2012/07/04

زافين قيومجيان: أنا من القلائل المحترفين
زافين قيومجيان: أنا من القلائل المحترفين


سهيلة ناصر – دار الخليج


يستمر الإعلامي زافين قيومجيان، متربعاً على عرش برنامجه “سيرة وانفتحت”، منذ حوالي 12 عاماً، محققاً النجاح في حلقة تلو أخرى . يتطرق إلى مواضيع اجتماعية من تفاصيل الحياة اليومية المعاشة في المجتمع وبارع في التقاط النبض الجديد في المجتمع والحياة من أجل النجاح . ومعه كان هذا الحوار:

* هل تعيش هاجس الحفاظ على نجاح برنامجك؟

- بالنسبة لي عالم التلفزيون كما المتسلق للجبل، كلما بلغ مرتفعاً يسعى نحو الأعلى، ويضحى خائفاً من النزول . أحياناً يجمد مكانه، وهنا أسوأ الأحوال . عندها عليه الالتفاف على الهضبة والبحث عن قمة جديدة للوصول . إنها منافسة مستمرة، والصراع مستمر لبلوغ ما هو جديد ومبتكر وأفضل . وأنا في هذا السباق أخاف النزول وعليّ البحث عمّا هو أعلى .

* هل من جديد في عالم البرامج التلفزيونية؟

- كل لحظة في الحياة تحمل الجديد . المهم معرفة التقاط النبض في المجتمع والحياة من أجل النجاح . دائماً أقول إني أعيش حياتي ولا أدعها تعيشني، أعي كل تفاصيلها بشكل يمكن إنجاز حلقة من كل تفصيل، فلا أترك شيئاً يمر مرور الكرام من دون أن أفهمه . وكل ما يؤثر بي وأتفاعل معه أنجزه، بغض النظر عن مدى تأثيره في الناس .

* الاحترافية في العمل، كيف يعمل الإعلامي للحصول عليها؟

- أفتخر أنني من القلائل المحترفين في المهنة . منذ تخصصت في الإعلام والتلفزيون كنت أدرك أنني سأكون إعلامياً تلفزيونياً، أعد برنامجي بطريقة محترفة مع فريق عمل . أحياناً أركّب برنامجي مع كل شيء يبث على الفضائيات العربية، لأنني أحب أن يكون موقعي معروفاً بين المجموعة . أخصص الوقت الكثير لعملي، كذلك أتابع كل ما يحصل في لبنان والعالم على صعيد الصناعة الإعلامية التلفزيونية، عندي خطوط حمر واضحة، لا أكذب أو أعتمد الإثارة المجانية، أعرف نوعية برنامجي والمستوى الذي وصلت إليه، والتضحيات التي أستطيع القيام بها وتلك التي لا أقدر عليها، لدي قوانين أسير عليها، وباعتقادي هذا ما يجعلني أستمر كل هذا الوقت .

* هل يمكن القول إنك تمكنت من صنع مشروع مدرسة إعلامية خاصة بك؟

- كلمة مدرسة قد تسبب حساسية، وربما توحي بالغرور، وأنا لا أريد الغرور ولا التواضع، كذلك حين تقولين كلمة المدرسة أشعر أنني كبير ولا أريد ذلك، أعرف أن هناك أسلوباً يميزني، وبالنتيجة الرجل هو الأسلوب، وأسلوبي واضح وأتميز في الإعلام العربي بأسلوب لا يشبه أحداً من قبلي، وكل من حاول تقليدي فشل لكوني صادقاً . هناك أساليب أخرى يعتمدها الزملاء في البرامج الاجتماعية، ولا أدّعي أن أسلوبي هو الأفضل، إنما هو خيار من الخيارات الموجودة .

