2013/05/29

تصحيح ألوان ..ضريبة الشهرة!
تصحيح ألوان ..ضريبة الشهرة!


سامر محمد إسماعيل – تشرين

لاشيء هنا يدعو إلى الاستغراب، فالممثلون السوريون على ما يبدو ملّوا من تكرار لازمات درامية عن الفقر والعشوائيات والتهريج الميداني، فبينما «طارد» الجمهور تلك الزيارة الخاطفة،

لكنها مقصودة إلى موقع تصوير مسلسل «سيت كاز» قامت بها الممثلة السورية سلافة معمار؛ بدا الأمر وكأنه تغريب من نوع خاص، أو أنه تلفزيون داخل تلفزيون، فالحلقة التي ظهرت فيها «معمار» بشخصيتها الحقيقية أمام كاميرا زهير قنوع، كممثلة فاقدة لأعصابها تصوّر مشهداً لمسلسل تلفزيوني يجسد نهاية قصة حب بين رجل وامرأة؛ كان مضموناً هو الآخر لحلقة من حلقات المسلسل الكوميدي. هكذا سيقع المشاهد على رؤية النجمة السورية تظهر هنا كما ظهر بطل «سيت كاز» نفسه في الجزء الثامن من مسلسل «بقعة ضوء» العام الماضي، إذ أطل الفنان أيمن رضا أيضاً بشخصيته الحقيقية في إحدى لوحات المسلسل الكوميدي المعروف ليُحاصر بدوره من قبل معجبيه بعد تعطّل سيارته الفارهة على أحد طرق المنتزهات الشعبية في دمشق!. مطالبينه بأداء  المزيد من مشاهد لرائعته «أبو ليلى»! الشخصية التي قدمها في مسلسل «أبو جانتي- ملك التاكسي».. ظهرت «معمار» على هذا النحو أيضاً في «سيت كاز» لكنها تُصاب بما يشبه انهياراً عصبياً من «غلاظة» الجمهور الذي تحلّق حولها بنهم لاستطلاع مزاجها وملابسها، في حين فقد «أيمن رضا» صوابه من استحضار حوارات شخصية «أبو ليلى» أمام معجبيه ليصل في النهاية إلى الاشتباك بالأيدي مع عشاق فنه الأصيل!.

بينما ظهرت «معمار» في «سيت كاز» وكأنها نجمة من نجمات هوليوود، وقعت أخيراً في قبضة «بابا راتزي» بلادها، ومعجبين مهووسين بفنها، مأخوذين بوجود نجمتهم الخارقة بينهم في إحدى محطات وقود الطرق العامة. أسلوب ربما يتم اليوم استنساخه وفق نمذجة مستمرة لجمهور متطفل وجائع لرؤية «نجومه» يعيدون تصوير مشاهدهم «الاستثنائية» أمام الكاميرا، فيما يفقد المخرج صوابه من حركة الناس وتخريبهم مناخ «اللوكشن» المفترض به أن يكون هادئاً، ليس هذا وحسب، بل تتصل معمار هاتفياً أثناء الاستراحة بعد كل مشهد بـ زوجها المخرج سيف الدين سبيعي لتطمئن على حال ابنتهما «دهب» ولتُفاجأ عندما يخاطبها «معروف- أيمن رضا» بلقب «فافا» قائلةً له: ولكن كيف عرفت أن «سيف» يدلعني فافا؟! خصوصية حميمية لممثلة من وزن «معمار» لا بأس من زجها في الحوار الدائر بينما تتصاعد حالة «النجمة السورية» ويزداد حنقها من فضول «معجبيها» وعطشهم لرؤيتها وهي «تمثّل» لهم وعليهم في جو من البرد القارس، من هنا تبدو بعض الأعمال السورية ارتجالات جماعية لا تقوم على سيناريو مكتوب أصلاً، بل على اجتهادات ممثلي المسلسل أنفسهم، وبالطبع، على قريحة فقيرة، يتم عبرها تنميط جمهور الدراما على أنه جماعات من الغوغاء وعديمي الذوق الذين ينغّصون صفو فنانيهم في مواقع التصوير نظراً لانعدام ثقافتهم البصرية وحشريتهم المفرطة وعدم إلمامهم بحساسية نجومهم من ضريبة باهظة اسمها الشهرة.