2013/05/29

سميرة بارودي لـ «الديار»: وراء كل تلفزيون «أزعر سياسي» يحميه
سميرة بارودي لـ «الديار»: وراء كل تلفزيون «أزعر سياسي» يحميه


يوسف بلوط – الديار


عشقت الفن منذ الطفولة ودخلت مجال التمثيل من بوابة الإذاعة اللبنانية، وهي تحمل اليوم هموم الفنانين وقضاياهم وأوجاعهم كرئيسة لنقابة الفنانين المحترفين.

إنها الفنانة القديرة سميرة بارودي المستمرة في عطاءاتها الفنية في أعمال عربية مشتركة مثل «ليل السرار»، «رجاها»، «بقايا حب» وغيرها، وقد اعتبرت في حديث خاص لـ «الديار» أن الدراما اللبنانية لا تفتقر إلى العنصر البشري من ممثلين ومخرجين وكتاب، بل إلى العامل الإنتاجي الذي يؤثر سلبا على أداء الممثل وينتج عملا ضعيفا هزيلا في الشكل والمضمون.

كما تطرقت إلى مشكلة الهوية التي تعاني منها الدراما وقالت: « الدراما اللبنانية لم تكن لها يوما هوية، وأنا أتحدث هنا عن كل الحقبات التي مرت بها لذلك نجد أنها لم تترك ذلك الأثر الكبير لدى الجمهور، وأنا أعتبر أن أي نوع من الفن لا يتميز بهوية لن يصل يوما إلى الناس ولن يستطيع تحقيق أي شيء .وللأسف فإن الأعمال الدرامية اللبنانية لا تتحدث عن مجتمعاتنا ولا عن فرحنا ووجعنا، ولا تعرض لما نعانيه سياسيا واقتصاديا وفنيا وإعلاميا وطبيا وفي مجالات أخرى لذلك لم تحقق النجاح المطلوب».

ولفتت الفنانة سميرة بارودي إلى أنها رفضت عددا من الأعمال الدرامية اللبنانية لأنها لم ترض طموحها، مشيرة إلى العمل الضخم الذي جمعها وفنانين لبنانيين آخرين مع كبار نجوم الدراما العراقية والذي تناول قضية اجتماعية وانسانية ساخنة ألا وهي تهريب الأعضاء البشرية مشيدة بروعة النص والإخراج والأداء العالي المستوى للممثلين العراقيين الذين ساهموا في ترسيخ هوية متميزة لأعمالهم.

وردا على سؤال عن رؤيتها لــلبنان قـــالت: «هناك وطن إسمه لبنان وهناك إنسـان لبناني ولكن ليس هناك دولة، هناك فلتان أمني وغياب تام للقوانين، والسلاح معمم وفي يد الجميع. لا يفترض أن يكون السلاح في يد أي جهة مهما علا شأنها وشأن قضيتها سوى الجيش اللبناني والقوى الأمنية».

وأضافت: «بالنسبة للوضع الفني فهو سيء جدا، فهل يعقل أن يبـقى قانون تنــــظيم المهن الفنية في الأدراج، وأن لا يكـون هناك قانون يلزم المحطات اللبنانية بالإنتاج اللبناني؟ إن وراء كل محطة تلفزيونية «أزعر سياسي» يحميها ويخطف لقمة الفنان اللبناني ويجعل الدولة عاجزة عن تطبيق قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع».

} ماذا تقولين عن واقع الدراما اللبنانية من موقعك كممثلة ونقيبة؟

[ إن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الدراما هي عدم وجود هوية تميزها، ليس هناك دراما «لبنانية بحتة» كما هو الحال بالنسبة للدراما المصرية مثلا أو الدراما السورية اللتين تعرضان قضايا ومشاكل وتاريخ المجتمع الذي تنتميان إليه.

