2013/05/29

(تلاقي) في بثّها التجريبي... تحيي ذكرى عمالقة الدراما
(تلاقي) في بثّها التجريبي... تحيي ذكرى عمالقة الدراما


جوان جان – الثورة


علي الروّاس.. اسم رافق الدراما التلفزيونية السورية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى مطالع تسعينياته من خلال مشاركاته المتعددة في سلسلة من الأعمال المتميزة استعادت اثنين منها الفضائية السورية الحديثة "تلاقي" في بثها التجريبي وهما "حكايا الليل" للمخرج غسان جبري و"أسعد الورّاق" للمخرج علاء الدين كوكش.‏

اشتُهِر الفنان الراحل علي الرواس بأداء الشخصيات الشعبية الملتصقة ببيئتها، بيئة الأحياء الشعبية العريقة التي يتمتع أهلها بطيب الأخلاق وحسن المعاملة، فقد أدى في "حكايا الليل" شخصية عامل القمامة الذي يشارك زميله الحارس الليلي (الذي أدى شخصيته الفنان الراحل محمد خير حلواني) هموم سكان الحيّ، ومن خلالهما يطل المسلسل على حياة شريحة من شرائح المجتمع في واقعها اليومي ومشاكلها المتأزمة ذات الطابع الاجتماعي، دون أن يغفل العمل عن تقديم مقولات والخروج بأمثولات لم تتغير بتغيّر السنين وتراكمها.. والواقع أن الأسلوب الدرامي الذي تم تقديم هذا العمل من خلاله يُعتَبَر أسلوباً متقدماً قياساً إلى الأساليب الدرامية المتواضعة والمحدودة التي كانت سائدة في النصف الثاني من الستينيات، حيث اعتمد على ما يُعرَف اليوم بمسلسل الحكايات المتصلة-المنفصلة من حيث وجود شخصيات تشكل الرابط العام للحكايات المقدمة التي تتغير شخصياتها بتغيّر الحدث، وهذا النوع من الأعمال بحاجة إلى ممثلين كفوئين لأداء الشخصيات التي ستشكل الرابط الذي سيتكرر في كل حلقة وسيشكل المحور العام للمسلسل، وقد كان الفنان علي الرواس في هذا العمل نموذجاً للممثل القادر على لفت الانتباه من خلال ظهوره المتكرر إما كمعلّق على الحدث أو كممهد له.‏

أما في مسلسل "أسعد الوراق" فقد أدى الرواس شخصية رجل مغلوب على أمره من شدة الفقر الذي يعانيه هو وأفراد أسرته الأمر الذي يدفع به إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة تعود بالضرر على أفراد الأسرة، وقد شكّل الرواس في ذاك العمل إلى جانب زملائه : هاني الروماني، ملك سكر، أمل سكر، وغيرهم مجموعة منسجمة ومتكاملة تمكّنت من تقديم عمل مازال حتى الآن يحظى بالتقدير والاحترام رغم سيل الأعمال التلفزيونية الهائلة التي تلته حتى يومنا هذا.‏

من الأعمال الأخرى الهامة التي يتذكرها الجمهور للفنان علي الرواس دوره في مسلسل "أيام شامية" للمخرج بسام الملا الذي أدى فيه دور رجل مغلوب على أمره يستجير بزعيم الحيّ كي يعيد له حقّه، كما يتذكره الجمهور في إطلالاته المسرحية إلى جانب الفنان الراحل محمود جبر.‏

علي الرواس، الفنان الذي أدى الأدوار الشعبية بكثير من البساطة، اسم سيبقى في ذاكرة الدراما السورية التي تفعل فضائياتنا خيراً عندما تستعيدها فتستعيد بذلك تاريخاً حافلاً بالعطاء والإبداع.‏