2012/07/04

«دمشق مع حبي» الذاكرة.. المكان
«دمشق مع حبي» الذاكرة.. المكان

مانيا معروف - الثورة

يأتي فيلم «دمشق مع حبي» ليعلن شارة البدء بافتتاح صالة الكندي بدمشق كأولى عروضها السينمائية صالة

مجهزة بأحداث التقنيات السينمائية وشروط العرض السينمائي الجيد ولعل هذا يبشر في الأيام القادمات بحضور سينمائي سوري يضاهي ما

وصلت إليه الدراما

وافتتاح صالة سينما سورية بفيلم سوري هي الحالة الأجمل والأكثر منطقية من افتتاحها بأي فيلم بهوية أخرى.‏

«دمشق مع حبي» يحمل لك العنوان مكاناً يحفر عميقاً في الزمن والذاكرة ليتفرع منه إلى شخوص وحارات وتفاصيل يومية على لسان

أبطالها.‏

يحكي الفيلم قصة فتاة دمشقية تريد الهجرة وفي المطار تكتشف سراً يحكيه لها والدها مايجعلها تلغي رحلتها

وتعود من المطار إلى منزلها الكائن في حارات دمشق القديمة، ومن هنا تبدأ رحلتها الطويلة في البحث عن رفيق طفولتها ومراهقتها وحبيبها

بعد ذلك.‏

الذي تسلل إلى قلبها لحظة طلبت منه أن يخيط لها زر «مريولتها» من هناك بدأ خيط قصتهما ولم يفترقا إلا حين

فقدت أي معلومات عنه في الحرب الأهلية اللبنانية عبر ذاكرة تستحضرها البطلة مرح جبر والعودة إلى ذكريات تتكئ فيها على ما قد يوصلها

إلى حبيبها من رسائل وتذكارات.‏

في لحظات كثيرة الحب الكبير وتقفي آثار ظله يجعلنا نتصرف بجنون في بحثنا عمن أضعناهم وتبدأ رحلة بحثنا عنهم في كل الاتجاهات وفي

كل محطة مروا بها.‏

يرصد الفيلم في هذه الرحلة مواطن الجمال في سورية باتجاهاتها الأربعة يدخل بك إلى عبق الشام من خلال

بيوتها الدمشقية إلى نهاراتها ولياليها ويمزج بين أناسها في تعايش إنساني رائع ندخل في نسيج هذا التعايش من

خلال البطلة التي تبحث في كل الأمكنة وتأخذنا عبر هذا في تلك الرحلة الجميلة ومحطات لاتخلو من الشفافية

والجمال والكثير من الرومانسية، تحمل الكثير من الذاكرة واستحضار مافيها من حب، وكأن الذاكرة أصبحت هي المكان كما أتت على لسان

خالد تاجا.‏

ما يحتويه المكان هو تاريخ عمرك ومن مروا فيه هو رائحة ذلك التراب الذي يرافقك في أي بلد في العالم ستبقى رائحة تراب بلدك هي الأكثر

نفاذاً في حواسك ومسامك وتؤرخ لذاكرتك.‏

«دمشق مع حبي» يحمل الكثير من الدفء وحضور الأماكن وكأنه تسليط ضوء على جماليات بقعة في هذا العالم هي سورية وما تحتويه من

تنوع ثقافي بكل مفرداته.‏

«دمشق مع حبي» من إخراج محمد عبد العزيز وبطولة خالد تاجا، مرح جبر، سامر عمران، فارس الحلو، جهاد سعد، بيير داغر، ميلاد يوسف،

انطوانيت نجيب، ياسين بقوش، رهام عزيز وآخرين وإنتاج شركة الشرق.‏