2012/07/04

تفاءلوا أيها السوريون.. هل ستشمل العقوبات العربية «باب الحارة» أيضاً..؟
تفاءلوا أيها السوريون.. هل ستشمل العقوبات العربية «باب الحارة» أيضاً..؟


سامر محمد إسماعيل - تشرين


بعد إقرار الجامعة العربية العقوبات الاقتصادية على سورية؛ صار من الممكن للسوريين أن يتفاءلوا بفكرة يمكن أن تكون مثار بحث: وهي عدم إقدام قناة الـMBC وسواها من الفضائيات الخليجية على إنتاج مسلسلات شوّهت سيرة أعرق مدينة في التاريخ، ويأتي في مقدمتها مسلسل باب الحارة الذي ساهمت فضائيات المال الجاهل في تمويله وامتد على خمسة أجزاء وشاعت مؤخراً رغبة القناة السعودية في إنتاج جزءين سادس وسابع منه.

إن صحت الفكرة المتفاءلة فإن جمهور المسلسلات الشامية سيفقدون الأمل ونهائياً بعودة «أبو عصام» و«العقيد أبو شهاب» و«النمس» و«فريال» وغيرهم من شخصيات تابعها ملايين المشاهدين العرب على امتداد السنوات الخمس الماضية، ما يفتح الباب مجدداً لفرصة ذهبية عند صنّاع الدراما السورية لاستعادة الشخصية الحقيقية لمدينة دمشق وغيرها من المدن السورية التي خضعت في العقد الأخير لسيطرة رؤوس الأموال النفطية ولرقاباتها المتخلّفة، فالجميع يذكر كيف خسر مسلسل «تخت شرقي» فرص تسويقه وتوزيعه على فضائيات الزيت فقط بسبب العنوان الذي حمله، وكيف احتجت رقابات الخليج على مسلسل «الطريق إلى كابول» وتمت مهاجمة بطل العمل الفنان عابد فهد يومها على صفحات المجلات الخليجية متهمةً إياه بالإساءة في أحد مشاهد المسلسل إلى القرآن الكريم، وكيف لم يلق مسلسل «أنا القدس» مَنْ يشتريه من المحطات العربية كونه يفضح جرائم العصابات الصهيونية على أرض فلسطين إبان نكبة 1948، وكيف.. وكيف.. والأمثلة كثيرة على مزاج فضائيات قدمت شيكات مالية مفتوحة» لإنتاج مسلسلات ذات صبغة خاصة لتحرير ما يشبه روايات تاريخية على مقاسها كان آخرها مسلسل «الفاروق»-بلغت ميزانيته الأولية13 مليون دولار- المسلسل الذي ينهي الآن المخرج السوري حاتم علي عمليات مونتاجه عن سيناريو للكاتب وليد سيف، كما حقق المخرج مثنى صبح نسخة غرائبية من سيرة «القعقاع» وبإنتاج قطري باهظ لصياغة رواية تاريخية أخرى تخدم مشيخات خليجية! فهل سيتوقف السوريون على مساحة دراماهم التلفزيونية عن تلفزة أشعار الشيوخ التي «يقتبسون» منها حكاياتهم بعد فرض العقوبات الاقتصادية؟ هل ستشمل هذه العقوبات قطاع المنتجين المنفذين في العاصمة السورية؟ يمكننا هنا أن نتذكر تلك الحلقة التي حوّل فيها النجم السوري أيمن رضا نشيداً شعبياً وطنياً محبباً إلى قلوب السوريين في مسلسل «أبو جانتي-ملك التاكسي» عندما قام «رضا-أبو ليلى» في إحدى الحلقات بتحوير أغنية «أنا سوري آه يا نيالي» . حدث ذلك طبعاً وكما يتذكر مَنْ تابع المسلسل الذي موّلته قناة «روتانا خليجية» في الحلقة التي يزوّج فيها بطل العمل الكوميدي أبو جانتي- الفنان سامر المصري إحدى بنات دمشق الصغيرات من سائح سعودي يكبرها بالعمر خمسة أجيال على الأقل؛ لتنتهي الحلقة في نهاية المطاف بتقاسم «أبو جانتي» مع والدته وأصدقائه أموال السائح السعودي لقاء تزويجه ابنة حارته القاصر من عجوز لديه ثلاث زوجات. في المقابل هل ستفرج الرقابة السورية عن سيناريو «الزبال» للكاتب فؤاد حميرة؛ الذي يتناول في أحداثه ممارسات الاحتلال العثماني ضد الثوار العرب وإعدام الباب العالي نخبة المثقفين السوريين قبيل الثورة العربية الكبرى على يد جمال باشا السفاح؟ ولاسيما أن تركيا تدعم وتشارك في العقوبات العربية آنفة الذكر؟ ‏