2012/07/04

سينما الأجزاء: إفلاس فني ام استثمار لأعمال ناجحة؟
سينما الأجزاء: إفلاس فني ام استثمار لأعمال ناجحة؟


رولا عسران - (الجريدة الكويتية)

في كل مرة يفتقر صناع السينما إلى فكرة جديدة لتقديمها يتّجهون نحو تقديم جزءٍ ثانٍ من فيلم سبق أن حقّق نجاحاً سواء في مصر أو عالمياً بغض النظر عن مدى قدرة الفكرة على إعادة طرحها درامياً في جزء ثانٍ، وبتعبير أدقّ لا يدركون أن الجزء الثاني فنّ له حساباته.

"هاري بوتر" مثلاً أحد الأفلام التي نجحت في أجزائها كافة وحقّقت إيرادات كبيرة في مصر وحول العالم، كونه يتضمّن عناصر النجاح كافة، لذا من الطبيعي أن تمتد أجزاؤه وفق ما يرى المخرج، مع ذلك اختار الأخير إنهاء القصة في الجزء الأخير الذي يُعرض راهناً بتقنية ثلاثية الأبعاد، خشية عدم تحقيق النجاح نفسه مع أجزائه الجديدة، ما قد يؤثر حتماً على شعبيّته.

إلا أن صناع السينما المصرية لا يخشون، في ما يبدو، على شعبية أجزاء أفلامهم، فقرروا تقديم أجزاء جديدة، ربما لأنه لم تكن لها شعبية من الأساس ليخافوا عليها، فأعلنوا عن تقديم أجزاء جديدة من أفلامهم حتى إن لم يكن بشكل صريح تحت اسم جزء ثانٍ.

"عائلة هاني بوتر المصري" هو الجزء الأول من فيلم "سامي أوكسيد الكربون" لكن بمسمّى مختلف، إذ قرّر فريق العمل تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً تقديم فيلم جديد، لكن بعد تغيير اسم البطل من هاني إلى سامي، خشية الوقوع في أزمة الاعتراف بتقديم جزء ثانٍ.

ويقدّم الفنان حمادة هلال جزءاً ثانياً من فيلم "الحب كده"، استقرّ له على اسم موقت، "مارينا"، ويعدّ استكمالاً للقصة التي بدأها هلال في "الحب كده" وعلاقته بالأطفال، لكن من دون أن يشير المخرج إلى ذلك خوفاً من الانتقادات خصوصاً أن الفيلم الأول لم يحقّق نجاحاً يدفع صناعه إلى تقديم جزء ثانٍ منه.

ونفى هلال أن يكون لـ"الحب كده" جزءٌ ثان، مشيراً إلى أن "مارينا" قصة منفصلة لا علاقة لها بالفيلم القديم ولو أراد تقديم أجزاء جديدة سيعلن ذلك على الملأ وبوضوح.

أما عن فكرة الأجزاء الثانية للأفلام، فيؤكد هلال أنه ليس ضدّها لكنه ضد استغلال النجاح عموماً لأنه يؤثر على شعبية العمل الأصلي، لذا يتمسّك بفكرة عدم تقديم أجزاء جديدة من "الحب كده" الذي يعتبره أحد أحب الأعمال إلى قلبه.

ويقدّم المخرج وائل إحسان جزءاً جديداً من فيلمَي "كباريه" و"الفرح" وهما من إخراج سامح عبد العزيز، تأليف أحمد عبد الله، إنتاج أحمد السبكي، وذلك تحت اسم "ساعة ونصف"، يشارك فيه الأبطال القدامى مع أسماء جديدة مثل أحمد الفيشاوي ومحمد إمام. تدور الأحداث في مدة زمنية محدودة هي ساعة ونصف الساعة.

ولا يرى المنتج أحمد السبكي مشكلة في استغلال النجاح لتحقيق نجاح جديد عبر تقديم تجربة مشابهة، لكنه ينفي، في الوقت نفسه، أن يكون "ساعة ونصف" جزءاً من سلسلة أفلامه القديمة، مؤكداً أن الفيلم مختلف تماماً ولا علاقة له بـ"الفرح" و"كباريه"، مضيفاً أن التجربة لو كانت فشلت لما نجح "الفرح" بعد "كباريه"، وهذا دليل على أن كلاً منهما عمل مستقلّ وله مميزاته.

وفي مقابل الأجزاء المتخفّية تحت أسماء مستعارة، لجأ بعض صناع السينما إلى الأجزاء الثانية علناً، من بينهم المنتج أحمد السبكي الذي يجهّز راهناً للجزء الثالث من فيلم "عمر وسلمى"، رغم تراجع إيرادات الجزء الثاني، عملاً بمبدأ البحث عن الإيرادات، فلو حقّق الفيلم مليون جنيه فهو ربح أفضل من لا شيء، خصوصاً أنه يكلّف منتجه أجر تامر حسني وجزءا من أجر مي عز الدين التي توافق على مبالغ بسيطة، لأن السبكي أملها الوحيد في الظهور على شاشات السينما، بعد تخلّي المنتجين عنها بسبب فشل أفلامها التي أدّت بطولتها مثل "شيكامارا" و"أيظن".

وقرّر النجم هاني رمزي تقديم جزء ثانٍ من "نمس بوند" إخراج أحمد البدري، لكن بعد استبعاد بطلة الفيلم دوللي شاهين رغم أن الجزء الأول لم يحقق إيرادات تُذكر، إلا أن حالة الإفلاس التي يعيشها الوسط الفني جعلت صناع الفيلم يفتّشون في دفاترهم القديمة وتقديم أجزاء ثانية من الأفلام.

ولا يرى المخرج أحمد البدري أي مشكلة في تقديم جزء ثان من فيلم ناجح، بالتالي الإقبال الذي حققه "نمس بوند" شجّعه على تقديم أجزاء أخرى، مضيفاً أن فريق عمل الفيلم من البداية كان ينوي تقديم جزء ثان، لكنه توقّف فترة لأسباب إنتاجية