2015/03/07

دنيا وطرفة: للحكاية تتمّة
دنيا وطرفة: للحكاية تتمّة

السفير - رامي كوسا

دنيا أسعد سعيد، الشابة السورية التي ضامتها الحياة، صاحبة النّخوة، ورفيقة المتعبين، الثّرثارة والطّيبة والفضولية و «أخت الرجال»، تُشكّل نموذجاً درامياً غير قابل للتكرار، لكنّه قابل للاستنساخ ضمن قراءةٍ موضوعية لشرطيّ الزمان والمكان... وعليه فقد أعلنت شركة «غولدن لاين» للإنتاج الفنيّ والتوزيع إدراجها للجزء الثاني من مسلسل «دنيا» على خريطة إنتاجها لموسم الدراما في العام 2016.
يصحّ القول أنّ الجزء الثاني من العمل الشهير، صاحب جمهورٍ مسبق الصّنع. وتنهمك الممثلة أمل عرفة حالياً بكتابته، بالشراكة مع سعيد حناوي. وقد صار المشروع، رسمياً، في عهدة المخرج زهير قنوع.

الجزء الجديد سوف يبدأ من قواعد انتهاء الجزء السّابق، ومن النهايات الاجتماعية ذاتها، فنشــاهد طُرفة مــتزوّجة من محروس ابن ضيعة بين القصرين مســقط رأس دنيا. وتدور الحكاية الرئيسة في دمشق، على خلاف ما أشيع من أنباء عن تصوير المسلــسل في بيروت. مع العلم أنّ تجاوز أحداث «دنيا» للحــدود السوريّة سوف يكون لضروراتٍ دراميّة بحــتة، تتعلّق برصد أوضاع المهجّرين السّوريين في لبنان. ويقوم العمل تمثيلياً على رافعة أمل عرفة/ شكران مرتجى، إضافةً إلى نجومٍ كُثر يحلّون ضيوفاً متتابعين على حلقاته.


يعدّ الجزء الأوّل من العمل العلامة الفارقة في تاريخ أمل عرفة، إذ أنّها قدّمت من خلاله، وبالتعاون مع شكران مرتجى، واحدةً من أبهى تجليّات كوميديا الشّراكات عربياً. ومعهما صارت شخصيتا دنيا أسعد سعيد وطُرفة العبد، جزءاً أصيلاً من الذاكرة الدرامية للمشاهد العربيّ.


لطالما كانت الثنائيات الدراميّة صنفاً رائجاً وجماهيرياً للغاية، خصوصاً في الكوميديا. استعراض بعضها قد يذكّر بنجاحاتٍ خالدة بدءاً من ثنائيّة «لوريل وهاردي» لصاحبيها ستان لوريل وأوليفر هاردي بين عامي 1927 و1951، مروراً بالصراع الوجودي في «توم وجيري» منذ العام 1940 وحتى الآن... لينسحب الأمر لاحقاً على الدراما العربيّة بعامّة، والسّورية منها بخاصّة.
البحث في ثنائيّات الدراما السّورية يقودنا، تلقائياً، نحو النموذج الأصيل الأوّل غوّار الطوشة وحسني البورظان، والذي صنع من خلاله الممثل دريد لحام مع الرّاحل نهاد قلعي واحدةً من النديّات الراسخة في ذاكرة الصّنعة. فلم تقف شراكتهما عند عتبة العمل الواحد، بل جرى استنساخ النجاح في مسلسلاتٍ وأفلام كثيرة نذكر منها «ملح وسكّر»، و «حمّام الهنا»، و «صحّ النوم» وغيرها...
كرّت سبحة الثنائيّات الدراميّة فيما بعد وصولاً إلى مسلسل «ضيعة ضايعة» (نصّ ممدوح حمادة، إخراج الليث حجو)، الذي يقدّم واحدة من أطرف وأصدق ثنائيّات الدراما السّورية، والحديث هنا عن الجارين جودة أبو خميس وأسعد خرشوف. سوف يظلّ هذان الاسمان الافتراضيان في ذاكرة المشاهد العربيّ ما عاش الفنّ، نظراً لما انضوت عليه حكايتهما من حرفية وتضاد وطرافة قصصيّة، مضافاً إليها الأداء المُتقَن لباسـم ياخور والرّاحل نضال سيجري.
الأمثلة السّابقة يغلب عليها الرجال، إذ أنّ رصيد الممثلات السوريّات من كوميديا الأنماط لا يزال فقيراً. وعلى سبيل الاستثناء، يحضر اسم الممثلة نجاح حفيظ من جيل الروّاد والتي استطاعت أن تحوّل شخصيّة «فطّوم حيص بيص»، إلى نموذج مميّز، بقي يتيماً، إلى حين ظهور الجزء الأوّل من «دنيا» في العام 1999. الآن، وبعد أكثر من 16 عاماً، ينتظر صانعو الجزء الثاني من المسلسل، أن يشكلّ لحظة مفصليّة جديدة في مشهد الكوميديا السوريّة والعربيّة.