2013/05/29

"حمّام الشام" كوميديا تهرب من الواقع إلى "الافتراض"
"حمّام الشام" كوميديا تهرب من الواقع إلى "الافتراض"


علاء محمد – دار الخليج

بدأت كاميرا المخرج مؤمن الملا، قبل نحو شهر، بالدوران في “أبوظبي”، لتصوير مسلسل “حمّام الشام”، أول مسلسل بيئي شامي يتم تصويره بالكامل، خارج الحدود السورية . وفي هذه الجولة نعرض تفاصيل العمل الذي وضع نصه الكاتب كمال مرّة وتنتجه شركة الأدهم للإنتاج الفني والتوزيع ليعرض في شهر رمضان المقبل .

تتركز قصة المسلسل وتفاصيله داخل حمّام شامي قديم يتم تصنيعه في أبوظبي، لتجري مختلف فصول العمل بداخله، حيث تغيب الحارة والشارع والبيوت بشكل تام، ما يسهّل عملية التصوير بحكم اختصار مواقع التصوير .

يشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية، في مقدمتهم صاحب فكرة العمل، الممثل والكاتب الشهير وفيق الزعيم، والنجم مصطفى الخاني ومعه عدد من نجوم مسلسل “باب الحارة” منهم زهير رمضان وفايز قزق وعبد الهادي الصباغ، كما تشارك النجمتان أمل عرفة ومها المصري بشخصيتين رئيسيتين فيه، فضلاً عن حضور لافت للنجمة صفاء سلطان .

وفي اتصال مع كاتب العمل قال كمال مرّة إن العمل كوميدي بامتياز، وبيئته افتراضية آتية من عالم صنع الابتسامة على شفاه الناس .

وتابع: لن نقول إن هناك أي فاصل في “حمّام الشام” واقعي، لكن المشاهد قد يسقط مشهداً هنا أو محوراً هناك على واقعه، وبالتالي سيكون الواقع في هذا الإطار، إن حصل، تفسيرياً شخصياً وحسب .

ورأى كاتب أول جزأين من مسلسل “باب الحارة” أن اختصار مكان العمل على حمّام من دون حارة ومنازل، يقطع الطريق على أي احتمال لتشابه المسلسل مع مسلسلات سابقة . كما نفى أن تكون فكرة العمل مقتبسة من مسلسل “حمّام الهنا” لدريد لحام ورفيق سبيعي وياسين بقوش ونهاد قلعي، الذي أنتج وعرض في فترة السبعينات، مشيراً إلى أن كل شيء سيكون مختلفاً وإن تشابهت عملية توزيع الشخصيات بين العملين .

واستعرض كمال مرّة أهم شخصيات المسلسل وممثليه، مع شرح لدور كل واحد منهم من دون الدخول في تفاصيل عميقة تقتل روح الاشتياق من قبل الجمهور لمتابعته .

يؤدي النجم مصطفى الخاني شخصية مسعد، وهو شاب يتيم الأبوين يعمل أجيراً في الحمّام، ويضطلع ببطولة مطلقة . لكن شخصيته تمتزج بين الجدية الحزينة، وبين حبّه للمزاح، فروحه تعشق النكات وإحداث المقالب، ويرتبط مسعد بعلاقة عاطفية مع فتاة في الحي، لكنها لا تتكلل بالزواج لأسباب مختلفة .

وتساير الخاني في الشخصيات النسائية النجمة أمل عرفة، حيث تؤدي شخصية ابتهال، وهي فتاة في مقتبل العمر، تعمل ماشطة في الحمّام في القسم النسائي، وتبقى عزباء رغم دخولها في مشروع زواج بعد ارتباطها بعلاقة عاطفية مع مسعد، لكن شيئاً من النجاح لا يتحقق، ومثل مسعد تكون ابتهال محبة للنكتة وروح المزاح والمرح، فتضفي جوّاً من الضحك في معظم مشاهدها .

أما النجم وفيق الزعيم صاحب فكرة المسلسل، فيؤدي شخصية شيخ الحارة الشعبية التي لا تظهر في المسلسل، بل تتركز نشاطاته وفتاواه في الحمام الذي يتجمع فيه رجال الحارة وشبابها ونساؤها (بالقسمين طبعاً)، فيكون الشيخ حسني كبير الحارة وحكيمها وحلاّل مشكلاتها، فيؤثر في عمل المخفر الذي لا تصل مشكلات الناس إليه بحكم إيجاد الشيخ حسني للحلول لها على الدوام .

يظهر النجم فايز قزق بشخصية المساعد أول “أبو نجم” رئيس مخفر الحارة، الذي لن يظهر أيضاً في المسلسل نظراً لتركّز التفاصيل كلها في الحمّام الشعبي . ويبدي أبو نجم الكثير من روح الظرافة والكوميديا والظرافة، بحيث لا يظهر ذلك الشرير الذي يريد النيل من حريات أهل الحارة أو كراماتهم كما كانت الحال على الدوام في مسلسلات البيئة الشامية .

النجم زهير رمضان الذي أكد علو كعبه في مسلسل “باب الحارة” بدور رئيس المخفر، يتحول في الحمّام إلى مختار ذي عقل راجح، لكنه في ذات الوقت يكون مغلوباً على أمره . ويحاول أبو فهمي “المختار”، على الدوام، إيصال مطالب الناس إلى رئيس المخفر، أبي نجم، الذي يتعامل مع القضايا، باستخفاف وضحك وقوالب كوميدية . كما تتسم شخصية المختار، كغيره، بروح الدعابة، فضلاً عن الطيب والخلق الحسن، ونزوعه نحو الإصلاح في مختلف تفاصيل يومياته .

أما أكثر الشخصيات الكوميدية في هذا العمل فيؤديها النجم عبد الهادي الصباغ بدور “عزّو الأعمى”، فيكون رجلاً ضريراً، لكنه مختلف تمام عن أغلبية عميان عصره، حيث لا يستطيع المشاهد، بالمطلق، أن يتعاطف معه، فكيف بالنسبة إلى أبطال الحمّام؟! وذلك بسبب شغبه وكثرة مشاكسته، مع امتياز لا بد من ذكره لعزو، وهو أنه محب للنكات، كسائر الشخصيات، فضلاً عن حبه للناس رغم مضايقته لهم .