2012/07/04

خالد الصاوي: أرفض القائمة السوداء للفنانين...
خالد الصاوي: أرفض القائمة السوداء للفنانين...

رشا طلعت – مجلة لها

من اللحظة الأولى لثورة '25 يناير' كان مشاركاً، ولهذا فشهادته على أحداثها مهمة وخاصة جداً. إنه الفنان خالد الصاوي الذي تحدث إلينا عن سر حماسه للمشاركة في الثورة المصرية من البداية، ورأيه في تصنيف النجوم في قوائم بيضاء وسوداء، وتقويمه لموقف نقيب الممثلين أشرف زكي، وحقيقة اعتذاره عن رئاسة البيت الفني للمسرح. كما يتكلم عن فيلم 'الفاجومي' ومسلسله الجديد 'خاتم سليمان'.

- لماذا شاركت في ثورة '25 يناير' بكل هذه الحماسة؟

لأنني كنت مؤمناً بمبادئها ومصداقيتها منذ اليوم الأول، لأنها ثورة عظيمة تطالب بمطالب عادلة وضرورية. والمهم أن هذه الثورة حدثت في الوقت المناسب، اذ كان من الصعب أن يستمر الشعب تحت حكم هذا النظام الذي تخطى فساده كل الحدود ووصل الى أعلى قمة.

لذلك كنت أنتظر هذه الثورة بفارغ الصبر. والواقع انها أبهرتني رغم كوني عضواً فيها ومسانداً للشباب ومعهم في الميدان منذ اللحظة الأولى.

- البعض اعتبرها ثورة غير منظمة، فما رأيك؟

لا أتفق مع من هؤلاء، لأن ثورة '25 يناير' ثورة حقيقية على الظلم والفساد والديكتاتورية والمحسوبية وكل ما هو سلبي يُغيِّب العدالة عن هذا المجتمع، مما جعل المناخ في بلادنا طارداً للشباب.

وهذه الثورة جاءت بغرض تصحيح الأوضاع، لذلك يجب النظر اليها بكل احترام، لأنها خرجت من رحم واقع فاسد ومرير، وبالتالي تطالب بحقوق مشروعة من الصعب تجاهلها.

ميدان التحرير أصبح رمزاً للحرية


وهل توافق على استمرار الاعتصامات في ميدان التحرير حتى الآن؟

هناك العديد من المطالب المشروعة للمعتصمين الذين لا بد من احتوائهم وتحقيق مطالبهم والنظر إليها بعين الاعتبار. ويجب على الحكومة وضع جدول زمني لاحتواء الجميع من أصحاب المطالب وحل مشاكلهم، ولكن في الوقت نفسه أطالب أصحاب المطالب الفئوية بأن يفكروا جيداً وإعطاء فرصة كافية للحكومة الانتقالية التي تتولى تسيير الأعمال من أجل اتخاذ الإجراءات وحتى لا نعرقل العمل.

وعندما نجد أن هذه الحكومة تعطل هذه المطالب أو تهملها علينا ان نلجأ من جديد الى الاعتصامات والمطالبة بتحقيق هذه المطالب العادلة والمشروعة.

- ما رأيك في المكانة التي اتخذها ميدان التحرير بعد ثورة '25 يناير'؟

هذا الميدان أصبح رمزاً للحرية يتحدث عنه العالم كله وسيذكره التاريخ على مر العصور، فقد شهد مولد ثورة عظيمة أسقطت نظاماً فاسداً ومتجبراً، وولّدت صحوة ونقلة جديدة تشهدها مصر وشعبها. ولم يقتصر الأمر على مصر بل امتد الى العالم كله.

ورغم أهمية ميدان التحرير الذي يريد البعض أن يغير اسمه الى ميدان الشهداء، فإن كل ميادين مصر شهدت مولد هذه الثورة، فالشعب المصري خرج بثورته في كل مكان في مصر.

