2013/05/29

سامية الجزائري "أم محمود" للنشرة: أنا لم أغب بل غيّبت ولا أدري لماذا
سامية الجزائري "أم محمود" للنشرة: أنا لم أغب بل غيّبت ولا أدري لماذا


حسام لبش – النشرة

واحدة من أبرز نجمات الكوميديا العربية منذ 35 عاما وحتى اليوم، ووجه من وجوه بث الضحك والابتسامة على محيا الناس...ظهرت كرقم صعب في الثمانينات والتسعينات، لكنها، في السنوات الماضية، سجلت شبه غياب أرق عشاقها الكثر وطرح الأسئلة عليها.

لكن، بغيابها شبه التام عن الصحافة، ظلت الأجوبة غائبة إلى حين اصطدناها بحوار تركت فيه كل المجاملات جانيا لتقول الحق كما عرفها الجمهور...

إنها سامية الجزائري، صاحبة الصوت المميز باللهجة الشامية المعتقة وحوار للنشرة في التالي...

التفاصيل...

ما المشاريع الحالية لك في الدراما السورية للموسم المقبل؟

كنت في طور الدخول بتصوير مسلسل بيئي شامي جديد انطلق تصويره قبل فترة قصيرة، لكن في النهاية لم أكمل برغم الاتفاق المبدئي مع المخرج والجهة المنتجة، فظروف أخرى جانبية وشخصية حالت دون مشاركتي فاعتذرت، علما أن الدور الذي كنت سألعبه هو دور مميز ولكن للظروف قرار آخر ورؤية أخرى، فغبت عن المسلسل تماما كما اعتذرت في العام الماضي عن مسلسلين بيئيين شاميين من قبل.

شخصيتك في " أبو جانتي" مع النجم سامر المصري تبدو نصفية.. تارة جدية مطلقة وتارة أخرى مغرقة في الكوميديا.. كيف ترينها؟

تماما مثلما جاء في السؤال.. الشخصية مكتوبة لتكون أقرب إلى الكوميديا، لكن في تفاصيل المنزل ووجود بنت، إضافة إلى المشاكس أبو جانتي، فلا بد من بروز بعض الجدية في التعاطي مع الاحتفاظ بروح الكوميديا حاضرة وبقوة لكي تبقى السمة الأساسية للشخصية وحتى للعمل ككل موجودة. هي من الشخصيات التي أحببتها كثيرا

بل هي الشخصية التي من خلالها عدت إلى الكوميديا من جديد.

هنا يحضر السؤال التالي: أنت من أبرز نجمات الكوميديا العربيات.. لماذا غبت طويلا عن شاشة الضحك والابتسامة؟

أنا لم أغب، ولا يوجد فنان يغيب، بل يغيّب، وأنا غيبت، ولا أدري لماذا، ولمصلحة من، ولا أدري ماذا جنوا من غيابي ومن غياب كثيرين غيري، بل لا أدري لماذا، في الأساس، يصرون على تغييب وجوه لهم بصماتهم على الساحة العربية.. وهل هذا مقصود أم هو ناتج عن ارتجالية في السير بالعمل الفني.

لي تاريخي الذي يسمح للمشاهد بأن يستغرب غيابي، لكن من غيّبني، هل يملك من التاريخ أكثر من أنه تاريخ غيّب فيه وجوها أحبها الناس وتعلقوا بها.

من هو ذا الذي غيبك.. دعينا نخاطب الجمهور بكل وضوح؟

لا أدري من، ولو أنني أعرف المسؤول عن ذلك لقلت اسمه فورا وكائنا من يكن.. المسألة ربما لا تتعلق بأشخاص، بل ربما بمؤسسات أو شركات، وكل فنان تم تحجيمه أو تقليص مساحة ظهوره ويعرف من المسؤول عن ذلك سيقول اسمه، لكن صدقوا أننا بتنا منذ سنوات ندار من جهات لا نعرف من هي، وتقود الدراما بالخفاء، بينما يظهر في وجهنا أشخاص يتكبدون أسئلتنا التي لا يستطيعون الإجابة عنها.

سؤال يطرح نفسه.. سجلت شقيقتك صباح الجزائري انطلاقة جديدة لها قبل سنوات من خلال باب الحارة.. لماذا تزامن ذلك مع غيابك بشكل شبه تام؟

هنا الأمور لا تقاس بالقرابة وبأنّ صباح شقيقتي.. المسألة ليست كذلك إطلاقا، فهناك ممثلون آخرون ظهروا بنفس الفترة وممثلون غابوا أو غيبوا بنفس الفترة. أنا وصباح شقيقتان في الحياة وفي العائلة، ونحب بعضنا كثيرا، لكن في المهنة لم نكن شقيقتين يوما ما من باب احترامنا لمهنتنا، وبالتالي، لا يجوز الربط، تحديدا، بيني وبين صباح إطلاقا إلا بأمور حياتية.

وعموما، صباح نجمة عربية لم تولد في باب الحارة بل أولدت هي أشياء كثيرة في هذا المسلسل وهي رقم صعب في الدراما والكوميديا العربية منذ 35 عاما والجمهور العربي يعي ذلك تماما.

هل ترين أن تنميطك في إطار معين وشخصية واحدة في السنوات الماضية هو سبب غيابك بحيث لم تعد الشخصية مطلوبة، وليس سامية التي لم تعد مطلوبة؟

أنا لم أنمَّط إطلاقا، وعندما ظهرت في عيلة النجوم بأجزائه الثلاثة فهو مسلسل واحد ولن أظهر فيه إلا بشخصية واحدة...وكذلك منذ السبعينات وحتى اليوم كان لي التنويع في الظهور الدرامي...شخصيتي في أيام شامية مع النجم خالد تاجا لا تشبه أي دور آخر لعبته، وكذلك في الكوميديا بالثمانينات والتسعينات، كانت كل شخصية مختلفة عن الأخرى.

