2013/05/29

تحيــــــــة للفنـــــان الشــــــهيد يـــــاســـــين بــــــقوش أضـــــــــحكــنـــا ومـــــــن ثــــــــم أبـــــــــكانــــــا..!!
تحيــــــــة للفنـــــان الشــــــهيد يـــــاســـــين بــــــقوش أضـــــــــحكــنـــا ومـــــــن ثــــــــم أبـــــــــكانــــــا..!!


عمر محمد جمعة – البعث

> على النسق ذاته الذي جمع نجوم الكوميديا في الوطن العربي من مثل فيلمون وهبة وحسن علاء الدين "شوشو" في لبنان، أو فؤاد المهندس وعادل إمام وسمير غانم في مصر، أو نهاد قلعي ودريد لحام وناجي جبر وسواهم في سورية، وقف الفنان الشهيد ياسين بقوش بشخصيته التي تقتحم القلوب اقتحاماً، و"كاريزماه" التي أخذت من البساطة كل ملامحها، حتى لكأن القدر الذي كان يدفع "ياسينو" الساذج المغلوب على أمره الراضي بما قسَمَ الله له دفعاً ليظلّ علامة خالدة في تاريخ الكوميديا السورية، اختار أن تكون نهايته المؤلمة الفصل الأخير في تراجيديا بدأت مع ذلك الشاب الفقير الذي راودته خشبة المسرح منذ خطا خطواته الأولى إلى جانب عمالقة الدراما السورية وروادها الأوائل، مروراً بمحبة الناس الذين رسم على وجوههم الابتسامة والفرح حتى في لحظات البؤس والشقاء، وصولاً إلى استشهاده على يد الظلاميين والقتلة، حيث لم تشفع له شيخوخته، فأردوه برصاص حقدهم وغدرهم ليصيب قلب كل من تغلغلت إلى روحه شخصية ووجه وصورة الفنان الشهيد.

ولعلّ السؤال الذي يدهم صمتنا ويباغت غصّتنا في هذه اللحظات التي نفقد فيها الراحل بقوش إلى الأبد هو: لماذا حظي "ياسينو" بكل هذه المحبة والتعاطف؟ وما الذي يميّزه عن باقي الفنانين الرواد الذين اجتمعوا جميعاً في مسلسل "صح النوم"، بوابة عبور كثير من الفنانين السوريين كنجاح حفيظ ومحمد الشماط ومحمد العقاد وأحمد مسالخي وأديب شحادة وسواهم، فضلاً عن النجوم الكبار: عبد اللطيف فتحي ونهاد قلعي ودريد لحام وناجي جبر؟.. لنؤكد أن ياسين بقوش وبثقافة الفنان ووعيه وحسّه الإبداعي وشغفه بالفن استطاع أن يتقمّص وبحرفية عالية شخصية الشاب البسيط الساذج "الأجدب" الذي تُخضعه تلك البساطة لإرادة وسيطرة الجميع وخاصة "غوار الطوشة"، فيما يبقى قليل الحيلة مسيّراً مشلول الإرادة خائفاً حدّ الرعب من نتيجة هذه البساطة التي ستوقعه في مواجهة حتمية مع غضب معلمته "فطوم حيص بيص" أو عضلات "أبو عنتر"، وما يرافق ذلك من تعابير وحركات توحي بهذه الشخصية الضعيفة المهزومة أمام نفسها وأمام الآخرين، والتي نجح الراحل بقوش في تقديمها للمشاهدين بملامحها الخارجية الشعبية والبسيطة وتركيبتها النفسية المهزوزة المعقدة.

ونجزم أن من يؤرّخ للدراما السورية لابد أن تستوقفه تلك الشخصية "الكاركتر"، ومدى قدرة الفنان على تقديمها وإقناع الجمهور بالتعاطف معها، بل وإدانتها أحياناً حين تصل إلى السذاجة المفرطة، فتبكيك وتضحكك في آن واحد.

رحم الله الفنان الشهيد ياسين بقوش، فكما أضحكنا طوال عمره وعلى مدار تجربته الفنية العريقة، ها هو يبكينا.. وشتان ما بين الضحك والبكاء!!.