2013/05/29

ربما الحلم الهوليوودي هو السبب روتين وإيقاع ثابت في أداء قصي خولي في دراما 2012
ربما الحلم الهوليوودي هو السبب روتين وإيقاع ثابت في أداء قصي خولي في دراما 2012


تشرين – فنون

بالطبع يعد النجم السوري قصي خولي من النجوم الشباب الموهوبين الذين حققوا حضوراً لافتاً في الدراما السورية خلال السنوات الماضية عدا عن أدائه العديد من الأدوار المهمة والمؤثرة في العديد من الأعمال التي يمكن عدّها نوعية في تاريخ الدراما السورية،

أما في موسم 2012 فقد شارك خولي في عملين هما «أرواح عارية» للمخرج الليث حجو ومن تأليف فادي قوشقجي والجزء الثاني من مسلسل «الولادة من الخاصرة» «ساعات الجمر» للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي... وفي العمل الأول أدى خولي شخصية «صلاح» الذي يعمل حلاقاً رجالياً وهو شخصية محببة للجميع يتمتع بالشهامة ولديه عائلة مؤلفة من أب وزوجته وأخت صغرى، حيث يدخل الحب حياته من باب المصادفة ليعيش قصة عاطفية غريبة ومميزة مع امرأة خانت زوجها «ربى» وتؤدي دورها الفنانة سلافة معمار حيث إنها تلتقي في ليلة هروبها بالشاب «صلاح», وفي الفترة التي توجد فيها «ربى» في بيته يجد «صلاح» نفسه متورطاً بعلاقة حب غريبة ومميزة من خلال تعايشه مع «ربى»، ومن هنا يعاني من صراع مرير بين رغبته بالارتباط بها وخوفه من مثل هذا الارتباط، ليحسم أمره أخيراً مقرراً الزواج منها، لكنها تختفي بشكل مفاجئ تاركة إياه لخيبته، فتتغلب أفكاره على عواطفه، ويطلق عليها حكمه النهائي بأنها مجرد امرأة خائنة..!.

إذاً هذا هو محور شخصية «صلاح» في العمل وبالرغم من أن أداء خولي مقنع نسبياً في العمل إلا أنه لا يرقى إلى أداء خولي سابقا ً في الأعمال التي شارك فيها، فأداء قصي في هذا العمل اتسم بالتشابه الكبير مع أدائه لشخصية «يعرب» في مسلسل «تخت شرقي» ففي الشخصيتين كان إيقاع خولي واحداً رغم الاختلاف الجذري بين الشخصيتين فالأولى هي لرجل لا مبال بالحياة همه مصادقة أكبر عدد من الفتيات، بينما في الثانية هي رجل مؤمن بمجموعة من الأفكار وتقع قصة «ربى» مصادفة في حياته لتكون بمنزلة مجموعة القيم والمبادئ التي يؤمن بها، ولكن اللافت في مسار شخصية «صلاح» أثناء العمل أنه يقول بأنه شخص ليس مثقفاً، ولكن قراءات بسيطة للحوارات والتعابير التي يستخدمها في حديثه لا تدل على ذلك فهي جمل وعبارات تدل على أنه شخص قارئ ومتمكن ثقافياً وفكرياً، أما على صعيد الإيقاع العام للشخصية فنجد أن خولي تعامل معها بإيقاع ثابت تماماً بعيداً عن أية حالات نفسية قد تغيرت التركيبة العامة للشخصية نتيجة ما يحدث معها من مواقف، فبدا خولي في حالة روتين أثناء أدائه للشخصية فكانت المشاهد التي يؤديها تمر بالإيقاع والنمط التمثيلي نفسه بعيداً عن تطور تعاطي الشخصية مع تطور الحدث الدرامي.

أما الشخصية الثانية التي أداها خولي في الموسم الدرامي الرمضاني المنصرم فهي شخصية «جابر» في الجزء الثاني لمسلسل «الولادة من الخاصرة» وعلى الرغم من التطور اللافت الذي منحه الكاتب والسيناريست سامر رضوان للشخصية إلا أن خولي أداها بروتين وببطء شديد في الإيقاع عدا عن اجترار الأداء نفسه على الرغم من أن الحالة العامة لشخصية «جابر» تغيرت كليا ً بعد لقائه بـ «أبو نبال» فتحول من حالة الإحباط الدائم إلى حالة متطورة من خلال عمله في عصابته ومشاهدة الإجرام وقساوة القلب وعدم وجود الرحمة أو الرأفة بمن يخطئ بحق «أبو نبال» أو من يعمل لمصلحته، ومن ثم ليطرأ على الشخصية تحول آخر بعد تعرف «جابر» على «أبو إياد» وهي الشخصية القادرة على كل شيء حيث يتحول من شخص فقير ومديون ومحوط بالابتزاز والحظ السيئ والمشكلات والتعقيدات التي تواجهه إلى شخص مليونير ويملك السلطة والمال بعد أن استخدمه «أبو إياد» كواجهة، وبالتالي كان من الطبيعي بالنسبة لـ «خولي» كممثل أن يرفع إيقاع الشخصية قليلاً ولاسيما أنه من المفروض أن التركيبة النفسية للشخصية والتي بناها الكاتب رضوان بحرفية ودقة عاليتين قد بدأت تتغير مع تغير الظرف العام المحيط بـ«جابر»، إلا أن ذلك لم يحدث، ومع ذلك فإن خولي أجاد تقديم الشخصية في مشاهد مقابلاته مع «أبو إياد» حيث بدا متمكناً جداً من طريقة الرضوخ والخوف وفي الوقت نفسه الرغبة، إلا أن خولي استمر بالنمط نفسه بأدائه للشخصية وهو المطب الذي وقع فيه حيث تحول أداء خولي إلى روتيني لا يجاري الحدث  المتطور للشخصية في كل مشهد من مشاهد العمل حتى إنه بدا بعيداً كل البعد عن أداء النجم السوري باسم ياخور والذي كان على العكس متجدداً في أدائه لشخصية «أبو نبال» بكل مشهد من مشاهده في العمل.

إذاً هو موسم شهدنا فيه تراجعاً في أداء خولي وبشكل ملحوظ وربما البعض قد لا يعجبه هذا الكلام, لكن وعلى الرغم من أنه يمكن أن نتفق على أن أداء قصي خولي كان جيداً بالمجمل فإننا نستطيع القول إنه لا يمكننا القبول بهذا الأداء من فنان بحجم وحضور وإمكانات خولي فهو ممثل متمكن وقادر على أداء أصعب الشخصيات وتطويعها والإضافة إليها وإعطائها سمة خاصة به, ولكن ماحدث في الموسم الماضي 2012 هو العكس حيث رأينا أن الشخصيات التي أداها هي التي أضافت إليه، وهذا ربما يعود إلى مشاركة آخرين في خيارات خولي أو اعتماده على من يحدد له الخيارات ويبحث عنها؟!، وربما لانشغاله بالسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية وحلمه الهوليوودي الذي مازلنا نسمع ونقرأ أخباراً عنه منذ عدة أعوام إلا أننا لم نر نتائجه على شاشات السينما؟.