2014/03/20

دريد لحّام وغسان مسعود معاً في "بواب الريح"
دريد لحّام وغسان مسعود معاً في "بواب الريح"

محمد قاسم الساس – الوطن السورية

 

 

ضيفي قامة فنية استثنائية نترقب أعمالها باستمرار. كسب الرهان فور نجاحه المتميز في بطولة مسلسل (سنعود بعد قليل)، والذي حقق أعلى نسبة مشاهدة العام الماضي

. ليخوض هذا العام تحدياً من نوعٍ آخر، وذلك عبر اقتحامه لأعمال البيئة الشامية التي تدور حولها الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب، وذلك عبر مسلسل «بواب الريح»، حيث انفردنا به في أول إطلالة إعلامية له في الموسم الجديد.

إنه الفنان السوري القدير دريـد لحـام، الذي حاورته بكل جرأة حول نتائج مسلسله الأخير وتبعياته، وصولاً لعمله الجديد الذي باشر بتصويره مؤخراً في دمشق، كاشفاً لنا تفاصيله، مع تعرضنا لعددٍ من الملفات الفنية والوطنية التي طالته في الآونة الأخيرة، معلناً موقفه ورأيه بكل حرية.

 بداية... ألف مبارك فوز مسلسل (سنعود بعد قليل) كأفضل عمل عربي لعام 2013 حسب الاستفتاء الجماهيري الذي أجرته مؤخراً محطة mbc.

«شكراً كتير يا قلبي»... وشكراً للناس ولثقتهم بنا ولمحبتهم للعمل ولتعاطفهم معه.

  هل أصبحنا بحاجة فعلاً لأعمال درامية تعالج الأزمة السورية بشكلٍ انساني ووسطي ودون تهميش الآخر مثلما فعل (سنعود بعد قليل)، وخاصةً بعد تفوقه على بقية الأعمال الأخرى على اختلافها؟

بالتأكيد... أنت تعلم بأن فكرة العمل مأخوذة من فيلم إيطالي – الجميع بخير – وهو عمل عائلي انساني بحت لأب يسافر إلى أولاده المقيمين في عدة مدن للاطمئنان عليهم... وذكاء الفنان «رافي وهبي» كـ كاتب جعل من هذه القصة الإنسانية أن تندمج مع مجريات اللحظة لنخرج بعملٍ درامي بغاية الانسجام.

هنا لابد لي أن أقول لـ«رافي» بأنك كاتبٌ ذكيٌ جداً، وقادر على كتابة حوار يدخل إلى القلب دون استئذان بوصفه حواراً حقيقياً وليس مؤلفاً، فالشخصيات كانت تتكلم بلسان حالها وحالنا، كما لابد أن أتوجه بالتحية للمخرج «الليث حجو» الذي صور العمل برؤية سينمائية رائعة.

  يرى الكثيرون بأننا سنشهد ولادة أعمال مهمة تنعش الدراما السورية وتحاكي التغيرات التي نعيشها منذ ثلاث سنوات بكل جرأة مع انتهاء الأحداث، ما رأيك؟

من المفترض حدوث ذلك لكي لا تتكرر الأزمة لاحقاً، حيث علينا مناقشتها، وأنا مستعد للمشاركة في هذا الأعمال.

كل المسلسلات التي نراها الآن لا تخرج عن وصفها «توثيقية»، لأن الأزمة مازالت مستمرة، حيث يجب مناقشة أسبابها وتداعياتها بعد انتهائها، وهذا أمرٌ طبيعي.

وأول المواضيع التي يجب التعرض لها هي مناطق العشوائيات أو الفقيرة، والتي كانت الحاضنة الأولى للأحداث بسبب تهميش الدولة لها، وهذا خطؤها، لأنها لم تعتنِ بها بالشكل المناسب.

 بعد نجاحك الكبير الذي حققته في مسلسل (سنعود بعد قليل)، نراك اليوم تقتحم أعمال البيئة الشامية، وذلك عبر مسلسل «بواب الريح» للمخرج المثنى صبح، في خطوة أقل ما يقال عنها بأنها جريئة ومفاجأة كبيرة؟

في الحقيقية أنا لست بعيداً كلياً عن هذه الأعمال... بداياتي كانت منها بدءاً من (مقالب غوار) لـ(حمام الهنا)، ثم (صح النوم)، لتصبح فيما بعد أعمال البيئة الشامية بالألوان وبأسلوب جديد... ولذلك لا أعتبر نفسي غريباً عنها ولو أنني لم أكن ضمن الأعمال التي ظهرت في الآونة الأخيرة بدءاً من مسلسل (أيام شامية)...، والتي سوف ادخلها الآن عبر مسلسل «بواب الريح»... هذه تجربتي الأولى ضمن هذا الإطار وهذا الأسلوب الجديد.

