2012/07/04

"ستار أكاديمي"خفت  بريقه  والبقية تأتي برامج اكتشاف المواهب موضة وانتهت
"ستار أكاديمي"خفت بريقه والبقية تأتي برامج اكتشاف المواهب موضة وانتهت

    دار الخليج ترددت أنباء في الفترة الأخيرة عن انتقال برنامج “ستار أكاديمي” من قناة “ال بي سي” إلى تلفزيون “الحياة” في الوقت الذي يشعر المشاهد العربي بأن البرنامج خفت بريقه مثله مثل أغلب برامج اكتشاف المواهب، ما جعلنا نفتح هذا الملف حول حقيقة نهاية عصر هذه النوعية من البرامج التي طالما استقطبت الملايين من الجماهير، وتوجهنا إلى بعض الفنانين والمنتجين والإعلاميين في هذا التحقيق . الفنان إيهاب توفيق يرى أن برامج اكتشاف المواهب كانت تحظى باهتمام جماهيري كبير لأنها كانت جديدة على مجتمعنا العربي، بما فيها من إبهار وتسلية وأيضا انتماءات خاصة بلجنة المتسابقين ولكن مع مرور الوقت مل الناس منها لأنها لم تفرز نجوماً كباراً قدموا أعمالا قوية تستحق التوقف عندها . شاكر الكامل مدير إدارة الإنتاج بقناة “المحور” يرى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها أثرت كثيرا في الإنتاج التلفزيوني خاصة أن الرسائل القصيرة والجدض  وغيرها من وسائل الرد لم تنجح في تغطية تكاليف البرامج التلفزيونية خاصة المنوعات منها . ويؤكد الكامل أن الفترة المقبلة ستشهد اختفاء عدد كبير من برامج المسابقات بسبب الجدل المثار حولها والاختلاف حول موضوعيتها ونزاهتها، وأيضا الغرض من إنتاجها لأن هناك من يروج لحثها فقط على الربح وعدم اهتمامها بمضمون ما تقدمه . ويوضح الدكتور صفوت العالم أن برامج اكتشاف المواهب المستنسخة من برامج أجنبية مثل تلفزيون الواقع أسهمت في هدم القيم وتشجيع الشباب على تحقيق أهدافهم أيا كانت الوسيلة، كما أن الفن يعتمد في الأساس على الموهبة ومن السهل أن يحقق الفنان الموهوب أهدافه من دون الاستعانة ببرامج تعتمد في المقام الأول على أمور خاصة بالشكل والمظاهر ولذلك نلاحظ أن معظم من تخرج في الدورات الماضية من برنامج “ستار أكاديمي” أو غيره، انتهوا سريعا لأن موهبتهم الضعيفة لم تؤهلهم للاستمرار . وترد الفنانة شذى حسون التي تخرجت في برنامج “ستار أكاديمي” على العالم وتقول: هناك تجارب ناجحة لبرامج اكتشاف المواهب ولا يمكن أن ننكر دورها في تقديمنا لأنه ليس من السهل أن تطل موهبة على الجمهور من دون الاستعانة بمصادر خارجية، ولذلك فأنا مدينة لبرنامج “ستار أكاديمي” بنجوميتي، وتتابع: لكن الحديث عن استمرار شعبية البرنامج مرتبط بأمور أخرى مثل زيادة عدد الفضائيات وانشغال الشباب بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وأيضا إمكانات المتسابقين في برامج اكتشاف المواهب، وهناك أمر مهم وهو أن كل إنسان يتخرج في الأكاديمية لا يمكن أن يظل معتمدا على الشهرة التي حققتها بل عليه أن يطور من أدائه ويحتك بالعديد من المدارس الفنية، لأن المنافسة أصبحت صعبة ولابد أن نفكر في أفكار جديدة بشتى مجالات الفنون . الأردنية ديانا كرزون التي تخرجت هي الأخرى في برنامج “سوبر ستار” تؤكد أن برامج المسابقات تعاني من قلة المواهب التي يمكن أن تسهم في انتشارها، لذلك ركزت على أمور سطحية أخرى ليس لها علاقة بالفن ومن المؤكد أن عصرها سينتهي قريبا لأن الجمهور لن يتوقف عندها كثيرا، كما أن التركيز على إحداث شكل من التنافس بين المتسابقين استنادا لجنسية كل منهم أمر غير مقبول ومن شأنه أن يسهم في إحداث فتنة بين المشاهدين العرب، وهذا شكل لا يمت للإعلام أو الفن بصلة . أما محمد عبد المتعال مدير شبكة تلفزيون الحياة فقد تكتم على المفاوضات التي تجري مع الشركة الأجنبية صاحبة حق تسويق برنامج “ستار أكاديمي” الذي تعرض نسخته السابعة حاليا على شاشة “ال بي سي” ولكنه يوضح أن كل محطة لها سياستها الترويجية التي قد تسهم في زيادة انتشار البرامج أو الحد من شعبيتها، كما أن شعبية تلفزيون “الحياة” في المنطقة العربية كبيرة للغاية وسياستها تعتمد على اكتشاف المواهب الحقيقية ولذلك لو عرض برنامج “ستار أكاديمي” فيها لكان له شأن آخر رغم الاعتراف الكامل بما حققه من نجاحات على شاشة “ال بي سي”، العريقة . الخبير الإعلاني طارق نور يرفض الحكم على نجاح أو فشل أي برنامج تلفزيوني قياسا بنسبة الإعلانات المصاحبة لعرضه، ويقول: هناك أمور خارجية أثرت في السوق الإعلاني أهمها الأزمة الاقتصادية وتوزيع الإعلانات على عدد كبير من المحطات الفضائية، وبالنسبة لبرنامج “ستار أكاديمي” فإن أرباحه التي تحققت كانت تعتمد في المقام الأول على العائد الناتج من شركات الاتصالات . ويشير طارق نور إلى أهمية البحث عن أفكار برامجية جديدة لجذب المشاهد لأنه يمل من تكرار مشاهدة الأفكار حتى لو كانت ناجحة، ويبحث دائما عن الجديد بغض النظر عما إذا كانت الفكرة محلية أو أجنبية . ويوضح الموسيقار حلمي بكر أن ظاهرة برامج المسابقات مثل الفيديو كليب فيها المحترم الذي يخاطب فكر ووجدان الناس والآخر المروج للإسفاف، وكل محطة فضائية لها سياستها الخاصة وحساباتها، لذلك نرى في الفضائيات العربية كوكتيل من البرامج القوية والضعيفة وأيضا الباحثة عن المكسب المادي . ويضيف: أنا لست ضد أي من هذه البرامج ولكنني ضد الاهتمام بالأصوات الضعيفة وإحداث ضجة حولها رغم أنها لا تمتلك المقومات، وينبغي اختيار المواهب الحقيقية حتى لا تنفق أموالنا في الترويج لأنصاف المواهب . وتؤكد المطربة سميرة سعيد التي ستشارك في برنامج اكتشاف مواهب لدول المغرب العربي أن هناك إعلاما تلفزيونيا قويا في الوطن العربي يبحث عن مصلحة المشاهد، وينبغي أن ندعمه لأن هناك بالفعل مواهب فنية لا تمتلك فرصة الظهور وقد اقتنعت بضرورة مساندتها بشتى الطرق . وتوضح سميرة سعيد أن مشاركة النجوم الكبار في برامج اكتشاف المواهب يعطيها ثقلا أكبر ويسهم في زيادة شعبيتها كما يعطي المتسابقين نوعا من الأمان لثقتهم الشديدة بالأسماء الراعية لمثل هذه البرامج.