موقف نقيب الممثلين كان متخاذلاً


هل توافق على تصنيف الفنانين المؤيدين للثورة في قوائم بيضاء والمعارضين لها في قوائم سوداء؟

نحن نبحث عن الحرية والديموقراطية، وثورتنا تقوم على مطالب كثيرة أهمها الحرية، لذلك لا يمكن أن أكون مؤمناً بدعوة البعض لمحاسبة من عبّر عن رأي مخالف لما ندعو اليه، فكل واحد حرّ في اختياراته ومسؤول عن رأيه وأفكاره.لهذا لست مع حملات التشويه والعقاب لمجرد تعبير البعض عن آراء مخالفة للثورة والثوار، ولكن لابد من محاسبة كل من قام بفعل أو تحريض على إيذاء أحد، لأنه للأسف وقف عدد من الفنانين في صف النظام بهدف تحقيق مكاسب، كانوا يظنون أنها في الطريق إليهم بمجرد أن ينجح النظام في القضاء على هذه الثورة. المشكلة لا تكمن فقط في هذا، ولكن الكارثة بالنسبة إلي تكمن فيمن قاموا بالتحريض على القتل والإيذاء وتوزيع الاتهامات على الثورة بحجة أنهم يتعاطون المخدرات ويقومون بأفعال مشينة ومنافية للآداب، وهذا ليس له أساس من الصحة.ولم يكتف البعض بذلك، بل طالب بحرق هؤلاء الثوار، وكانت النتيجة مئات الشهداء الذين لم يرتكبوا ذنباً سوى المطالبة بحياة أفضل لبلادهم وشعبهم. أما من كان له رأي مختلف فليس لي معه مشكلة. وهؤلاء أعترض على وضعهم في قوائم سوداء لمجرد انهم عبّروا عن آرائهم.

- وما رأيك في الهجوم على أشرف زكي نقيب الممثلين ومسعد فودة نقيب السينمائيين؟

بالفعل طالبنا بسحب الثقة من نقيب الممثلين أشرف زكي بسبب موقفه المتخاذل المتناقض، والذي لم يتوافق مع مطالب الفنانين وأعضاء النقابة، خاصة أن النقيب رفض توقيع بيان للتضامن مع الثورة، وهو لم ينجح في تمثيل الأعضاء كنقيب لهم.أما نقابة السينمائيين فكان لها وضع آخر، وهي الأخرى تعاني العديد من المشاكل التي تحتاج الى بحث ومعالجة.

- هل كنت تتوقع نزول عدد كبير من الفنانين إلى الشارع مع شباب الثورة؟

هذه مواقف طبيعية، وكان لابد أن تحدث، لأن هؤلاء الفنانين من الناس، يعبرون عنهم ويتوصلون معهم، ومن المفترض ألا توجد أي فوارق أو عوازل بينهم. ومواقف هؤلاء الفنانين كانت مشرفة جداً، وهذا من أفضل ما أفرزته ثورة '25 يناير' التي تكاتف فيها الجميع. وأريد التأكيد أن ما قام به الفنانون واجب وطني.

- لكن البعض يرى أن الفنان لابد أن يركز على فنه ويبتعد عن السياسة ويتركها لأصحابها والمتخصصين فيها!

الفنان هو في الأساس واحد من الناس، وأنا أتفاعل مع ظروف بلدي والأحداث التي تمر بها كإنسان مصري أعيش ظروف الناس وأشعر بالمرارة التي يعيشون فيها والظلم الذي كان يذيقهم إياه النظام السابق، وكيف أخدع الناس الذين أحبوني ودعموني في كل خطواتي وبعدها أبتعد عنهم بحجة أنني فنان ويكون هذا مبرراً لانفصالي عن المجتمع؟! على العكس، إذا كنت احمل لقب فنان فهذا مبرر أقوى لأن أكون وسط الناس وداعماً لهم في مطالبهم التي تتحد مع مطالبي، ولا أجد أي مبرر أو دافع لأن أنفصل عن الشعب الذي أنا واحد منه وأشعر بما يشعر به.