2012/07/04

جمانة شرف الدين: «الدراما مضمون.. وليست تنورة قصيرة»
جمانة شرف الدين: «الدراما مضمون.. وليست تنورة قصيرة»

فاتن قبيسي - السفير

لعل تعثر عجلة الدراما المصرية، إثر «ثورة يناير»، لم تقتصر تداعياته على الفنانين المصريين فحسب، بل طال أيضاً عدداً من الفنانين اللبنانيين. أبرزهم الفنانة جمانة شرف الدين التي شكل حضورها علامة لافتة في مصر. فالشابة التي شاركت في عدد من المسلسلات المصرية حتى اليوم، تمكنت من فرض نفسها بين كبار النجوم المصريين، أمثال حسين فهمي، ومحمود ياسين، وبوسي، ومعالي زايد. وقد أطلقت عليها جريدة «الأهرام»: «نجمة الأدوار الصعبة»، واعتبرها الفنان محمود ياسين «أستاذة» في التمثيل.

وشرف الدين التي دخلت مصر منذ العام 1996، قدمت أدوارا صعبة ومنوعة، في مسلسلات عدة منها «الى أن نلتقي»، «عصر الأمة»، «أم العروسة»، بالتعاون مع كبار المخرجين، أمثال الراحل حسام الدين مصطفى.

ومع «التقنين» الذي تمارسه اليوم شركات الإنتاج الدرامي، تجمد لشرف الدين عملين كانا مدرجين على القائمة، مع المخرجين محمد راضي وأحمد صقر.

وشرف الدين البعيدة إجمالاً عن الإعلام، والتي لا تنخرط كثيراً في أجواء الفنانين، «تجتهد» في تطوير نفسها وقدراتها الفنية من دور الى آخر. تتجنب الفتاة الشقراء أدوار البنت الجميلة، وتعول كثيراً على مضمون ما تقدمه للمشاهد، بعيداً عن الابتذال. علماً أنها خاضت قبل دخولها مصر، أدوارا تلفزيونية وسينمائية عدة في لبنان، منها فيلم «الصرخة» التي أطلقت على إثره الصحافة الفرنسية عليها «عطر الحرب».

وهي إذ تثمن في حديث لـ»السفير» تجربتها الفنية الهامة في مصر، تشير الى كيفية مواكبتها للثورة، عبر الإعلام، ومن خلال التواصل الدائم مع الفنانة تيسير فهمي، التي شاركت في التظاهرات، معتبرة أن الثورة نتيجة طبيعية في البلدان التي يعاني أهلها الجوع، مقابل طبقة تنعم بالثروات.

«إقحام عارضات الأزياء في الدراما»

وتؤكد أن الفنان الموهوب يقدر في مصر، وأنه ليس صحيحا أن الأدوار الجريئة هي بوابة دخول الفنانة العربية الى مصر، التي قدمت من خلالها فناً ملتزما ورصيناً. وتعتبر أن موضوع أدوار الإغراء يتعلق بكل ممثلة وخياراتها، وليس بمنهجية الفن المصري.

وجمانة شرف الدين التي لا تزال في فترة حداد على والدتها الراحلة، تروي كيف تعامل معها فريق عمل «فرح العمدة»، بروح عالية، عندما دخلت والدتها المستشفى العام الماضي، فجرى اختصار مشاهدها، وإعطاؤها أجرا عالياً مقابل

تصوير ليوم واحد، وتأمين عودتها الى لبنان. «وهو التعامل الذي نفتقد اليه في لبنان، حيث لا يأخذ الممثل حقه المادي والمعنوي، كما يتم ارتجال الأعمال الدرامية، خصوصاً بعد العام 2005». تقول.

وتضيف: «جرى إقحام عارضات الأزياء في مجال التمثيل، مع تقديري للمهنة. الدراما جهد ومضمون وليست تنورة قصيرة وسرّة مبينة.. هيدا مش شغل! وثمة مواضيع تافهة، باستثناء أعمال الكاتب مروان نجار، التي لا تؤذي العين، والتي تعالج قضايا معينة». وتشكر المخرج اللبناني باخوس علوان الذي يقيم تجربتها بطريقة إيجابية في حديث صحافي، عازماً على التعامل معها لاحقاً.

وفيما تعاونت في «اللعب ممنوع» مع المخرج السوري هشام شربتجي، فإنها تثني على الأعمال السورية كونها «ترتكز الى فناني الجيل القديم في إطلاق الجيل الجديد. ومن هؤلاء الفنانين منى واصف وصباح الجزائري اللتان لا تزالان تلعبان أدوار البطولة. فيما أرسى الفنان دريد لحام ومحمد الماغوط دعائم الكوميديا السوداء التي يستثمرها فنانو ومخرجو اليوم بشكل معاصر. أما في لبنان فليس هناك امتداد بين الجيلين الفنيين، بل يتم استبعاد المخضرمين منهم، لصالح ناقصي الخبرة.. وهذه إحدى مشكلاتنا أيضاً».

ضريبة القرابة الفنية

والفنانة التي كانت تحلم باختصاص المحاماة، قادتها ظروف الحرب الأهلية الى دراسة الإخراج، لتمتهن بعد ذلك التمثيل. وتؤكد أن والدها الفنان فؤاد شرف الدين لم يلعب دوراً في دخولها المجال، ولم يرشحها بداية لأي دور، مشيرة الى أنها كانت تعمل كملاحظة سيناريو ومن ثم كمساعدة مخرج، قبل أن تعرض عليها الكاتبة جنفياف عطالله بطولة فيلمين تلفزيونيين: «المحطة الأولى»، و»موعود بعيونك».

لا بل إنها تشعر أنها دفعت غير مرة ضريبة عالية كون والدها فنانا، وعمها مخرجا (يوسف شرف الدين). تقول: «كانوا يقولون لي في الجامعة: «إنسي والدك وعمك»، كمن يريدونني أن أتحرر من القرابة الفنية». وبعد إتياني بتجربة مستقلة، تعاونت لاحقاً مع والدي، وقد عانيت الكثير، كونه متطلباً جداً في العمل خصوصا مع ابنته، فكنت أبذل جهدي مضاعفاً قياساً الى الزملاء».

وكانت شرف الدين تعاونت مع والدها من خلال أربعة أفلام سينمائية، (منها «إيفانوفا») وعدد من المسلسلات (منها «حنان والقدر» و»العصفورة»).

وعن سبب قلة أعمالها الدرامية المحلية بالإجمال، وآخرها «زمن الأوغاد» الذي يحكي قصة المقاومة الإسلامية في لبنان، تعلق بقولها: «ليس لأنه ليس هناك مسلسلات جيدة بالمطلق. بل لأن هناك مافيات. وهنا أيضا أدفع ضريبة، كون والدي فنانا ومخرجا، فيُحسب عليه أنه ينتج دراما، وأن إبنته أوْلى بالمشاركة بها!».