت الأقاويل عن صحة وحقيقة التنبؤات بعد أن ازداد عدد العاملين في هذا المجال وكأنه بات موضه للشهرة إذ تنصب تلك التنبؤات عند العديد منهم في مجال الوفاة والزواج والسفر ومن البديهي أن يتوفي أحد المغنين العرب مثلاً أو أن تتزوج مطربة معينة بعد سنوات من طلاقها أو أن يقوم فنان مشهور بإحياء حفل في بلد أجنبي وقس على هذا !‏

وبالعودة للحديث عن السيدة ليلى عبد اللطيف وبرنامج تاريخ يشهد الذي تعرضه محطة lbc كما ذكرنا فإن هناك العديد من التوقعات التي تدعو لكثير من التأمل والدهشة وأضرب مثلاً على ذلك ( وهذا ليس من باب الترويج) تلك التوقعات المرتبطة بالكوارث الطبيعية كما حدث في إحدى الحلقات إذ توقعت حدوث فيضانات في بلاد الحجاز وكما هو معروف فإن كميات الأمطار في تلك البلاد لا تنذر بذلك!. وأسوق مثلاً آخر هو توقعها بظهور السيد حسن نصر الله في إحدى الاحتفالات بشكل علني بين الحشود وكلنا نعلم حجم السرية الأمنية التي تحظى بها تحركاته !‏

إذاً هل ما يسوقه البعض من توقعات أو تكهنات يندرج تحت مسمى الإلهام أم أن هناك بعض المصادر في أجهزة الدولة هي التي تسرّب أخباراً من هنا وهناك فيلتقطها المتنبئ ووفقاً لتحليل تلك المعطيات يأتينا التنبؤ ليجعلنا مندهشين عند حدوثه !‏

وعودة على برنامج تاريخ يشهد هناك توقعات منذ سنوات عديدة تقوم مقدّمة البرنامج بعرضها للتأكد من حدوثها ليتضح للمشاهد بأن مصير ما تذكره ليلى عبد اللطيف من خلال برنامج تاريخ يشهد هو نفس المصير لتلك التوقعات وتنتاب المتابع المسكين نوبات عديدة مختلطة بين الفرح والحزن أو الخوف والقلق أو الطمأنينة بأنه بعيد عن الاستهداف وهذا كله طبعاً حسب التوقع .‏

طبعاً لا يقف التوقع عند شخص معين أو منطقة أو دولة معينة إذ ان إلهام ليلى عبد اللطيف شامل وعام وممتد بين المشرق والمغرب والشمال والجنوب وتعرف أي المسؤولين هم الأكثر عرضة للاغتيالات ومن سيتم التجديد له من بين الرؤساء وأي المطربين والفنانيين هم الأكثر عرضة لنوبات قلبية أو وعكات صحية وتغمز من جهة بعض المسؤولين ( الدسمين) بأنها ستخبرهم عن أشياء لا يمكن لها أن تذكرها على الهواء مباشرة ( وكلنا يعلم حجم عقول البعض ) !!‏

ماتيلدا التي صارحت ضيفتها منذ البداية بأنها لا تؤمن بالتوقعات ممّا اضطر ليلى لتسألها : ولماذا تحاورينني إذاً ؟!. الإعلامية التي طال غيابها عن الشاشة برّرت ذلك بالقول :لأن في ذلك لذة فلو آمنت بالتوقعات لتلاشت لذة الحوار. لم تستسغ الضيفة صراحة محاورتها فتجهّمت. ومنذ تلك اللحظات قطع الانسجام ما بين الطرفين، رغم المجهود الواضح لتدار الوضع كون الحلقة على الهواء مباشرة.‏

وعلى طريقة ميشال حايك المعروفة طلبت ليلى عبد اللطيف من ماتيلدا عدم مقاطعتها ( ما تقاطعيني بضيع ). أنا شخصياً أعتقد أن توقعاتها لا تغدو كونها تحليلات سياسية وفي أحسن الأحوال ضربة حظ رابحة رغم ان LBc تعمّدت ترقيتها إلى مراتب قدسيّة وهي تحاول إقناع المشاهد عبر تقارير مصورة بحدوث ما توقعته وحتمية ما ستتوقعه طبعا فهل الحياة والموت متوقفان عليها وينتظران منها إذن العبور إلينا؟!‏

كلنا يعرف حجم الإفلاس والمستوى الذي بلغته بعض برامجنا التلفزيونية التي باتت كلها نسخة عن بعض وتستخفّ بعقل وثقافة المشاهد ولكن أن يصل بنا الدرك إلى تخصيص مساحة خاصة وبرنامج خاص تحت عنوان «تاريخ يشهد» لنستمع إلى السيدة ليلى عبد اللطيف تتّكل على إلهامها وتبصيرها وتنجيمها لتخبرنا عن غدنا ومستقبلنا فهذا برأيي الشخصي والمتواضع يعبر عن مدى هشاشتنا ووهننا ..!. أما قالوا: كذب المنجمون ولو صدقوا؟!‏