2013/05/29

تصحيح ألوان.. دراما الوهم
تصحيح ألوان.. دراما الوهم


سامر محمد اسماعيل – تشرين

حتى الآن تراهن الدراما السورية على محليتها الباهظة لمشهد يقيس نجاحاته بمواسم درامية متقلبة،

حيث يحقق لها هذا التقلب مذاقاً بصرياً خاصاً ربما يرجع بالأصل إلى معرفة القائمين عليها بمزاج السوق العربي، هذا السوق الذي لم يحدد بعد هويته البصرية، بل هو إذا لم أغالِ في القول صورة غير حميدة لمضاربات أسواق أخرى، السوق العربية البصرية ما زالت تصرف أموالها لخدمة الميديا العولمية، الميديا المتوحشة القادرة على بيع وشراء كل شيء، فكل شيء هو عكس أي شيء، وكل شيء هو مع أي شيء، بذلك تبرز «الدراما السورية» كبيئة إنتاج محلية ثرية ولاسيما في منتجها الجديد، وبغض النظر عن جودته الفنية أو التقنية، أرى أنه من الضروري أن يعي القائمون على هذا المنتج الوطني موقعهم في السوق ومضاربات الساعة الإعلامية الجديدة، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تكون هناك شركات أكثر حماساً للفرادة وللتنوع في آنٍ معاً.

إن الكثيرين من مخرجي ومنتجي هذه «الدراما السورية» على تعدد مشاربها وأشكالها الفنية يدركون أن الدخول في التشابه البصري ليس لمصلحتهم، لكنهم للأسف يعكفون موسماً بعد آخر على توقيع عقودهم مع الأموال الجاهلة، الأموال المسيّرة أصلاً لخدمة تجانس السوق ومضاعفة لامعناه، وهذا بدوره سيقود إلى معمعات عديدة في بورصة التوزيع والتسويق، ومن شأنه أيضاً تحويل المنتج الدرامي السوري إلى صوت في جوقة النشيد البصري الواحد، فالنمط الاستهلاكي لكل غث وسمين يريد محو الفروق الجوهرية في السوق، وأكثر من ذلك يريد الإطاحة بأي صياغة إبداعية ولاسيما تحت بند تحطيم كل الحواجز التي تقف أمام تعهداته.