2012/07/04

سامر برقاوي :لست مخرجاً احتياطياً
سامر برقاوي :لست مخرجاً احتياطياً

 دارين صالح-الوطن السورية على الرغم من مشواره الفني القصير إلا أنه استطاع أن يترك بصمته ويثبت وجوده بقوة على الساحة الفنية. بدأ مشواره من مدرسة هيثم حقي الإخراجية، وتعاون مع المخرج الشاب الليث حجو في عدة أعمال...
 
أخرج الجزء السادس من بقعة ضوء، فأضاف بأسلوبه المميز لمسة خاصة ومختلفة عن الأجزاء الأولى مع الحفاظ على نكهة العمل وخصوصيته.
استطاع أن ينقل لنا مجتمع الأطباء بحيثياته وإشكالياته في مسلسل (قلبي معكم) الذي عرض مؤخراً على الفضائيات العربية، ولاقى اهتماما جماهيريا لا يمكن تجاهله.
في لقاء خاص مع الوطن تحدث عن تجربته الإخراجية، وتطلعاته ومشاريعه المستقبلية. إنه المخرج الشاب سامر برقاوي:
بدأت تصوير عمل جديد مؤلف من تسعين حلقة، حدثنا عن هذه العمل؟
اسم العمل (رجال مطلوبون) له عدة نسخ بعدة لغات، نحن نقوم بإعداد نسخة عربية منه، وهو من إنتاج MBC، ومنتج منفذ شركة صورة التي يملكها ويديرها الأستاذ حاتم علي...
وفي الإخراج أنا والأستاذ حاتم علي، والمخرج سامي جنادي. تدور أحداث المسلسل في دبي، وبشكل أساسي في مركز للتجميل. الجنسيات الموجودة في العمل متنوعة جداً بحكم طبيعة المدينة والأحداث التي تدور فيها.... يوجد عدة جنسيات عربية منها: السورية، اللبنانية، الإماراتية، المصرية، الفلسطينية.
والمفروض أن يبدأ بث المسلسل مع بداية السنة الجديدة.
يعترض النقاد على المسلسلات المؤلفة من 30 حلقة فيجدون فيها إطالة وحشواً في كثير من الأحيان... ألا تخاف الوقوع في الإطالة والملل من خلال عمل مكون من 90 حلقة؟
مشكلة الإطالة في المسلسلات غير مرتبطة بعدد الحلقات، المسلسل الطويل هو المسلسل الذي يُشعر المشاهد بالملل وهو يتابعه، ونحن ننوي مسبقاً إعداد وتحضير مسلسل من 30 حلقة ككتلة واحدة ونطرحها للمشاهد!
هذا النوع مختلف تماما، حيث يقسم العمل إلى عدة أجزاء تطرح بشكل متتابع، من خلال الإحصائيات عند الجمهور يتم سبر مواطن الضعف والقوة في هذا العمل، ومن ثم يوجد ورشات تعمل دائماً على جذب الجمهور... نسمع عن أعمال وصلت إلى مئات الحلقات والمشاهدون لم يشعروا بالإطالة على العكس فهي تحولت إلى طقس شبه يومي أو أسبوعي في صيغة عرضها، تلازم حياة بعض الناس.
نحن نحاول أن نقول إنه يوجد صيغ للعرض التلفزيوني خارج رمضان، يجب أن نبدأ بالبحث عنها ونطورها لأن الإنتاج لا بد أن يمتد على طول السنة وألا يُحصر في رمضان.
أنت مخرج مسلسل بقعة ضوء الجزء السادس... ومخرج مسلسل بيت جدي الجزء الثاني، حيث أكملت ما بدأ به إياد نحاس، ألا تجد صعوبة بإكمال ما بدأ فيه الآخرون؟
أميز الحالتين عن بعض، بقعة ضوء: كنت على دراية تامة بحيثيات وتركيبة ونكهة هذا العمل لأنني كنت مع الليث حجو منذ البدايات ضمن ورشة عمل هذا المشروع، وبحكم شراكتي وحضوري معه لفترة طويلة استطعت أن أعرف الأسلوب والطريقة التي يجب أن يعود بها بقعة ضوء إلى السكة التي رسمت له أساسا، والنكهة التي أحبها الناس واعتادوا عليها.
