2013/05/29

"زهرة البنفسج" لوحات كوميدية تراجيدية بنكهة عربية
"زهرة البنفسج" لوحات كوميدية تراجيدية بنكهة عربية


ماهر عريف – دار الخليج


تتواصل في العاصمة الأردنية عمّان مراحل تصوير لوحات تراجيدية وكوميدية تمثيلية متنوعة تأخذ سياق حلقات “متصلة - منفصلة” تقاسم كتابتها مخرجها السوري فيصل بني المرجة مع مواطنته ريما خربيط، ضمن عمل يحمل عنوان “زهر البنفسج” مزمع عرضه في شهر رمضان المقبل .

يشارك في أداء الأدوار المختلفة فنانون عرب يؤدون لهجات متعددة بينهم أحمد راتب وسوسن بدر من مصر، وعبدالكريم القواسمي وعلي عبدالعزيز وناريمان عبدالكريم ونجلاء عبدالله ورفعت النجار وعلاء الجمل ووسام البريحي وطارق زياد من الأردن، ووفاء العبدالله وأندريه سكاف وعلا بدر وباسلة علي ورزان أبو رضوان من سوريا، وهدى الخطيب من الإمارات وعبدالله الحارثي من السعودية وربيع الأسمر من لبنان، وناريمان الصابوري من العراق وغيرهم . خلال إنجاز بعض المشاهد في مواقع مفتوحة وأخرى داخل شقة ضمن منطقة “تلاع العلي”، التقينا بعض أعضاء فريق العمل .

يقول المخرج فيصل بني المرجة: العمل عماده 30 حلقة ترتكز على عناوين فرعية تتصدر اللوحات التي تختلف مدتها بحيث تتناول موضوعات اجتماعية منها الوفاء وإسداء الخير والتسوّل والشعوذة، ونقص بعض الخدمات الضرورية ومعضلات التقنيات الحديثة والمظاهر، وتعامل المسؤول مع شكاوى المواطنين والتعصب الرياضي، وأزمة منتصف العمر وسواها، ضمن نسق الفرح أحياناً والترح أحيانا أخرى . يضيف بني المرجة: هناك شخصيات ثابتة في العمل وفق الأسماء والرموز، لكن الأحداث والأماكن والأزمنة تختلف بحسب موقعها في كل لوحة، التي قد لا تستغرق دقائق معدودة أو تمتد ضمن أجزاء داخلية متلاحقة، ولا يوجد بطل مطلق وإنما مشاركة جماعية يبرز كل فنان خلالها عبر إطلالته .

ويشير بني المرجة إلى اعتماده النهج السينمائي تقنياً واتباع “التقطيع” السريع و”المشدود” من دون إطالة، مؤكداً تركيزه على إيصال رسائل مختصرة ومكثفة . ويردف: ثمة لوحات تركت تأثيراً واضحاً داخل “اللوكيشن”، وفوجئت بأدائها من قبل شباب أتعاون معهم للمرة الأولى بينهم الأردني طارق زياد الذي تقمّص شخصية فقير يغسل السيارات ويبحث عن لقمة عيش كريمة بتميّز فاق توقعاتي، وكذلك علاء الجمل ضمن اللوحة ذاتها، وأخرى تنطوي على شخص مغرور ويهتم بمظهره، وهناك لوحة مؤثرة أبكتنا أثناء إنجازها تتعلق باحتياجات الناس التي لا يسمعها أحد .

ويلفت بني المرجة إلى اعتزامه الانتقال صوب “دمّر” في سوريا لإتمام المرحلة الثانية من تصوير المشاهد لاسيما الداخلية، فيما يعد الحديث عن  عدم نجاح أعمال مشابهة العام الماضي يفتقد الدقة . ويعلق: أعتقد أننا نحتاج إلى “غربلة” بحيث تثبت التجارب المستحقة نفسها وتغادر سواها إلى غير رجعة أو يحسّن القائمون عليها جودتها .

يبدي أحمد راتب سعادة ملموسة حيال مشاركته في مجموعة لوحات قائلاً: وافقت فوراً لأنني أحب الأعمال العربية المشتركة التي لا تقف عند الإقليمية، إلى جانب التصوير في الأردن، حيث أتمنى عودة الدراما في هذا البلد إلى سابق عهدها، فضلاً عن النص الجميل الذي يحمل أفكاراً “لطيفة” وبلهجات متعددة .

