2012/07/04

دمشق المسرحي... خيط أمل جديد يربطنا بالمسرح!
دمشق المسرحي... خيط أمل جديد يربطنا بالمسرح!

عـهد صبيـحة


يقفُ مهرجان دمشق المسرحي مع أخيه التوأم (مهرجان قرطاج) في طليعة المهرجانات العربية التي طالما عَوّل عليها المثقف العربي آماله من أجل تغيير حال الثقافة العربية المتردية أو -في أضعف الإيمان- تأسيس وعي ثقافي جديد خصوصاً في المسرح من أجل رفع ذائقة الجمهور والمساهمة في بناء مجتمع مدني جديد، وهو (أي مهرجان دمشق المسرحي) نجح في دوراته الأولى في بناء هذه القاعدة، لكنه، ولأسباب كثيرة، (وربما مع غيره من التظاهرات المسرحية العربية) فشل، مع مرور الزمن، في ردم الهوة بين الجمهور والمسرح واستسلم لهيمنة التلفزيون والسينما على بناء الوعي الثقافي العربي.

تعود انطلاقة مهرجان دمشق المسرحي إلى العام 1969 بتنظيمٍ من نقابة الفنانين، في بدايته فقط،  كمحاولة لإملاء الفراغ الذي كان يسود مسارح دمشق بينما فرق المسرح تجول المحافظات، (نتوقف كثيراً أمام هذه الجملة التي تنبّهنا إلى حال نقابة الفنانين بعد 40 عاماً)، بعدها استمرت عروضه سنوياً لمدة ثلاث دورات، ثم شكل توأمة مع مهرجان قرطاج المسرحي فتناوبت دوراته كل سنتين حتى توقف بعد دورة 1988 لأسباب غير واضحة، وليبصر النور من جديد في العام 2004.

اقتصرت عروض دورته الأولى على فرق من مصر والأردن والكويت، بينما كانت أول المشاركات الأجنبية في الدورة الثانية مع عرض من ألمانيا الشرقية، ويستمر في كل دورة في تقديم مشاركات عربية مهمة بالإضافة إلى بعض المشاركات الأجنبية. يتميز هذا المهرجان في أنه لا جوائز في نهايته، وربما تكون هذه الميزة أهم ما يجعله مهرجاناً خاصاً ينأى بعيداً عن الأزمات التي تجتاح معظم المهرجانات (السينمائية أو المسرحية) التي يهيمن على عروضها التطلع إلى الجائزة.

هذه الأيام يعود المهرجان في نسخته الخامسة عشرة، ليعاند المشاكلَ التي تواجهه دائماً، أولَّها تبدُّل الإدارة عليه في الدورات الأخيرة بسبب التغييرات الإدارية التي تصيب مديرية المسارح في وزارة الثقافة -الجهة المنظمة والممولة له- ومن ثم الأزمة التي يعانيها المسرح السوري وعزوف الجمهور عن متابعته، وتتلخص هذه الأزمة بسيطرة الإيديولوجية على المسرح وارتباطه بالنخبوية على مستوى النصّ والإخراج، وحتى الجمهور، وابتعاد المسرح الخاص أو المسارح الرديفة كالمسرح الشبيبي أو الجامعي عن الدعم وتعويض غياب الجمهور عن مسرح (النخبة)!!، تلك السّمة التي أصبحت تشكل عبئاً على كاهل المسرح السوري وتقيّد من إنتاجه وأدائه، بالإضافة إلى غياب التمويل وأسباب أخرى تدفع بكل محبي المسرح إلى التشاؤم.

مع ما كل ما ذكرت، فإن خيطاً رفيعاً من الأمل يجعلنا ننتظر شيئاً مختلفاً، ننتظر اثني عشر عرضاً سورياً متميزاً، ننتظر وقفة نقد للذات يقفها القائمون على المسرح في سورية بعد مهرجان دمشق من أجل تفعيل جديد لدور المسرح في حياتنا.

[email protected]