2012/07/04

تلفزيون وإنترنت
تلفزيون وإنترنت

بشار إبراهيم - دار الحياة

خــدمــة جــــــديدة وإضافة مهمة، تلك التي شرع بـــتــقـــــديـمهـــا موقع الجزيرة الوثائقية، وتتمثل بإتاحة الفرصة المفتوحة لمشاهدة مجموعة منتخبة من الأفلام الوثائقية الحديثة، التي أنتجتها القناة نفسها، خلال العام الماضي، مما يعني أنها من أحدث الأفلام، وأكثرها طزاجة، وراهنية.

ستة أفلام متاحة الآن للمشاهد، كاملة، وبجودة معقولة، وهي فيلم «دمشق... سيمفونية مدينة»، إخراج ألفوز طنجور، و «السلطان عبد الحميد الثاني»، إخراج محمود فاضل جوسكون، و «اغتيال فرحات حشاد»، إخراج جمال دلالي، و «سلطان الأطرش»، إخراج هشام الزعوقي، و «أصوات من السماء»، حلقة «محمود خليل الحصري»، إخراج هشام عيد، و «أصوات من السماء»، حلقة «حسن أكوش»، إخراج محمود فاضل جوسكون.

النظرة السريعة، حتى على العناوين فقط، تبين أن هذه النخبة من الأفلام الوثائقية تتنوع في مواضيعها، ومضامينها؛ شخصياتها، وأمكنتها. والرؤية ستثبت أيضاً تنوع اتجاهاتها الفنية والتقنية، ومدارسها، ومستوياتها. الأمر الذي يعني حتماً أن المشاهد سيكون أمام وجبة وثائقية متميزة، على تنوع وغنى كبيرين.

وفي الظن، أنه ومع الحلة الجديدة التي اكتساها موقع الجزيرة الوثائقية، والتي جعلته أكثر جاذبية للمشاهد، وسهولة في التعامل، وأكثر رشاقة وحيوية في تقديم موضوعاته، فإن توفير خدمة مشاهدة الأفلام الوثائقية، وقتما نشاء، وأينما نشاء، وكيفما نشاء، إنما هي خطوة ذات دلالة كبيرة، لا بد من الحفاظ عليها، وتطويرها، سواء بتوسيع الخيارات، أو اعتماد صيغة «صالة» العرض، أي بتغيير المجموعة المتاحة من الأفلام، أسبوعياً، أو شهرياً.

ومع هذا وذاك، ينبغي الانتباه للمعنى الذي تمثله هذه الخطوة، ليس فقط من حيث أنها تؤكد حتمية اتكاء التلفزيون على الانترنيت، كما سبق أن اتكأت السينما على التلفزيون، من قبل. ولكن أيضاً من حيث أهمية الانتباه إلى ضرورة توفير الأفلام الوثائقية للمشاهد، بسهولة، وتنوع، وتعدد، وغنى.. لعل هذا يساهم في بناء علاقة حسنة، ما بين المشاهد والفيلم الوثائقي، بخاصة في زمن يظن الكثيرون أن الفيلم إنما هو الروائي فقط.

ويبقى، في الختام، من الضروري القول إن إقدام قناة الجزيرة الوثائقية على طرح انتاجاتها مجاناً، وبشكل ميسر، ومتوافر في متناول الجميع، على الشبكة الإلكترونية، إنما يدلل على حرص هذه القناة المتخصصة على الوصول إلى المشاهد، بشتى السبل، وهو ما يتفق مع روح الفيلم الوثائقي الذي ينطلق من الناس، ولأجل الناس. بعيداً من بهرجة النجومية، ومغريات التسليع.