2012/07/04

دريد لحام: المسكنات لن تعالج أزمتنا
دريد لحام: المسكنات لن تعالج أزمتنا


مظفر إسماعيل – دار الخليج

الفنان السوري الكبير غني عن التعريف، لمع نجمه منذ أن ولدت الدراما السورية في الستينات من القرن الماضي، له الكثير من المسلسلات والمسرحيات التي تركت أثراً كبيراً في عقول الناس استمر حتى أيامنا هذه، للكوميديا مكانة كبيرة في قلبه جعلته يطل في الموسم المقبل في مسلسل يأمل من خلاله مواصلة مشوار عظيم . عن مسلسل “خربة” والدراما السورية وما يجري مع سوريا، نحاور الفنان القدير دريد لحام .

ماذا تحدثنا عن العمل الجديد ال “خربة” وأنت البطل فيه؟

- في البداية عندما سمعت أن الكاتب ممدوح حمادة هو صاحب النص والمخرج الليث حجو من سيخرج المسلسل تشجعت كثيراً انطلاقاً من محبتي وإعجابي الكبير بهما، والعمل بشكل عام كوميدي يحمل في طياته الكثير من الجدية والأفكار الرائعة، وألعب في العمل دور رجل كبير اسمه “أبو نمر” يتنافس مع رجل آخر للحصول على زعامة القرية، ويقومان باصطناع المقالب لبعضهما بغية انتصار كل طرف على الآخر، كما تدور الكثير من الأحداث والمواقف الطريفة والمعبرة في سياق العمل .

قلت إن البيئة التي يتم تصوير العمل فيها ساهمت إلى درجة كبيرة في مشاركتك، ما أكثر ما استهواك في تلك البيئة؟

- طبيعة المناخ، والبيئة الطبيعية جذباني كثيراً، فالمنطقة بعيدة نوعاً ما عن السكن والعمران وعن الازدحام وعن الحضارة الكاذبة، كما أنها تعتبر منطقة أثرية وصنفتها كذلك وزارة الثقافة ومنعت التغيير في معالمها، وهي من المناطق المتقدمة ثقافياً، حيث تنعدم الأمية فيها وتحوي الكثير من الشخصيات المثقفة، إضافة إلى أن الشعب الذي يسكن المنطقة من أطيب الناس، ودائماً يتلهفون لرؤيتنا ويعاملوننا أجمل معاملة .

ما الخصوصية التي وجدتها في هذا العمل وأنت الذي قلت سابقاً، إن لكل عمل خصوصية بالنسبة إليك؟

- سحر النص كان أهم دافع بالنسبة إلي، خاصة أنه كوميدي ويهتم بجميع الشخصيات على السوية نفسها، كما أن هنالك ترابطاً بين أجزاء النص وبين الأحداث منذ بداية العمل وحتى آخره ما أضاف إليه قوة أكبر وجمالية مميزة .

هل تخشى المقارنة بين شخصية “أبو نمر” وشخصية “غوار”، خاصة بعد أن تركت الأخيرة في عقول الناس انطباعاً صعب النسيان؟

- لكل شخصية زمانها الخاص فسلسلة مسلسلات وأفلام ومسرحيات غوار جاءت في مرحلة العرض الأسود والأبيض، وكان الناس دائماً في حالة ترقب لكل جديد ولا تزال تحتفظ بشعبيتها حتى الآن، وفي كل عام تعرض على الكثير من الشاشات، من المؤكد أن هذه الشخصية بعيدة إلى حد كبير عن شخصية “غوار” إلا أنها قريبة جداً من بعض الشخصيات التي قمت بها في تاريخ مشاركاتي وأقربها شخصية “أبو الفضل” في مسرحية “غربة” .

من الملاحظ أنك حددت مسارك وحصرته بشكل نهائي بالكوميديا من خلال رفضك لعدة أعمال غير كوميدية؟

- الكوميديا هي قمة الجدية وتحمل في طياتها الكثير من الأشياء التي قد يجهلها الكثير من المتابعين، وبالنسبة إلي كانت أدواري منذ بداياتي الأولى كوميدية لكنها بأسلوب مميز، فتارة ترى البسمة موجودة وتارة أخرى ترى الدمعة إضافة إلى ما تحمله من مواعظ وأفكار، وما يميز الابتسامة إنما مسألة إزالة الحواجز بين المتلقي وبين المعطي فتذهب المعلومة مباشرة إلى القلب وتحفر فيه، ما يضفي على الكوميديا أهمية كبيرة ويجعلها أهم الأنواع الدرامية في رأيي .