 صرحت في اللقاء الذي اجريته معك العام الماضي بأن أعمال البيئة الشامية تحيرك ولا تميز بينها بسبب التشابه الحاصل من حيث النص والديكور والشخصيات، وطالبت المعنيين بأن تنفذ بتأنٍ أكثر، وألا ينسب ما يعرض فيها لتاريخ دمشق العريق، الذي لا يتقاطع أبداً مع ما تعرضه هذه المسلسلات... هل هذه المطالب متوافرة في المسلسل الجديد (بواب الريح)؟ وهل نحن أمام عمل شامي سيخرج من السرداب العفن الذي باتت معظم أعمال البيئة قابعةً فيه؟

من الآخر... لو لم تكن هذه المطالب متوافرة لما وافقت على المشاركة فيه. كل ما شاهدناه مؤخراً من أعمال شامية كانت حكايات جميلة، ولكن يؤخذ عليها بأنها ليست مؤرخة... عندما تضع عسكراً فرنسياً في الحي هذا يعني بأنك حددت زمن الأحداث ضمن عام 1920 إلى 1945... هل كانت الحالة الاجتماعية في ذلك الوقت بهذه الصورة؟ لا.. لم تكن كذلك أبداً، وخاصةً في ما يتعلق بوضع المرأة... «بواب الريح» عمل يحترم المرأة ويتعرض لحقبة تاريخية حقيقية – فتنة عام 1860 التي أججها العثمانيون بين الإسلام والمسيحية، والتي بدأت في لبنان ووصلت إلى سورية، والتي وقع على إثرها العديد من الشهداء– والتي نحن بأمس الحاجة لها اليوم، لنرى الطوائف الثلاث الرئيسية (إسلام ومسيحية ويهود) ذائبة بالهوية السورية متحديةً تداعيات الفتنة.

 ما الشخصية التي ستلعبها في العمل؟

ألعب دور «شيخ كار» النحاسين– المرجع الأخلاقي والمهني لكل من يعمل في هذه المهنة– يدعى «يوسف آغا النحاس»، وهو يتبع الديانة اليهودية حيث نجده ذائباً في انتمائه السوري ما دفع العثمانيين لشنقه، حيث تأكدت بنفسي من صديقٍ حميم لي يعد مرجعاً موثوقاً بالتاريخ – د. سامي مبيض - بأنه فعلاً تمت في تلك الفترة حالات إعدام طالت اليهود، خوفاً من أن تكون هذه الخاتمة في المسلسل مخترعة لتبييض صورة اليهود وليست حقيقية.

 هل ستكتفي بعملٍ واحد في هذا الموسم الدرامي؟

بتأكيد سأكتفي بـ(بواب الريح)، كيلا أضارب على نفسي ضمن الشهر الفضيل.

 كشف الفنان القدير عمر حجو في اللقاء الذي أجريته معه نهاية العام المنصرم عن نيتكم لإعادة عرض مسرحيتكم السياسية (السقوط) للمخرج علاء الدين كوكش، والتي قدمتها في دولة قطر عام 2010، طبعاً بعد إجراء بعض التعديلات التي لابد منها بعد حدوث هذه المتغيرات التي نشهدها في بعض اللوحات مع الحفاظ على العمود الفقري للمسرحية، ما تعليقك؟

الموضوع صحيح ودقيق بتأكيد... ولكن أنت تعلم بأن المسرح يحتاج إلى استقرار وأمان، وللأسف اليوم الأفراح تقام في وقت الظهيرة! ننتظر استقرار الأوضاع كي نعمل على عرضها إن شاء اللـه في سورية أولاً بعد إجراء بعض التعديلات على نصها الأساسي باعتبار أن المسرح مرآة الواقع.

 لاقيت نقداً إزاء المبادرة التي أطلقتها في حواري السابق معك حول استعدادك لاستقبال جميع الفنانين الذين يرغبون بالعودة إلى الوطن الحبيب على الحدود بحيث تضمن سلامتهم وعدم وضعهم تحت المساءلة، والتي لم ير لها تطبيق فعلي منك على الأرض عندما طلب منك ذلك، ما ردك؟

بدايةً أود أن أؤكد للجميع أنني ما زلت على وعدي لغاية الآن... أي فنان سوري يود العودة إلى بلده ويخشى ذلك ما عليه إلا إخباري بقرار عودته لأخرج إلى الحدود لاستقباله... إن أرادوا توقيفه أذهب معه أو نعود معاً لديارنا ايماناً مني بالرأي والرأي الآخر. ما دام هذا الزميل كان له رأيٌ مخالف ولم يتعد هذا الرأي بوصفه كذلك... بالتأكيد أنا ضد الإساءة له.. بل يجب علينا سماعه.

ما قيل بأنني وراء استدراج الزميلة «ليلى عوض» إلى هنا ليتم بعد ذلك اعتقالها من الدولة لا يتعدى بوصفه كذباً وافتراء، حيث نسب هذا الكلام على لسان الكاتب «سامر رضوان» الذي نفى هذا الأمر جملةً وتفصيلا.

بالأساس أنا لا أعلم أين تقيم الفنانة «ليلى عوض».. فكيف لي أن أعرف موقفها من الأحداث؟!

مبادرتي واضحة... هي مبادرة شخصية وليست بالنيابة عن وزارة الداخلية أو عن جهة أمنية أو مخابراتية. فعلت ذلك لأختبر بنفسي مسألة احترام حرية الرأي لدى السلطة... وأنا مسؤولٌ عن موقفي.

 ختاماً... لدي 5 مصطلحات أود لو أعرف ما مفهومك عنها؟

(المصلحة): تتجاوز المصلحة الشخصية حدودها عندما ترتكب ظلماً بحق الآخر.

(المال): ضرورة لحياة كريمة، ولكن يجب ألا يكون غاية، لأن سرير الذهب لن يطرد عنك الأحلام المزعجة.

(الأنانية): اللـه يعين الأنانيين «يلي مو شايفين غير حالون».

(الشهادة): من دون شك.. الحياة موقف عز.

(الضمير): حتى تنام من دون «كوابيس» يجب أن يكون ضميرك مرتاحاً، وأنا والحمد لله أنام جيداً، لأنني دائماً أحاسب نفسي خوفاً من أن أكون قد أخطأت بحق أحد ما أو آذيته... الضمير هو «عين اللـه في الإنسان».