2013/05/29

ريم عبد العزيز: حياتنا مملوءة بالدراما
ريم عبد العزيز: حياتنا مملوءة بالدراما


بديع منير صنيج – تشرين

نقلة مميزة حققتها الفنانة «ريم عبد العزيز» في مسيرتها الفنية، فبعد مشاركات عده في الدراما التلفزيونية، بات اسمها يتردد في تترات الأفلام العربية، لتعود أخيراً إلى سورية لتشارك في أولى تجاربها السينمائية في فيلم «ليلى والذئاب» ضمن شخصية سينمائية لها خصوصيتها الفنية...

عن تلك النقلة وعن علاقتها بالفن السابع وإغراءاته كان لتشرين الحوار الآتي:


بعد خمسة عشر عاماً من العمل في الدراما التلفزيونية، نراك الآن في ثلاث مشاركات سينمائية عربية متتالية، ما السر وراء ذلك؟

الفن السابع هو شغلي الشاغل، والسينما مغرية للفنان، فعبرها ربما ينال الخلود، شخصياً منذ البداية كان لدي هاجس الوصول إلى السينما لأنها الأعمق، وكنت محظوظة في بداية دخولي الوسط الفني بأن رشحت لبطولة فيلم «تراب الغرباء» مع المخرج «سمير ذكرى» بعد بطولة مسلسل مع الفنان سليم صبري وسهرة فنية مع حاتم علي، لكن الدور كانت فيه مشاهد إغراء كثيرة ومشهد اغتصاب، وهذا ما جعلني أنكفئ عن تجسيده، فقط لأنني لم أرغب في الولوج إلى سيرتي السينمائية من باب وجهي المفعم بالأنوثة والبراءة... وكي لا يضعني المخرجون ضمن هذه الزاوية الضيقة، فأنا لا أعد أنني أعمل ضمن مسابقة ملكات جمال، وإنما في مضمار فني البقاء فيه للأكثر موهبة.

وفعلاً تتالت الأدوار وظلت السينما هاجسي، ثم ذهبت إلى مصر عام 2004 لتجسيد دور البطولة بشخصية «الأميرة شمس» في مسلسل «علي جناح التبريزي» المأخوذ عن رواية معروفة بالعنوان ذاته للأديب «ألفرد فرج»، وحينها قال لي النّقّاد المصريون «أستاذة أنت وجهك سينما.. ما تحرئيش نفسك في الفيديو»، ويقصدون التلفزيون طبعاً، استوقفني هذا الكلام كثيراً، ثم أنهيت المسلسل وجاءت بعده الفرصة سريعاً عام 2006 بعد أن شاركت أختي «سمر» في بطولة عمل من إخراج إيهاب لمعي الذي قال لي حينها: «ستكونين بطلة فيلمي القادم ع الهوا»، وفعلاً تم ذلك، حيث أديت شخصية فتاة عمرها 28 عاماً باتت وحيدة بعد وفاة والديها بحادث سيارة، وهي غنية وتسعى لأن تحب.. وبعد أن تخفق في إيجاد حبها عشرات المرات تقرر المشاركة ضمن مسابقة تلفزيونية بعنوان «تصمد شهر تكسب مليون جنيه»، تعيش إثرها مع فتاة أخرى وشابين اثنين الكثير من التجارب الإنسانية الخاصة. شارك هذا الفيلم ضمن مهرجان القاهرة في المسابقة الدولية وكدنا نحصل على الجائزة التقديرية لولا أن مضمون العمل كان يتحدث عن تلفزيون الواقع، والدسائس والمؤامرات التي تُحاك ضمن المسابقات.

في عام 2008 رشحني المخرج «أيمن مكرم» لفيلم «مناحي» الخليجي من تأليف السيناريست السوري «مازن طه» وجسدت فيه شخصية «مريم» , وهي بنت بسيطة تحب زوجها، وتقف إلى جانبه في غربته، لتكون رمزاً للوطن الذي يعود إليه المرء مهما طالت غربته.. وكان الفيلم باللهجة البدوية ولاقى صدىً كبيراً، حتى في صالات السينما العربية.

وفي الـ 2009 عدت إلى دمشق لأشارك في أول تجربة سينمائية سورية لي مع المخرج «محمد عبد العزيز» في فيلم الميوزيكال «ليلى والذئاب» بشخصية لها خصوصيتها ضمن رؤية إخراجية مميزة، ومختلفة تماماً عما قدمته سابقاً، إذ أجسد شخصية راقصة سابقة وموجهة تربوية ضمن أكاديمية للرقص، وكيف تقوم باختيار الطلاب إلى جانب المدير ضمن قالب كوميدي لطيف.


كيف توّصفين هذه النقلة عبر «ليلى والذئاب» بشخصية مملوءة بالحركة إن صح التعبير؟

نص الفيلم الذي كتبه الدكتور رياض عصمت مهم جداً، والشخصية لفتت انتباهي، فاستطعت مع المخرج محمد عبد العزيز أن نضيف عليها بعض الأمور كي تصبح جديدة لدرجة أنني أحببتها أكثر وأحببت تأديتي لها في موقع التصوير.

في الحقيقة.. هذه الشخصية ليست غريبة عني، ففي بداية دخولي الوسط الفني أديت دور راقصة غجرية في سباعية «أيوب الغضب» وأنا بطبيعتي أحب أعمال الحركة والرقص، وشخصيتي الحقيقية تلامس هذا الشيء، وباعتقادي أن على الممثل أن يغني ويرقص ويبدع في جميع تصنيفات الدراما, سواء أكانت كوميدية أم اجتماعية أم تاريخية, مادام يعمل في إطار الفن السابع وضمن رؤية فنية مميزة.


بالنسبة للتلفزيون أيهما تفضلين من تلك التصنيفات؟ ولماذا؟

لا أحب الدراما التلفزيونية التاريخية لأنها لا تبقى كثيراً في ذاكرة المشاهدين، وكانت لي تجربة واحدة في هذا الإطار في مسلسل «أبو زيد الهلالي» أما الأعمال الكوميدية التي شاركت فيها عبر مسلسلي «أهلا حماتي» و«أنت عمري» فأنا أكره فيها التهريج،ولاسيما أن حياتنا مملوءة بالشخصيات الكوميدية الحقيقية من دون ذاك الاصطناع في الشخصيات التي تكتب للكوميديا التلفزيونية وتكون عجيبة غريبة.


إلى أي مدى تلتصق الدراما بحياتنا الواقعية في رأيك؟..

تلتصق كثيراً..فحياتنا مملوءة بالدراما، والدراما السورية اتخذت مكانتها المهمة لاقترابها من الواقع، أما المصرية فابتعدت عن الرقي لتجنبها الواقع الحقيقي، فكلما تشابه أداء الممثل مع شخصيات يعرفها الجمهور، ويشعر أنها تشبهه, يتعاطف معها أكثر، ويصدقها بدرجة أكبر.

مهمة الدراما هي تقديم الفن الراقي الذي يطرح مشكلة، ويقدم رسالة وحلولاً عبر طروحات جديدة، فالكوميديا مثلاً عندما تكون هادفة قد تبكيك، بالنسبة لي أراقب الناس كثيراً، وأعتقد أنه ينبغي على الممثل أن يشبه الكاميرا، بمعنى أن يشد كل شيء إليه كي تحبه الكاميرا أكثر.