2012/07/04

 	جاهدة وهبة: أمثل الفن اللبناني في أرض يعشق أهلها الغناء
جاهدة وهبة: أمثل الفن اللبناني في أرض يعشق أهلها الغناء

البيان

تعد المطربة اللبنانية جاهدة وهبة من الأصوات الغنائية التي آلت على نفسها نشر الموسيقى والأغاني التراثية والفلكلورية في منطقة الشام ومصر، منذ حصولها على إجازة المعهد الوطني العالي للموسيقى في بيروت، حيث تابعت دراستها في العزف على آلة العود وفي الغناء الأوبرالي باللغة العربية والتجويد القرآني، مما كان له عظيم الأثر في تمكنها من أداء أصعب الأدوار وغيرها من قوالب الموسيقى العربية، تصبغها بشيء من أريحيتها وإحساسها العميق ولطفها في قدراتها الصوتية.

وفي نفس الوقت هي قادرة على كبح صوتها الهادر، وألا تنساق في استعراض مساحاته وطبقاته، وإنما تقدم اللحن الأصلي وتحترم أصحابه في حدود من التصرف الذي يتطلبه الغناء الحي أمام جمهور هو في العادة جمهور على قدر من الثقافة والوعي، حيث تكون معظم حفلاتها في لبنان والخارج، بالتعاون مع هيئات ومؤسسات فنية - إقليمية ودولية.

جاهدة وهبة افتتحت أخيرا فعاليات الأيام الثقافية اللبنانية في مسرح الجمهورية بالقاهرة، وخلال هذه الأيام التقاها «الحواس الخمس» وأجرى معها هذا الحوار..

كيف تصفين شعورك مع اختيارك للمشاركة وافتتاح هذا الحدث؟

كان هناك استعداد خاص من أجل الظهور في أفضل صورة، وأنا أمثل الفن اللبناني في أرض يعشق أهلها الغناء، ولذلك حرصت على تقديم أغان شارك فيها فنانون من الجانبين مثل «جفنه علم الغزل» ألحان محمد عبدالوهاب وشعر «الأخطل الصغير»، ودور «آمنت بالله» تلحين فريد غصن وغناء لورد كاش؛ لأنني حاولت تقديم رسالة مفادها التواصل الإبداعي والإنساني بين لبنان ومصر، مع التأكيد على أهمية التراث وإظهاره في ثوب عصري.

وقد قدمت في الحفل مقاطع من بعض الأغاني لدى ريبورتوار هائل، يضم عشرات الأغاني لجيل العمالقة من وديع الصافي وفيروز من لبنان، وعبدالوهاب وأم كلثوم وسيد درويش من مصر، بالإضافة إلى الأعمال الفلكلورية وألحاني الخاصة، وفضلت تقديم هذه المقاطع كوصلة حب لهؤلاء العمالقة، ولم أقصد استعراض قدراتي، كما كان هناك برنامج لحفل الافتتاح ولم أرد أن أجور على زملائي الفنانين.

تلاوين صوتية

كيف يمكن الجمع بين أساليب الغناء القديمة وأسلوبك الخاص؟

هذه أشياء تعتمد على الاحترافية وامتلاك خبرة كبيرة وتمكن من أصول الغناء العربي من تلاوين صوتية وتدرج في طبقة الصوت، دون أن يضيع الإحساس والاندماج في معاني الأغنية.

وهنا بعض الأشياء لم تعد مقبولة من المطرب في عصرنا الحالي، مثل المبالغة في الحليات الصوتية على حساب الأداء الدرامي للحن.