الدراما اللبنانية لم تكن لها يوما هوية، وأنا أتحدث هنا عن كل الحقبات التي مرت بها لذلك نجد أنها لم تترك ذلك الأثر الكبير لدى الجمهور، وأنا أعتبر أن أي نوع من الفن لا يتميز بهوية لن يصل يوما إلى الناس ولن يستطيع تحقيق أي شيء .وللأسف فإن الأعمال الدرامية اللبنانية لا تتحدث عن مجتمعاتنا ولا عن فرحنا ووجعنا، ولا تعرض لما نعانيه سياسيا واقتصاديا وفنيا وإعلاميا وطبيا وفي مجالات أخرى لذلك لم تحقق النجاح المطلوب. ومع أن لبنان غني بالمكونات الإجتماعية لم نشاهد حتى اليوم عملا دراميا واحدا يتحدث عن بيئة شعبية ساحلية في لبنان بأزقتها وموانئها وطبقاتها الإجتماعية ، تلك البيئة التي ينتج عنها المثقف والعامل والغني والفقير والسياسي وغير ذلك من الشخصيات التي تعبر عن الإختلاف والتناقض الموجودين في المجتمع.

وأريد أن أذكر هنا النجاح الذي حققته وما زالت تحققه الدراما السورية لأنها تحدثت عن الواقع وعن المجتمع الذي تنتمي إليه ببيئاته ومكوناته المختلفة، بينما نشاهد في الدراما اللبنانية أناسا لا يشبهوننا في أي شيء، لا في عاداتهم ولا سلوكياتهم ولا حتى عواطفهم، وأنا أتحدى أي مخرج لبناني أن يقوم معي بجولة على المكاتب الخاصة أو المؤسسات الصغيرة التي لديها موظفات، ليخبرني في أي مكتب في لبنان شاهد نموذج الفتاة التي ترتدي ملابس مثيرة تكشف أجزاء من جسدها لكي يقدمه في الدراما اللبنانية. هذا النموذج لا نلتقي به إلا على شاشة التلفزيون، وهو ينقل صورة مغايرة لطبيعة المجتمع ونسيء للمرأة اللبنانية ونهمشها، ولتصحيح هذا الوضع يجب أن تكون هناك لجان متخصصة تشرف على النصوص الدرامية قبل أن تقدم على الشاشة، وللأسف ليس هناك لجنة في أي محطة تلفزيونية مهمتها الإشراف على النصوص الدرامية حتى يومنا هذا.

بالإضافة إلى غياب الهوية، هناك مشكلة كبيرة تعاني منها الدراما اللبنانية وتحول دون تقدمها وتطورها ألا وهي العامل الإنتاجي، فنحن في لبنان لا نفتقر إلى العنصر البشري ولدينا الكثير من الموهوبين والمحترفين في المجالات التقنية والتمثيلية والإخراجية ولدينا كتاب كبار، لكن الجهات المنتجة لا تخصص الميزانية الملائمة لضخامة النص والإخراج مما ينعكس على أداء الممثلين ويحد من إبداعهم ليخرج العمل إلى الجمهور هزيلا وفقيرا من حيث الشكل والمضمون.أضف إلى ذلك أن أكثر المحطات التلفزيونية اللبنانية لم تصل بعد إلى قناعة مفادها أن الفن صناعة ولها مردود كبير، وإذا أخذنا كمثال على ذلك برنامج «أبو ملحم» ذلك العمل البسيط الذي لم يكن يكلف كثيرا، كان ينافس عملا أجنبيا ضخما في تلك الفترة هو «بونانزا»، ورغم القدرات الإنتاجية والإخراجية والتمثيلية المتوفرة لـ «بونانزا» كان «أبو ملحم» يستقطب النسبة الأكبر من الإعلانات، وهذا يدل على أن الجمهور يحب مشاهدة أعمال تعبر عنه وعن واقعه وتشبهه، ومن هذا المنطلق كان أضعف برنامج لبناني في السابق يحقق نسبة مشاهدة ويجذب المعلنين أكثر من أي برنامج أجنبي مهما كانت ضخامته.

مثال آخر على ذلك المسلسل المصري «ليالي الحلمية» وهو من الأعمال الجيدة والملتزمة التي تطرقت إلى حقبة تاريخية معينة مرت بها مصربظروفها الإقتصادية والأجتماعية وغيرها،وقد حقق هذا العمل أرباحا طائلة بفضل العامل الإنتاجي الذي توفر للقصة الرائعة التي كتبها أسامة أنور عكاشة والأداء الرائع للممثلين رغم الضعف الإخراجي. ومن هذا المنطلق أقول للمنتجين: لا تخافوا من الأعمال الجيدة فهي ستحقق لكم عائدات كبيرة.