المشكلة ليست في التنميط، بل هي في عقلية من يسيّر أمور الدراما وأؤكد أننا لا نعرف من يقف وراء ذلك كأسماء.

كيف تقارنين بين أيام شامية الذي كنت أحد أبطاله في العام 1992 وبين باب الحارة في هذا الوقت؟

لا أقارن بين مسلسلين، لكن أقول خذ ما قيل عن المسلسلين، فباب الحارة الذي صرف عليه ميزانية ضخمة في كل جزء من أجزائه وعرض في مرحلة مزدهرة من البث التلفزيوني الفضائي، لاقى انتقادات كثيرة حتى من قبل ممثلين اشتغلوا فيه، لكن، في أيام شامية العام 1992، وكان في مرحلة البث الأرضي وعرض على مختلف المحطات العربية، نال من المديح الكثير.

أنا هنا قارنت التعاطي الإعلامي مع العمل وفق ظروف كل مرحلة، ولم أعط رأيي، لأنني، بالأساس، لا أعطي رأيي في أشياء لا أكون فاعلة فيها.

بين عيلة خمس نحوم وست نجوم وسبع نجوم، كنت نجمة أولى، وفي أبو جانتي حاضرة بقوة.. هنا كيف تقارنين؟

لماذا تريدون مني المقارنة؟.. حسنا...في الفترة التي عرض فيها عيلة 5 و6 و7 نجوم بأجزائه الثلاثة، كانت مرحلة مزدهرة في الكوميديا السورية وكان الإنتاج الخاص في بداياته، وبالتالي، كانت الأفكار الجريئة في مرحلتها الأولى...لكن، في فترة أبو جانتي، فإن الكوميديا تقريبا استهلكت أكثر من 95 من أفكارها، وجاء النجم سامر المصري بفكرة جديدة واشتغل عليها كمشروع، ولم يكن بالإمكان أن يأتي إلا بما أتى به وذلك كي يظهر الاختلاف بين عمله وأعمال أخرى كوميدية، وقد نجح.

يقال إن الإعلام يخدم الفنان.. سامية الجزائري متخلية بشكل شبه كامل عن هذا الدعم.. لماذا لا تتعاطين مع الإعلام؟

لا لست مبتعدة عن الإعلام ( يبعتلك أريضة.. شو عم تعمل هلأ..؟..مو مقابلة؟) - تضحك-... لكن حين أرى أن هناك إعلاما يخدم بحق القضية التي يخوض بها، ولا يريد تصيد هذا الشخص وذلك المكان وتاريخ ذلك المتوفى، أو الشطح بالخيال عن مستقبل لفلان من الناس، من باب التنبؤ، فيسيء له، فإني أظهر مباشرة فيه.

الإعلام خدمني في مراحلي الطويلة، لكن يومها كان اسمه إعلاما، واليوم ، بكل أسف لدينا في العالم العربي آلاف الوسائل الإعلامية، لكن هل يمكن التعرف على أكثر من عشرة إلى عشرين وسيلة محترمة وتحترم مهنتها وتقدم الحقيقة للناس؟!!.

قبل سنتين شاع خبر وفاتك وهبّت شقيقتك صباح فاقدة تركيزها لساعة من الزمن حتى تبينت العكس... ماذا تحدثيننا عن تلك اللحظات؟

هذا شغل الإعلام الذي سألتني قبل قليل عنه...شائعة وقحة. وأنا في الحقيقة، سمعت عنه من شقيقتي صباح التي اتصلت بي لتسألني" إن كنت متوفية"!!!...فكانت النتيجة غير ذلك تماما، فارتاحت نفسها، ودخلت نفسي في المعاناة من إعلام سيء لا يحترم نفسه ولا يتورع عن إيذاء نفوس الناس ومشاعرهم وقض مضاجعهم في سبيل نشر معلومة تخدمه.

ألم تتلقي عروضا عربية من مصر والخليج في هذه الفترة للعمل هناك؟

أولا تجربتي العربية المشتركة غنية وتعود للسبعينات والثمانينات، في التلفزيون والسينما وحتى المسرح، وبالتالي، فإن أي مشاركة جديدة لن تكون جديدة علي. بالتالي، عرض علي العام الحالي مشاركة في مسلسل مصري واعتذرت لضيق الوقت بسبب ارتباطي في الإمارات بمسلسل أبو جانتي، وكذلك عرض علي مسلسل خليجي فيه مجموعة من الممثلين السوريين واعتذرت لنفس السبب.

أين تقف سامية الجزائري كقامة فنية عالية مما يجري في بلدها سورية اليوم من أحداث؟

أقف حيث وقفت منذ ولادتي وحتى اليوم. أقف مع بلدي، ومع سوريا التي هي أكبر من الجميع  ، مع كل ما هو محق فيها. أقف مع عظمة سورية، وهذا ليس موقفا وسطا بل هو انحياز تام للبلد. قد يكون المقصود أن أقول أين أقف ، أي مع أي فريق من فريقي الصراع...صدقني، في الثمانينات كنا مع سورية واليوم نحن مع سورية، ولن ننحاز لأي طرف إلا للطرف الذي يفرض نفسه بأنه البقاء بحدوده القصوى، والذي ، أنا لا أفهم السياسة ولم أتعاطاها يوما، ولكن أستطيع هنا التنبؤ بأننا سنكون أمام أشهر صعبة في سورية لكن بعدها سيكون الانفراج والاحتفال بسورية هادئة من جديد.