2012/07/04

«سكـاي نيـوز» البريطانية تطلـق قريبـاً «رديفتهـا» للعالـم العربـي
«سكـاي نيـوز» البريطانية تطلـق قريبـاً «رديفتهـا» للعالـم العربـي


فاتن قبيسي - السفير

أصبحت لقناة «سكاي نيوز» البريطانية «شقيقتها» العربية التي ستحجز مكانها قريبا في الفضاء العربي بين المحطات التلفزيونية الرديفة للقنوات العالمية. التحضيرات جارية اليوم على قدم وساق ليُعلن خلال أيام عن موعد انطلاقها خلال فصل الربيع الحالي، مستفيدة من أحدث الوسائل التكنولوجية ووسائط الاتصال المتطورة.

افتتح مكتب القناة مؤخرا في بيروت مقابل السرايا الحكومية، وفُتح معه باب الأسئلة حول مغزى إطلاق «سكاي نيوز» للمنطقة العربية، ومضمون خطابها، وحول ما إذا كانت ستشكل ظلا للقناة الأم المعروفة بخطها اليميني، أم أنها ستعتمد سياسة متمايزة عنها. وثمة أسئلة أخرى حول الرهانات التي تعتمد عليها المحطة ومن يقف وراءها.

«سكاي نيوز» العربية قناة إخبارية على مدار الساعة، هي ثمرة الشراكة مناصفة بين «شركة أبو ظبي للاستثمار الإعلامي»، ومؤسسة سكاي البريطانية «بي سكاي بي» التي يملك جيمس مردوخ 39 في المئة من أسهمها.

من هنا، يُطرح استفهام حول ما اذا كانت القناة بنسختها العربية ستجاري القناة البريطانية في سياستها الداعمة لإسرائيل في وجه حركات المقاومة في المنطقة. الأمر الذي يوضحه المدير العام لـ«سكاي نيوز» العربية نارت بوران لـ«السفير» بالقول: «لا أوافق أساسا على أن القناة البريطانية داعمة لإسرائيل، فهناك لغط ناتج عن الخلط بينها وبين قناة أخرى موجودة في الخارج وتحديدا في الولايات المتحدة. ثم إن محطتنا العربية تتمتع باستقلالية تامة عن القناة الأم في سياستها التحريرية».

وماذا عن شراكة مردوخ؟ يجيب عن السؤال بالقول: «لا علاقة لمردوخ بالسياسة التحريرية. ولا علاقة لنا بتركيبة «بي سكاي بي». وشراكتها مع شركة أبو ظبي تجارية بحتة، نظرا لما تتمتع به «سكاي نيوز» البريطانية من مستوى إعلامي عال وسمعة مهنية كبيرة، ونظرا لما حصلت عليه من جوائز عالمية في هذا الإطار».

ويكشف بوران عن وجود لجنة استشارية خارج نسيج القناة الرسمي، تضم شخصيات مستقلة، دورها التأكد دائما من استمرارها في الخط التحريري المرسوم لها، وعدم الخروج عن المعايير المهنية.

وتتخذ «سكاي نيوز» العريية من أبو ظبي مقراً لها، ولديها 12 مكتبا في عواصم عربية وأجنبية، وتتبادل المواد الإخبارية مع تسعة مكاتب تابعة للقناة الأم البريطانية. ويضم كادرها 390 موظفا من مختلف الدول العربية، بإدارة نارت بوران الذي لديه خبرة طويلة في المجال الإعلامي، حيث عمل في تغطية عدد من الأحداث المفصلية في دول المنطقة، بما فيها العراق، والجزائر، وليبيا، والصومال، واليمن، كما واكب قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وهو مدير سابق لتلفزيون وكالة «رويترز» للأنباء.

كما انضم الى القناة عدد من الإعلاميين الذين يتمتعون بالخبرة والمراس منهم: فضيلة السويسي، مهند الخطيب، إيهاب العقدة (مراسل القناة في بيروت)، ريتا معلوف، عمرو عبد الحميد، فيصل بن حريز، وندى الشيباني.

وقد يعود توقيت إطلاق القناة الى رغبة الإعلام الغربي في سد نقص إعلامي معين في المنطقة العربية، بعدما خسرت فضائيات عربية رائدة مصداقيتها في تغطيتها للثورات العربية، غير أن بوران ينفي ذلك، مؤكدا «أن طرفي الشراكة اتفقا على المشروع قبل بدء الثورات العربية».

لكن ما الإضافة التي ستقدمها «سكاي نيوز» في مجال الفضائيات العربية؟ يجيب المدير العام السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية بالقول: «المشاهد العربي، وخصوصا من الجيل الأصغر، لم تصله بعد الأخبار بالسرعة وبالطريقة التي يريدها، نعتمد التلفزيون والإنترنت والأجهزة المحمولة بما فيها «الآي فون»، و«الآي باد»، بمضمون جديد يعتمد الموضوعية، السرعة، الدقة، وعرض وجهات النظر المختلفة».

لكن ليس هناك إعلام بلا أجندة سياسية، هل ستظهّرون ذلك من خلال البرامج عبر التحليل والمقابلات؟ يرد بوران موضحا: «يمكن أن ندخل في التحليل، لكننا سنبتعد عن الرأي. هناك فرق بين الاثنين. لكن التغطية الإخبارية هي الأساس. كما أنه لدينا مادة ثقافية، ورياضية، وطبية، وعلمية، لكن ضمن الفقرات الإخبارية، وليس في إطار برامج».

وما هي سياسة القناة تجاه الأزمة السورية أو إزاء تعقيدات التركيبة اللبنانية على سبيل المثال. يجيب بوران بالقول: «كل المستجدات في سوريا ولبنان هي بالنهاية أخبار كغيرها. فالتلفزيون ليس هدفه تغطية الثورات أو النزاعات فقط، بل كل شيء. وسنكون على الحياد بحيث نعرض كل وجهات النظر. لماذا يجب أن تكون تغطية الخبر لصالح طرف من الأطراف؟».