2013/05/29

سمر سامي غاردينيا الشاشة السورية تغيب هذا الموسم
سمر سامي غاردينيا الشاشة السورية تغيب هذا الموسم


علاء الدين العالم – تشرين

لزهرة الغاردينيا دلالات عدة، أبرزها دلالة هذه الزهرة على التفرد، وسطوعها بين باق الورود متفردة بشكلها ورونقها، هكذا هي الفنانة الكبيرة سمر سامي، هي غاردينيا الفن السوري، فصاحبة «جريمة في الذاكرة» استطاعت وعبر الكثير من الأعمال في السينما والدراما التلفزيونية أن تجعل من ذاتها وردة غاردينيا متفردة في أدائها، وذلك من خلال قدرتها على الولوج إلى دواخل الشخصيات التي لعبتها، والإمساك بخيوط هذه الشخصيات من خلال الأدوات التي امتلكتها كممثلة بارعة، وقدرتها على صنع كركترات مختلفة ومتجانسة مع روح الشخصية،  فمن منا ينسى دورها في مسلسل «صدى الروح» إخراج رامي حنا، تلك المرأة المختلة عقليا والتي تعاني من عقد نفسية لا فكاك منها، حينها استطاعت سامي عكس حالة الشخصية المتخبطة نفسيا من خلال حديثها الهامس المتقطع ووجهها ذي الملامح الثابتة التي لا تتغير ولا تنفعل رغم كل المؤثرات من حولها، كذلك شخصيتها في «سحابة صيف» لمروان بركات، تلك المرأة الفلسطينية التي تعاني وجع اللجوء ووجع المعيشة الصعبة في آن، هي قادرة على رسم البسمة على وجهها أمام زوجها، ورسم تفاصيل الحزن على وجهها عندما تختلي بنفسها مكونة كركتراً لا يمكن للمشاهد السوري والعربي نسيانه، سمر سامي هي  ذاتها تلك المرأة الريفية «أم عامر» في لعنة الطين، المرأة القادرة على خلق تقاسيم الحزن على زوجها الذي فارقها فجأة، وإبراز تقاسيم الندامة على ابنها الذي أخذته الحياة إلى ما لا تحمد عقباه، كذلك تفتحت هذه الغاردينيا لتلم بين أوراقها أبناءها في «أحلام كبيرة» لحاتم علي، فكانت الأم التي تدأب على راحة أولادها، وهي الطبيبة الثائرة على سطوة الذكر ومركزيته في المجتمع في «تخت شرقي» لرشا شربتجي، وهي الكاتبة المبدئية التي تحمل «ذكريات الزمن القادم».

لم تكن هذه الغاردينيا أقل رونقاً في السينما، فهي المرأة الوطن في «الترحال» لريمون بطرس، وهي الأرملة المقهورة في «الكومبارس» لنبيل المالح الذي نالت عليه جائزة أفضل ممثلة عربية

تغيب هذا الموسم سمر سامي، إذ لم تشارك في أي عمل درامي حتى ولو ضيفة شرف، فيظهر فراغ الغاردينيا بين طاقة الزهور، وتظهر الدراما السورية هذا العام لوحةً منقوصة الألوان، لن نسأل عن الأسباب التي قد تبدو واضحةً في هذا الظرف الذي تمر به سورية، لكن يبقى الأمل في ألا تطيل غاردينيا الشاشة السورية الغياب عن محبيها.