روبي في الأساس هو عمل غير لبناني وقد جرت لبننته، وقد أحبه الناس وحاز على إعجابهم، ونحن لسنا ضد الأعمال التي يحبها الناس، وقد تعاطف الناس معه وأحبوا أبطاله، وإذا أردنا بحث الموضوع من حيث الكمال في أي عمل فليس هناك أي عمل كامل لا في الدراما الحالية ولا في أي دراما سابقة، دائما هناك ثغرات في الأعمال سواء في النص أم في الإخراج أم من النواحي الإنتاجية.

} بالنسبة إليك ما الفرق بين دراما الأمس والدراما الحالية؟

[ رغم أن الدراما اللبنانية لم تكن يوما تتميز بهوية كما ذكرت، إلا أن الأعمال التي قدمناها في الماضي كانت تتمتع بالرومانسية وقصص الحب الراقية التي تشد المشاهد، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية، ورغم ذلك أنا لا أدعي أن ما كنا نقدمه في السابق هو أفضل مما يقدم اليوم، لكن أهمية ما كنا نقدمه ذلك الخفر والخجل لدى الممثلين حيث لم يكن لدينا هذا الجنون والإدعاء والتعري رغم أن النصوص لم تكن لبنانية مئة بالمئة.

لقد كنا نحاول في السابق تأسيس دراما راقية ومحترمة، وكان الجمهور يتلقف هذه المحاولة بمحبة، كان الجمهور يعذرنا على الأخطاء غير المقصودة طبعا، أما اليوم فإن العذر لم يعد مقبولا ، فالأموال والتقنيات موجودة وهناك عدد كبير من الفضائيات المتنافسة فيما بينها على تقديم أفضل الأعمال.

ومن أوجه الإختلاف بين الأمس واليوم النجومية الحقيقية التي كان يتمتع بها الممثلون الذين كان يفتقدهم الجمهور إذا غابوا عن الشاشة ومن هؤلاء النجوم: محمود سعيد، جهاد الأطرش،عبدالمجيد مجذوب، هند أبي اللمع،إحسان صادق وغيرهم ، أما اليوم فلا أعتقد أن هناك من يتمتع بهذه النجومية وهذا الحضور القوي من الموجودين على الساحة الفنية رغم وجود مواهب مميزة بينهم.

} ومن هم أصحاب هذه المواهب المميزة؟

[ أذكر على سبيل المثال وليس الحصر: يوسف الخال، ورد الخال، كارلوس عازار، باسم مغنية، طلال الجردي، مازن معضم، طوني عيسى، وسام صباغ، يوسف حداد وأعتذر إن كنت قد نسيت ذكر بعض الأسماء، وأنا سعيدة جدا بعودة غسان سالم إلى الساحة الفنية.

} لقد تحدثت عن الممثلين النجوم، هل تعتبرين أن مفهوم النجومية قد تغير اليوم لدى الممثلين الشباب؟

[ النجومية بالمفهوم الحالي تختلف عن النجومية كما كنا نفهمها في الماضي، كنا نفهمها كفاحاً وتصدياً وسعياً وراء الأفضل، وكنا نضطر أحيانا إلى رفض نصوص لا تعجبنا مهما كانت المغريات، أما اليوم فإن الجهات المنتجة تحتكر الممثل دون أن يكون له حق الإعتراض على مضمون العمل أو على الدور المسند إليه لأنه بحاجة للعمل والإستمرار.

} ما هي المعايير التي تقررين على أساسها قبول الدور أو رفضه؟

[ أول ما يشدني هو النص وقضية العمل الذي يعرض علي، بعد ذلك أدرس الشخصية وما إذا كانت تشبهني لكي أكون قادرة على تجسيدها بشكل جيد، وقد تكون هذه المعايير سبب غيابي عن الأعمال الدرامية اللبنانية لأن المخرجين والمنتجين اللبنانيين يئسوا من إمكانية قبولي بأي عمل، وعلى أي حال أشكرهم على ترشيحي لأعمالهم رغم أنني رفضتها لأنها لا ترضي طموحاتي، واقتصر وجودي في الإنتاجات العربية الكبيرة وقد شاركت في عدد من الأعمال في السنوات الأخيرة في عدد من الأعمال السورية مثل: «ليل السرار»، «رجاها» مع الممثلة نورمان أسعد، و«آخر أيام الحب» مع فارس الحلو وسلاف فواخرجي، أما العمل الأخير فقد كان إنتاجا عراقيا [ لبنانيا مشتركا وهو «بقايا حب» الذي يتناول قضية تهريب الأعضاء بين العراق ولبنان وأوروبا وهو مأخوذ عن قصة حقيقية.