بالنسبة للشام العدية: الحالة كانت شبه إسعافية، فإمكانية عرض العمل أو عدم عرضه مرهون على أن يقرر مخرج المغامرة فيستكمل ما بدأه غيره، وهذا أمر صعب جدا، فالإخراج لا يمكن استكماله لأنه ليس عبارة عن تنفيذ ما يجب تنفيذه من المشاهد اليومية، بل هو خيار..... بداية من النص مرورا بالممثلين وصولا إلى الديكور، والمخرج عملياً ينجز معظم عمله قبل أن يبدأ مرحلة التصوير... فلقد وافقت على استكمال العمل ليبصر النور، وليتمكن الناس من متابعته. المسلسل بيع لأكثر من عشر محطات عربية، وليس من مصلحة أي حريص أو غيور على الدراما ألا يعرض هذا العمل في وقته، فهذا المشروع كان بحاجة إلى مغامرة، وظهور المسلسل بحد ذاته على شاشات رمضان هو إنجاز.
قيل عنك أنك مخرج احتياطي! أنت أخرجت أعمالا لاقت نجاحا كبيراً ألا تشعر بالغبن عندما لا تكون خياراً أول؟
هذا الكلام ذكر تحديدا عندما كلفت بمسلسل (بقعة ضوء) بعد اعتذار الليث حجو، ومسلسل(قلبي معكم) الذي اعتذر عنه المخرج سيف الدين سبيعي، موضوع أن يتغير أكثر من مخرج على عمل.. هذه ظاهرة اعتادت عليها آلية العمل والإنتاج الدرامي السنوي بشكل عام لأسباب عديدة، أحياناً لها علاقة بعدم اتفاق ما، أو اختلاف ظروف معينة، أو عدم انسجام بين الكاتب والمخرج، أو بين المخرج والشركة، فلا يمكن أن نقول كلما اعتذر مخرج عن عمل وجاء آخر بديل منه يصبح الثاني احتياطياً!. وعندما أكمل عملاً بدأ فيه الليث حجو لا يحسب الموضوع كذلك، خاصة ببقعة ضوء، لأنه عبارة عن اسكتشات منفصلة غير متصلة بما بناه المخرج السابق، فهو بحد ذاته نقطة وبداية جديدة من مكان آخر مع الحفاظ على النكهة العامة التي يجب أن يعرفها المخرج الذي سيأتي إلى بقعة ضوء.
وبالنسبة لمسلسل قلبي معكم فشركة سورية الدولية لن تضع في عهدة مخرج احتياطي عملاً تراهن عليه، ومن كتابة الدكتورة أمل حنا، وبطولة الفنان عباس النوري وفيه هذا الزخم من الممثلين والنجوم.
تردد أن مسلسل (قلبي معكم) أساء لمجتمع الأطباء؟
سمعنا العكس، نحن عملنا على أنسنة هذا المجتمع، فالأطباء بشر يحبون ويعشقون ويمرون بنزوات، فهم لا يعيشون في عالم آخر بعيداً عن عالمنا، على العكس تماما، الطبيب يحمل عواطف يمكن أن تحركه أكثر مما تحرك أشخاصاً آخرين... أرى أننا لم نبيض أو نسود صفحتهم، نحن فقط أنسناهم وهذه الغاية من تقديم هذا المجتمع.
لاحظنا هذا العام تراجع الأعمال الكوميدية؟
صحيح، هذا الشح في الكوميديا ظاهرة موجودة ومستمرة منذ فترة، وكل عام يقال إن هناك نقصاً في الكوميديا، والمشكلة أنه لم يعد هناك أصداء لهذا التنبه فالمفروض أن تكون سلة الأعمال متنوعة، والكوميديا يجب ألا تغيب عن الطبق الرمضاني نهائيا.
شعرت هذا العام من خلال إعدادي لمختارات بقعة ضوء أن الناس عطشى لهذا النوع من الأعمال حتى لو كانت قديمة.
لا يكفي أن نشعر بالنقص فيجب أن نخلق آليات تضخ أعمالاً كوميدية بشكل مستمر سواء كانت برامج أم مسلسلات.
القصة تنطلق من الفكرة، فلا يكفي أن يقرر المخرج إنجاز مسلسل كوميدي، فالفكرة يجب أن تخلق من كاتب مهيأ ومعد ليعمل عملاً كوميدياً، ويتعاون مع مخرج قادر على إخراج هذا النوع من الأعمال، خاصة أن هذا النوع أصعب من الأنواع الأخرى على عكس ما يعتقد الآخرون.