2012/07/04

دائرة السينما
دائرة السينما

  دائرة السينما الخطوة التي من المناسب أن نتوقف عندها في محاولات إنشاء الهيئات السينمائية للقطاع العام، جاءت في أواخر الخمسينيات، فبعد قيام الوحدة العربية بين سورية ومصر عام 1958، أخذت وزارة الثقافة – دائرة السينما – وقد أسندت رئاستها لصلاح دهني خريج معهد السينما بباريس، وناقد في الصحف والإذاعة منذ أوائل الخمسينات. باشرت الدائرة بعد إنشائها بالبحث عن الكادر الفني، وتأمين أجهزة ومعدات سينمائية للقيام بالإنتاج السينمائية. وكان من مهام دائرة السينما. 1-      نشر الثقافة السينمائية. 2-      تأسيس مكتبة للأفلام. 3-      إنتاج أفلام وثائقية قصيرة عن سورية. وقامت دائرة السينما بإيفاد عدد من الشباب للتخصص في فرع الصناعة السينمائية، إلى مصر وأوربا وتعاقدت مع خبرات سينمائية من سوريين وأجانب، وكان منهم المخرج بوشكوفوتينيتش والمصور توميسلاف بنتر وكلاهما من يوغسلافيا. أخرج بوشكو في عام 1960 خمسة أفلام قصيرة عن دمشق وأرواد وبصرى وتدمر وعن الجمال والجبال. كما أخرج (صلاح دهني) فيلماً عن الآثار العربية في سورية وأخر عن الماس والجفاف وأخرج يوسف فهده فيلماً عن الفنون التطبيقية في سورية. وتم في عام 1959 إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وضع في جملة لجانه لجنة خاصة بالشؤون السينمائية. تعنى بهذا الفن وتجمع العارفين بفن السينما، لإصدار توصيات تدفع العمل السينمائي وتنشطه. وكانت لجنة السينما في المجلس أول من أوصى بوجوب إحداث مؤسسة عامة للسينما في سورية. كما نظمت بعض المحاضرات والندوات في المواضيع السينمائية وقدمت اللجنة مشروعاً للاستثمار السينمائي. وأقامت اللجنة دورات تدريبية كما تم بمسعى منها تأسيس أول ناد سينمائي عام 1960، وقدمت الكثير من الاقتراحات التي أخذت طريقها إلى التنفيذ بعد قيام الثورة. وأتي الخطوة الأخيرة للهيئات الرسمية في هذه المرحلة من التلفزيون السوري الذي بدأ بثه في مطلع الستينيات. وقبل اكتشف الكاميرا التلفزيونية المحمولة كانت تتم عمليات التصوير الخارجي للأخبار والمشاهد الدرامية الخارجية بالكاميرا السينمائية,, ولهذا العرض لوحظ عند إنشاء الاستديوهات التلفزيونية، إنشاء استديو سينمائي مجهز بالمعدات اللازمة للإنتاج السينمائي. وكانت عمليات التصوير تتم بكاميرا 35 ملم و 16 ملم. وقد أنتج التلفزيون في بداية بثه عدداً من الأفلام الوثائقية القصيرة منها ثلاثة أفلام لبوشكو هي (المعجزة الخضراء، جوهرة من دمشق، الأيدي التي تغني) ومن إخراج صلاح دهني (نزهات صيفية)، ومن إخراج خالد حمادة (فرحة الطبيعة), وقد ضمت دائرة السينما في التلفزيون شعباً للتصوير والمونتاج والطبع والتحميض والدوبلاج والتصوير الفوتوغرافي. وممن علم في دائرة السينما عند إنشائها المصورون محمد الرواس، تحسين جزائري، أحمد أبو سعدة، محيي الدين سكحل، وبلغ عدد المصورين 10 وعدد الفنيين نحو 20 سينمائي، إضافة إلى عدد من مساعدي الإخراج. إن محاولات إنشاء مؤسسات أو هيئات سينمائية عامة في نهاية مرحلة البدايات، كان إرهاصاً لإنشاء مؤسسة متخصصة بالإنتاج والاستثمار السينمائي، وهذه الجهود تبرز أهمية السينما في تلك الفترة واتساع جماهيريتها، كما أنها مؤشر على تأثير السينما على الجمهور. خمسة وثلاثون عاماً هي مرحلة البدايات بكل مصاعبها وانكساراتها في أعمالها الأولى وبكل غناها في نهايتها، وهي فترة طويلة نسبياً، وطال انتظار السينمائيين والجمهور الجاد حتى عام 1963، حيث بدأنا بالبحث عن مكان لنا على خريطة السينما العربية والعالمية.   عن ذاكرة السينما في سوريا