وأريد أن أنوه هنا بالدراما العراقية التي قدمت الكثير من الأعمال الجيدة التي تتناول مواضيع هامة وساخنة إجتماعية وسياسية من الواقع وهذا ما ساهم في ترسيخ هويتها لدى الجمهور.

} هل أنت بصدد التحضير لأعمال جديدة؟

[ لقد تشرفت جدا بالعمل مع شركة «السما» العراقية ومع المخرج حسن حسني وهو من كبار المخرجين العراقيين وأريد أن أثني على الأداء العالي للممثلين العراقيين الذين شاركوا في العمل الذي كان رائعا من ناحية النص والإخراج والإنتاج.

كما أنني قد أشارك في عمل لبناني سوري[ لبناني مشترك ولن أعلن عنه قبل أن أوقع.

} ما رأيك بمشاركة اللبنانيات في أعمال مصرية؟

[ أذكر من الرعيل الأول ليز سركيسيان التي كانت لها أعمال مميزة، كذلك مادلين طبر. أما من الجيل الجديد، فقد فوجئت بالأداء المميز لهيفاء وهبي في فيلم «دكان شحاته» وشعرت أنها كممثلة أهم بكثير من المغنية، كذلك رزان مغربي ومايا نصري وغيرهن، ولكن بالنسبة لي أفضل أن أنطلق من بلدي نحو العالم العربي وأن أمثل أعمالا مشتركة كنجمة لبنانية، لا أن أصبح نجمة مصرية أو أردنية أو سورية،وقد عرض علي الكثير من الأعمال في مصر بدور مصرية لكنني رفضت.وأنا أنتقد كثيرا النجمات اللبنانيات حين يتحدثن باللهجة المصرية خلال اللقاءات الصحفية وأعتبر ذلك تزلفا، اللهجة المصرية جميلة ومحببة ولكننا نحب سماعها من المصريين، وأعتقد أن اللهجة اللبنانية معممة ومفهومة وإلا لما وصلت أغنيات فيروز ووديع الصافي إلى كل العالم العربي.

} ما رأيك بالوضع في لبنان؟

[هناك وطن إسمه لبنان وهناك إنسان لبناني ولكن ليس هناك دولة، هناك فلتان أمني وغياب تام للقوانين، والسلاح معمم وفي يد الجميع. لا يفترض أن يكون السلاح في يد أي جهة مهما علا شأنها وشأن قضيتها سوى الجيش اللبناني والقوى الأمنية .

وبالنسبة للوضع الفني فهو سيء جدا، فهل يعقل أن يبقى قانون تنظيم المهن الفنية في الأدراج، وأن لا يكون هناك قانون يلزم المحطات اللبنانية بالإنتاج اللبناني؟ إن وراء كل محطة تلفزيونية «أزعر سياسي» يحميها ويخطف لقمة الفنان اللبناني ويجعل الدولة عاجزة عن تطبيق قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع.


سميرة بارودي


ابرز الاعمال التي شاركت فيها الفنانة القديرة سميرة بارودي هي:

الافلام


غارو 1965

مغــــامرات شــــوشو 1966

شارع الضباب 1967

ايدك عن مراتي 1968

الطريد 1968

صقر العرب 1968

باريس والحب 1971

المسلسلات

فارس بني عياد 1968

ابو المراجل 1968

جحا 1969

كان يا ما كان

المنتقم 1969

الايام الضائعة

صراع مع الحب1971

ابن الحرامي وبنت الشاويش 1971

عجيب افندي 1971

الابله 1973

الجوال 1976

عودة الفارس 1976

شمس الغايب 1991

ليل السرار 2004

رجاها 2005

اخر ايام الحب 2008

ابو جعفر المنصور2008

بقايا حب 2011

المسلسلات الكرتونية

جنكيزخان

ريمي الفتى الشريد

رانزي المدهشة

نينجا

سانشيرو

البطل الخماسي

ماريمار