* ما مدى نجاحك في كسر حاجز الخوف عند التطرق للمواضيع الاجتماعية الحساسة؟

- منذ بداية عملي تميزت بالجرأة . لا خوف عندي، كل ما أستطيع وقادر وأحب أن أفعله أقوم به . هنا الميزة لا أعتبرها حسنة إنما “كاريكاتير”، هناك مذيعون ناجحون يمكن أكثر مني لكنهم اعتمدوا سياسة المحافظين ويسيرون كما يسير الرأي العام . أنا أحب السير في المناطق الخطرة، وأحياناً أخرى في المناطق الهادئة . والقصة ليست بطولة .

* أي أثر تحدثه البرامج الاجتماعية من تغيير في نفوس المشاهدين؟

- مع وجود شبكات التواصل الاجتماعية، لا يزال التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأقوى . بدليل أن كل ما هو موجود على الانترنت، مأخوذ مما هو حاصل في التلفزيون . لذا تصرف ملايين الدولارات على الإعلانات لكي يقبل الناس على شراء السلع . . أدرك أيضاً أن كل كلمة أتلفظ بها ستصل إلى مكان ما وستؤثر في نفوس الناس، إلى جانب هذا التراكم لكل البرامج الاجتماعية في الوطن العربي، لأنه في النتيجة لا وجود لبرنامج جيد وآخر سيئ . هناك برامج تستهوي بأسلوبها نوعية معينة من المشاهدين، لكنها بالنتيجة تستهدف كل الشرائح وتؤثر في الناس، سواء إيجاباً أو سلباً، ألمس التأثير من ردود الفعل، لكن إجمالاً المجتمعات العربية لا تحب التغيير وتقوم بمقاومة الأشخاص، الرواد فقط من يرغبون بذلك، وأنا أطمح أن أكون جزءاً منهم .

* ما دور الشباب في برنامجك، وهل يدخل ضمن سياسة التخطيط المعتمدة لديك؟

- كنت من الرائدين منذ العام ،2002 عندما فتحت برنامجي أمام الشباب وفئة المراهقين . فريق عملي من الشباب الذين أستفيد من أفكارهم وهواجسهم . مؤخراً عندما شعرت أنني أبتعد عن أجواء الشباب تسجلت في الجامعة لكي أكون أكثر قرباً منهم باعتبارهم شباب عصر جديد من التواصل الإعلامي وأريد أن أفهمها .

* ما الصعوبات التي تواجه الرجل الإعلامي؟

- أشعر أنه أسهل للرجل كونه ليس مطالباً بالتغيير المستمر في الشكل، ولا يعيش هاجس التقدم في السن . لم أشعر مرة كرجل أنني أتعرض للتمييز سلباً أو إيجاباً . قد تكون الصعوبة أنني كرجل وأتطرق لمسائل عائلية أو نسائية، وعادة المرأة تهتم بذلك، لكن المسألة لم تتسبب لي بأي مشكلة .

* لو كتبت مسيرة مهنتك في كتاب، ماذا كنت تختار عنوانه؟

- “أولى حبات المطر”، القصة الكاملة، فهذا معنى اسمي وأحبه . الكثير من القصص التي قمت بها في حياتي كانت للمرة الأولى في العالم العربي . عندي هاجس، وهوايتي أن أقوم بعمل لم ينجزه أحد من قبلي، لهذا قمت مؤخراً بإنجاز حلقتين عن “فاشن بوليس” لكون الموضوع موضع اهتمام في العالم كله .

* هل من مواضيع جديدة على خارطة برنامجك؟

- هناك تكتيكات جديدة في الحلقات المقبلة . في الوقت الراهن التركيز هو على علم التسويق وصناعة الماركة الشخصية، وكيفية تسويق المؤسسات الصغيرة ودعمها . أشعر أن هذا الموضوع يهم شريحة من هم في طور تأسيس أعمال .

* كم تعطي العائلة من اهتماماتك؟

- أحاول قدر الإمكان إقامة توازن ما بين عملي وبيتي . لست بشخص غائب عن منزله، حيث أتدخل في الشاردة والواردة، وأعيش على التفاصيل . أخصص وقتاً للعائلة، وليس عندي شعور بالذنب . طبعاً مهما فعل الأهل يظلوا مقصرين . وأنا أب وفخور بنفسي .