2012/07/04

«صباح الخير» على الفضائية السورية يكتشف الفيس بوك..
«صباح الخير» على الفضائية السورية يكتشف الفيس بوك..


سامر محمد إسماعيل - تشرين


كان لافتاً إضافة برنامج «صباح الخير» على الفضائية السورية للفيس بوك في حلقاته اليومية، فعلى مدار الساعتين الصباحيتين اللتين يعدهما الزميل خالد مجر تجلس مواقع التواصل الاجتماعي جنباً إلى جنب مع مذيعي ومذيعات «صباح الخير» الذين تعاملوا مع «الاختراع الجديد» على أمل أن يخلصهم من الاستعانة بالقارئ الإلكتروني الموجود أمامهم طوال فترة البرنامج، لتبقى صفحة الفيس بوك المخصصة تحت عنوان «صباح الخير سورية» مجرد بريد قراء هامشي، ربما التفت إليها مقدمو الصباح بين لحظةٍ وأخرى لقراءة تعليقات وأسئلة المشاهدين، فحتى مواقع التواصل هذه يبدو أنها تفقد سحرها هنا لتصير بمنزلة طرفة لا يمكنها أن تؤسس فعلاً لتواصل حقيقي، بقدر ما هي مكياج لفقرات مرتجلة تتلاحق دون أي رابطٍ بينها، فمن فقرة ورشة البلد إلى الزاوية الاجتماعية وصولاً إلى فقرة فعاليات وشتاء حلب الطويل برسالة مصورة ومبتسرة قدمها مراسل التلفزيون من مدينة سيف الدولة عن ثلوج غمرت المدينة، ووفق كاميرا أخذت بانوراما من بعيد لثلوج غمرت سور قلعة الشهباء؛ لا تفعل هذه الصفحة شيئاً سوى أنها تقفز كل ربع ساعة مرة إلى مقدمة ويمين الشاشة لتبرر وجودها من عدمه، مشكلة برنامج «صباح الخير» أنه ورغم الاستوديو الزجاجي اللطيف الذي يبث من خلاله مطلاً على نوافير ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية، إلا أنه في النهاية لن يستطع الخروج من نمطية رافقته منذ سنوات وتحت أسماء مختلفة إلا بوجود فريق إعداد جيد قادر على صياغة رسالة إعلامية متجانسة، رسالة تستوجب وجود المذيع- الصحفي، المذيع القادر على إدارة الحوار مع ضيوفه حتى من دون الفيس بوك أو تويتر وغيرها، ليست المشكلة في برنامج «صباح الخير» هي حضور «كتاب الوجوه» العجيب، أو غيابه، بل المشكلة تكمن باعتماد مثل هذه البرامج على مبدأ من كل بستان زهرة، وهذا لا يمكن أن تنقذه صفحات التواصل الاجتماعي، على الإطلاق، بل تنقذه موهبة جماعية قادرة على تنويع الخطاب الإعلامي دون بعثرته، خطاب لفريق يستطيع أن يوصل مضمون الرسالة بعوامل جذب كوادره العاملة ضمنه، مع التخلي نهائياً عن هذا القفز بين الفقرات، بعبارة أخرى وكي تتمكن صباح عجمية مخرجة صباح الفضائية السورية من تقديم طابع بصري جذاب، لابد لها من إعداد ملف بعيد عن التجميع، ملف قادر على طرح مشكلة اجتماعية بمنظار ثقافي وفني واقتصادي، وليس وفق صيغة الحوار مع ضيف نصف نائم تحاوره مذيعة لم تغسل وجهها، وتتعامل مع الفيس بوك على أنه من إنجازاتها الشخصية، أو مذيع يبرطم بالفصحى المقعرة بتجهم وجوه موظفي دائرة الهجرة والجوازات، ودون توزيع ابتسامات كهربائية على الكاميرات المزروعة حوله، ودون مقاطعة الضيف قبل أن يتم فكرته، فالمقاطعة أو حتى توصيل أفكار الضيف مع كونترول المراقبة فن قائم بحد ذاته.

إن مفروشات استوديو «صباح الخير» بصحبة مذيعة لا يبتسم وجهها للرغيف الساخن يضيّع العديد من متابعي برنامج يمكن له أن يحقق أكبر نسبة مشاهدة؛ ليس من ربات المنازل وحسب، بل من كافة شرائح المجتمع السوري التواقة اليوم إلى إعلام وطني يقف وجهاً لوجه ضد إعلام نفطي استطاع صياغة رسالته وحدد جمهوره المستهدف ودرس ليلاً نهاراً رجع الصدى المتوقع، وإمكانية تطوير أو تعديل عناصر الرسالة الإعلامية، وهو لم يضف الفيس بوك كشبهة يجب أن يتخلص منها، بل تعامل مع هذه الشبكة على أنها أداة قائمة بحد ذاتها؛ مبرمجاً لها العديد مما يقدمه ضمن توليفة متعددة الوسائط، توليفة عالية قادرة على الانتقاء والبحث دائماً عن محرق ماكر وذكي يتناسب مع خطابها وأجنداته، ماعدا ذلك "صباح الخير" على الفضائية سيبقى على هامش برامج الصباح العربية التي صارت للأسف متناً بكل معنى الكلمة عوضاً عنه بعد أن قلّدته وتفوقت عليه.