2013/07/10

رشا شربتجي وعبير إسبر.. المختلفات غائبات حاضرات
رشا شربتجي وعبير إسبر.. المختلفات غائبات حاضرات

خاص بوسطة _ماهر منصور

 

كان من المنتظر أن يكون واحد من ملامح رمضان 2013، وصفه بأنه عام للمسة الإخراج الأنثوية المختلفة، مع العلم أن الإبداع لا يخضع، بالأساس، لأحكام الجنس والنوع الاجتماعي، حتى نخصه بالتأنيث هنا، ونصفق للمرأة – المخرجة كونها أنجزت شيئاً مختلفاً، كما نصفق للطفل الصغير لذي يباغتنا بفعل أكبر مما نتوقع منه.

 

 إلا أن طبيعة المشاريع التي صودف أن يقف خلفها مخرجات سوريات، يجعلنا نميل لتخصيصها بوصفها واحدة من ملامح رمضان 2013. حيث كان من المنتظر أن تتصدى رشا شربتجي لإخراج مسلسلي "الولادة من الخاصرة 3" و"حبة حلب"، و خاضت عبير إسبر أولى تجاربها الإخراجية في "العبور".. لكن ترتيبات إنتاجية جعلت المخرجتين خارج المنافسة الرمضانية.

 

غياب رشا شربتجي عن السباق الرمضاني 2013، هو الأول منذ سنوات طويلة، وخلال هذه السنوات كانت رشا شربتجي تقف في الصف الأول من المخرجين، حيث شكلت أعمالها جزءاً من الحدث اللافت في المشهد الدرامي كل عام، ولا نجافي الحقيقة بالقول إن أعمالها كانت من وسط الأعمال الدرامية السورية التي تحدد السقف الرقابي السوري، فترفعه، كل عام، بمنسوب أعلى من الجرأة السياسية والاجتماعية، وكلنا نعرف جرأة الطرح والصورة التي بدت في مسلسلاتها  مثل: "غزلان في غابة الذئاب"، "تخت شرقي"، "زمن العار"، "الولادة من الخاصرة".

 

ويأتي غياب رشا شربتجي بعد أن كانت مرشحة للحضور في رمضان 2013 بعملين، إلا أن التزام رشا شربتجي بمسلسل الولادة، وتأخر البدء بتصوير "حبة حلب" حال دون تنفيذ هذا الأخير، ولاحقاً انسحبت رشا شربتجي من تصوير مسلسل "الولادة من الخاصرة3" لأسباب تتعلق بعدم تلبية متطلبات إنتاجية كانت ترى أنها ضرورية لخروج الجزء الجديد بمستوى ما قدم منه خلال موسمين سابقين، وبالتالي أسندت مهمة الإخراج للفنان سيف الدين سبيعي.

 

ورغم أن رشا شربتجي ستغيب هذا العام، إلا أنها بلاشك ستكون شريكة، بمقدار ما، في نجاح "الولادة من الخاصرة 3" المنتظر، فالمسلسل هو مشروع درامي أكثر من كونه مسلسلاً بـ " 30" حلقة...وقد نجح سامر رضوان في جعل الحلقة الأولى من الجزء الثالث من مسلسله، الحلقة الواحدة والستين...وبالتالي فالعمل مستمر بحضوره الجماهيري، دون أن يعني ذلك أن نهضم  حق مخرج الجزء الجديد الفنان سيف سبيعي، وأهمية ما يمكن أن يقدمه من رؤية إخراجية وجهد مختلف، يضيف إلى العمل ويراكم على ما أنجزه.

 

أما عبير إسبر، فكانت تعد العدة لتدخل الموسم الدرامي 2013 من باب الاختلاف عبر مسلسلها "العبور"، تكتب الروائية الشابة أول دراما تستقي موضوعها من الخيال العلمي، تتولى مهمة الإنتاج، وتخوض تجربتها الإخراجية الأولى في التلفزيون، بخبرات أكاديمية مختصة وخبرات عملية مع مخرجين كبار عملت إلى جانبهم في السينما والتلفزيون.

 

الرغبة بتقديم عمل مختلف، كانت تراود عبير إسبر منذ تحضيراتها الأولى للعمل، وكنت قد التقيتها في وقت مبكر من التحضيرات، وتلمست ذلك من كلامها عن رؤيتها المبدئية للعمل، كما تلمست أننا سنكون أمام مخرجة تعرف ماذا تريد..ورغم إكمال تصوير عملها، وقدرته على حجز مكان له في ساعات العرض الفضائية، إلا أن عبير إسبر آثرت تأجيل العرض إلى ما بعد شهر رمضان...لما يحتاجه من مشاهدة هادئة لا تتوافر ضمن شرط العرض الرمضاني.

 

لا استبق الحكم هنا على مستوى مسلسل "العبور"، فالحكم النهائي رهن العرض، ولكني أبني، محكوماً بالتفاؤل، على المقدمات التي بدت صحيحة، مقدمات تقف خلفها مخرجة أكاديمية ومثقفة وليست مستجدة في الوسط الفني أو دخيلة عليه.

 

 [email protected]