وماذا عن تجربتك في التلحين؟

أحيي الكثير من الأمسيات الشعرية، إلقاء وإنشاداً لأهم شعراء لبنان والعرب، منهم على سبيل المثال ابن عربي وجلال الدين الرومي وابن الفارض والعراقيان بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، وهناك مشروع قادم من أشعار محمود درويش، ما أكسبني خبرة في التعاطي مع الشعر وإضفاء طابع موسيقي داخله، وفي ألبومي الأخير «أيها النسيان» تجربة متفردة مع الكاتبة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، حيث صدرت مع الكتاب أسطوانة تعبر عن أحد مواسم الحب وهو النسيان، وهو دعوة إلى النساء لنسيان الماضي وفتح آفاق جديدة للحب، وستصدر باقي الفصول وهي العشق والفراق واللقاء تباعا، كما لي تجربة مع الشاعر الألماني جونتر جراس الحائز على جائزة نوبل للآداب بترجمة الصديقة العراقية أمل جبور، وهي بعنوان «لا تذهب إلى الغابة» وقابلني بعدها ووجدته سعيدًا بتلك التجربة، وأقوم حالياً بإعداد ألبوم لكتّاب آخرين من بينهم محمود درويش وأدونيس وأنسي الحاج وطلال حيدر والأخطل الصغير وسعاد الصباح.

هل هذه هي فرقتك الأساسية دومًا؟

هؤلاء العازفون هم عصب فرقتي، ربما يزيدون ولكن هذه المجموعة هي الأساس، خاصة قائد الفرقة وعازف الكمان كلود شلهوب والذي يقوم أحيانا بدور الموزع مع ميشال فاضل ونقولا نخلة، والعازفين على آلات البيانو والقانون والإيقاع والبيز جيتار والكمان، وكلها آلات أكوستيك بعيدة عن ضجيج الآلات الكهربية، ولذلك فالعازف يعرف ويدرك دوره تماما، فلا يحتمل الأمر أي خطأ، ولهذا نقوم بالكثير من البروفات والتمرين.

ولكن هناك بعض التصرف في الموسيقى.

نحاول أن نعطي للألحان طابعاً بسيطاً لا يشعر معه المستمع بأنها ألحان مركبة أو ثقيلة، دون أن نحذف أية جملة منها، وهذه المهمة من أصعب الأمور في العمل الموسيقي، كما نعمل على إضفاء شيء من رصانة الكلاسيكية الغربية حتى يتذوقها المستمع الأوروبي وتصل له بشكل سلس.

ماذا عن جانب التمثيل في المسرحيات؟

أصلاً أنا حاصلة على دبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية، ولعبت أدوارًا رئيسية غناءً وتمثيلاً في العديد من المسرحيات تحت إدارة كبار المخرجين اللبنانيين والعرب؛ منها مسرحية «أيام رباعيات الخيام» من إنتاج مهرجان بعلبك، و«أنشودة المطر» للمخرج العراقي جواد الأسدي، ومسرحية «صخرة» للمخرج جيرار أفيد يسيان، أيضاً عدة أفلام منها «اللؤلؤة» للمخرج فؤاد خوري، كما لي مشاركات في مسلسلات وأفلام أخرى حصلت على الجائزة الأولى للأفلام الجامعية عن فيلم «رصاصة فارغة».

أنماط غربية

ما رأيك في الإعلام الفني في الوطن العربي؟

هناك مشكلة في عدم إلقاء الضوء على الأعمال الأصيلة والمختلفة، وتوجه استهلاكي بتواطؤ من شركات الإنتاج وتكريس أنماط غريبة عن عاداتنا، ولكن ما زالت بعض المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة تعمل على توصيل رسالة الفن الراقية للجمهور العربي، وإن كانت تحتاج لجهود جبارة في الدعاية والتسويق.

ماذا عن منصبك في جمعية المؤلفين في لبنان؟

اختصاصي هو لجنة الثقافة والبرامج، وأحاول من خلالها الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للموسيقيين والمؤلفين، من خلال متابعة الأماكن التي تقدم موسيقى وغناء، سواء المطاعم أو الصالات أو الملاهي، وكذلك هناك محاولات مضنية للسيطرة والحد من ظاهرة القرصنة على الإنترنت؛ حرصاً على حقوق أصحاب هذه الأعمال.

ما رأيك في كثرة المهرجانات الغنائية بالوطن العربي؟

أشعر بالراحة أكثر لدى مشاركتي في المهرجانات التي تنظمها جهات ثقافية رسمية؛ لأنها أكثر انضباطا واحتراما للفنان، صصحيح هي بحاجة للتطوير ولكنها تحتاج لدعم أكثر من أجل مواصلة رسالتها.