ويوضح راتب تجسيده في إحدى اللوحات شخصية زوج مهتم كثيراً بالتقنيات بحيث يحاول إقناع شريكة حياته بضرورة تعلمها، وبعد تكرار رفضها توافق أخيراً وبمجرّد معرفتها الأساسيات تنشغل عنه تماماً وتكرّس جل وقتها للجلوس أمام شاشة الحاسوب والمحادثة عبر مواقع التواصل الإلكتروني .

يشير أندريه سكاف إلى حضوره في 6 لوحات يجسّد في إحداها دور شخص يواجه إهمال زوجته فيقرر الاقتران بأخرى قبل اتفاقهما عليه وتفكيره لاحقاً الزواج من ثالثة . ويعقب: يصعب الحكم على نجاح العمل من عدمه قبل عرضه، لكن الجمهور، عموماً، أصبح يميل إلى إيصال المضمون من دون “مط” زائد عن اللزوم .

يقول عبدالكريم القواسمي: أسعدني التعاون مع المخرج للمرة الأولى وشعرت بأنه صاحب فكرة ويعرف ما يريد وقادر على تحقيق ذلك، وفق علاقة ودّية مع الممثل بهدوء وبلا انفعال . ويتابع: أقدّم “كاركترات” عدة منها المعاناة الدائمة من تنافس الجيران على المظاهر وكذلك مراجعة بعض الذكريات مع أحد الكهول قبل اكتشاف أن زوجته كانت فتاة أحلام الآخر .

وتصف الفنانة وفاء العبدالله التي كانت تجهّز نفسها قبل دخول أحد المشاهد العمل ب”الظريف” . وتعلق: عرفني الجمهور عادة في أدوار مملوءة بالشجن والحزن والألم، وهنا أطل في صور كوميدية “خفيفة” بينها سيّدة تتنافس مع نظيرتها على الأمثال، أتمنى أن تحوز رضا المتابعين .

ترى ناريمان الصابوري أن من مميزات التجربة تقديمها الحوار بلهجتها العراقية المحضة . وتعقب: أحب كوميديا الموقف الجاد، ولقد لمست أجواء رائعة بين الفريق، وكذلك تقديم بعض النصائح المفيدة من أصحاب الخبرة وأنا أظهر في صورة الزوجة الأولى غير المبالية التي تتحول عكس ذلك عندما تدرك عزم شريك حياتها البحث عن زوجة ثانية .

وتشير هدى الخطيب إلى مشاركتها في 7 لوحات مختلفة إحداها تدور حول تطوّر العلاقة بين الزوجين سلباً وإيجاباً مع التقدّم في العمر، وتظهر خلالها في سن متقدمة إلى جانب عبدالله الحارثي . وتقول: أحببت الفكرة لأنها تجمع فنانين من جنسيات متباينة وفق “سكتشات” متنوعة، وتحفزت أكثر بسبب التصوير في الأردن، وأتمنى ظهور العمل بصورة لائقة .

يرى طارق زياد أن إطلالته في لوحة مدتها 5 دقائق عنوانها “تسوّل” تعادل جميع مشاركته الدرامية منذ ظهوره الأول على التلفزيون قبل نحو 4 أعوام . ويقول: شعرت لأول مرة أنني أمثّل وانخرطت تلقائيا في شخصية فتى يصرف على أسرته من غسل السيارات، ويرفض الاهانة بصورة أبكتني وجعلت الموجودين في موقع التصوير يصفقون ويشيدون بالنتيجة .

ويستطرد: أحضرت ثياباً قديمة بالية من المنزل وطلبت من “الماكييرة” أمل تيم إضفاء لمسات رثة على وجهي وملابسي ودخلت في حالة إنسانية عميقة تتواءم مع الشاب الفقير وأطلقت نبرة صوت لم أعهدها، وفور سماع “أكشن” أصبحت في حالة أخرى، حيث يحاول “غيث” عرض غسل السيارة على شخص من طبقة ثرية أداه بإتقان علاء الجمل ما ساعدني على إعطاء الانفعالات اللازمة عند التقليل من شأنه ونعته ب”المتشرد”، قبل تداركه الأمر ومحاولة اعتذاره في لحظة حضور صديق ثانٍ يستهزئ بمن يبحث عن لقمة عيش كريمة .

ويضيف: أحسست بمتعة خاصة لم ألمسها سابقاً، وقد منحني المخرج حرّية كافية للاندماج وطرح حوار آخر غير المكتوب خرج عفوياً في لحظات مؤلمة .