كيف يختار دريد لحام أعماله في ظل الإقلال من الأعمال في الموسم الواحد؟

- يقول الكثيرون إن دريد لحام يرفض عروضاً كثيرة، وهذا الأمر يعود إلى سبب وحيد هو أني لا أحب أن أعمل أكثر من عمل واحد في العام، وأحب أن أتفرغ لمسلسل فقط لأضع فيه كامل جهودي، على الرغم من أني قادر على التنسيق بين عدة أعمال في موسم واحد، كما حدث أثناء فترة مسرحية “سيلينا” حيث عرض علي عمل مع الفنان العزيز والغالي بسام كوسا فرفضت العمل وشكرته كثيراً عليه، وفضلت التركيز على عمل واحد فقط .

دعنا نتحدث عن الدراما السورية بشكل عام، ما السر برأيك في هذا التألق؟

- الدراما السورية تحصد حالياً ثمرات الجهد والعمل الكبير الذي قام به القائمون عليها خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن الأفكار التي تطرحها تلعب دوراً كبيراً في كسب محبة وإعجاب الكثير من المتابعين، إضافة إلى وجود عدد كبير من الممثلين الأكفاء والمخرجين والمؤلفين ممن تتوافر فيهم الكفاءة والخبرة الكبيرة، وأعتقد أن الدراما السورية تستحق التألق والنجاح الذي وصلت إليه وحققت نجوميتها بجدارة واستحقاق .

كيف تقرأ الدراما في سوريا بين الماضي والحاضر؟

- في الماضي أنجزنا الكثير من المسلسلات والمسرحيات التي صنفت على المستوى العالمي، على الرغم من صعوبة العمل في تلك الفترة قياساً بالعمل في أيامنا هذه، ومسألة التألق ليست مرتبطة بالمرحلة الحالية فقط، بل ممتدة منذ عشرات السنين، والفارق الرئيسي في رأيي هو الانتشار وهي مسألة مهمة للغاية، وإذا أردنا تأكيد هذا الأمر نراقب ما يجري لأعمال “غوار” وعرضها المستمر على العديد من الفضائيات السورية والعربية، ولو كان الأمر على ما هو عليه في ما يخص الفضائيات آنذاك لكان انتشار مسلسلات “غوار” كما هي الحال بالنسبة إلى المسلسلات السورية حالياً، باختصار الدراما السورية كما قلت منذ قليل متألقة على مر تاريخها وفي جميع مراحلها .

يشاع في الفترة الحالية أن محطات عدة ستقاطع الأعمال السورية، إلى أي مدى ترى أن هذا الأمر سيؤثر في مكانة الدراما السورية، خاصة أن الأمر إن تم سينعكس سلباً على التوزيع؟

- إن قاطعتنا بعض المحطات فلن تقاطعنا جميعها، كما أني على ثقة تامة بأن القائمين على الدراما السورية سيعملون بجد وسيخلصون للدراما وسيبذلون الكثير ولو عملوا مجاناً لخدمتها في سبيل المحافظة على مكانتها التي تلقي على عاتقنا الكثير من المسؤوليات .

كيف تتعامل مع الشائعات التي تستهدفك؟

- في الحقيقة أضحك كثيراً عندما أستمع إلى شائعة أو تصريح منسوب إلي، ولكن كما هو معروف هناك الكثير من الناقمين على بلادنا ويسعون دائماً إلى استهدافها بجميع أركانها، ونحن كفنانين نعتبر من الرموز المهمة في تاريخ بلادنا فمن الطبيعي أن نكون عرضة للاستهداف، وأنا من الناس الذين يتقبلون النقد، ولكن النقد البناء حصراً والهادف إلى نشر الخير وتفادي الأخطاء .

كيف ترى ما يجري في الوطن العربي، خاصة سوريا؟

- حتماً لدريد لحام كغيره من المواطنين نظرته لما يجري من أحداث في العالم العربي وسوريا خاصة . .

الآن نحن نتعرض لأزمة كبيرة لا يمكن لأحد أن ينكر شدتها وخطورتها خاصة في هذه الفترة الحساسة في العالم أجمع، ويجب برأيي التصرف بحنكة وذكاء مع ما نتعرض إليه، وأن تطرح الحلول بدقة كبيرة وأن تكون حلولاً فعالة وليست مؤقتة، وألا تكون تلك الحلول مجرد مسكنات، وأتمنى الخير والأمان لسوريا وللعالم العربي كله .