2012/07/04

رياح الأطلسي تهب على «أراب ايدول»
رياح الأطلسي تهب على «أراب ايدول»


فجر يعقوب – بلدنا


في الطريق إلى مطار الدار البيضاء، وعلى متن خطوط مصر للطيران عشية التصويت لنجم برنامج ( أراب ايدول ) كان يمكن قراءة أفكار بعض المسافرين ببساطة شديدة، لأنهم ينتمون إلى بلدي المتسابقتين دنيا باطما، وكاترين سليمان، فالأولى مغربية وتنتمي إلى عائلة فنية معروفة هنا في المغرب، فيما الثانية مصرية ونالت حظاً من الشهرة باسم مختلف قبل أن تقرر اشتراكها في البرنامج،

وإن كان هذا الأمر قد أثار لغطاً في وقت سابق، وانتهى كما انتهى التصويت بتقدم سليمان على باطما، لأسباب عديدة لايمكن شرحها بكلمات قليلة، ولكن الملاحظ أن الشحن كان على أشده في يوم التصويت الذي لم تقرر محطة ( ام بي سي ) الانتهاء منه حتى قبل ساعة من بدء البرنامج، وقد استضافت المغنيتين الشابتين صبيحة ذلك اليوم الفاصل، وهما لم تتوانيا عن مطالبة الجمهور في كلا البلدين بالتصويت لهما.

قد نترك المسألة برمتها جانباً، فقد غدا واضحاً للجميع أن الأغنية العربية تمر بمنعطفات حاسمة لجهة ترسخها، وهذا أمر بات مفروغاً منه تماماً، وهذه المنعطفات أثرت في أحايين كثيرة سلباً على نوعية الغناء ونوعية الجمهور . ففيما بات الغناء رهن متطلبات سوق فنية إنتاجية جشعة واحتكارية، أصبح الجمهور من جهته طريد هذه المتطلبات، وخاضعاً لها، حتى قبل أن تتكشف مسائل مهمة وخطرة ونوعية على هذا الصعيد، فقد ثبت أن مسألة التصويت تخضع لحسابات معقدة تسيطر عليها شركات الاتصالات الكبرى، وهي من تقرر وتنظم عمليات الفوز، لأن الاتصالات المعنية التي ترد إلى البرنامج قد تظل سرية تماماً، ولايمكن الاطلاع عليها، لأنها تمر ببساطة من خلال أقنية معقدة لايمكن، أو لايجوز حتى الإلمام بتفاصيلها، ناهيك عن الانحياز المتوقع لكلا الجمهورين إلى المتسابقتين، وإلا بماذا يفسر خروج ياسر عرفات من البرنامج ، بعد أن قرر جمهوره الأردني حجب الأصوات عنه معاقبة له لانتمائه (الكويتي) الخجول، فهو كما قد صرح في أكثر من مناسبة  يعتز بمكان ولادته وسيرته وملعب صباه في البلد الخليجي، وقد نسي أشياء كثيرة لامجال لذكرها هنا الآن، مادفع به إلى خسارة موقعه الفني المتقدم .

رحلة الطائرة المصرية المتوجهة بنا إلى الدار البيضاء لحضور الدورة الثامنة عشرة من مهرجان تطوان الدولي لسينما دول البحر الأبيض المتوسط كانت تختزل في بعض  وجوهها شيئاً من هذا النزال الفني، وإن لم يعلُ الصوت كثيرا بحكم أن طبيعة الرحلة في الجو لاتسمح بمثل ذلك، ولكن بدا واضحاً أن بعضاً من الطرفين كان يتململ للهبوط السريع بغية استخدام هاتفه النقال، وإن ظهر لبعضهم أن سرعة الرياح التي تهب من جهة المحيط الأطلسي خففت كثيراً من سرعة الطائرة العملاقة، مااستدعى بقاءنا في الجو بين القاهرة والدار البيضاء حوالي ست ساعات، ضاعت فيها رسائل كثيرة، وضاع معها حظ المغربية دنيا باطما بأن تصبح « معبودة العرب « ولو لليلة واحدة .