2012/07/04

«صبايا 4» و «أبو جانتي 2» في دبي أجزاء جديدة أم نسخ خليجية عنها؟!
«صبايا 4» و «أبو جانتي 2» في دبي أجزاء جديدة أم نسخ خليجية عنها؟!


ماهر منصور - السفير


سينتقل فريقا عمل "صبايا 4"، و"أبو جانتي 2" للتصوير في دبي. خبر لا يأتي من حيث الشكل بجديد، إذ لطالما تم تصوير مسلسلات سورية، بشكل جزئي أو كامل، خارج سوريا، سواء في دبي أو المغرب أو غيرهما. إلا أن من يعرف تفاصيل المسلسلين المذكورين، يعرف أن تصويرهما خارج سوريا سيفقدهما خصوصيتهما.

تقوم فكرة مسلسل "أبو جانتي" على يوميات "سائق تاكسي" في شوارع دمشق، وربما يتحمل أن نتتبع يوميات هذا السائق على طريق سفر انطلاقا من دمشق أو أي مدينة سورية، والعودة إليها مجدداً. والفكرة، وفق هذا الاقتراح، يفترض أن تكون معظم مشاهدها خارجية، بمعنى أنه لا يمكن التحايل على المكان كما نفعل في المشاهد الداخلية، وبالتالي لا مفر من التصوير داخل المدن السورية. وخيار فريق التصوير في دبي أو غيرها من المدن خارج سوريا، يعني أننا سنكون أمام مقترح جديد، لا علاقة له بـ"أبو جانتي" ويومياته كما تتبعناها منذ عامين، على الأقل فإن يوميات سائق التاكسي في دبي وركابه المحتملين لهم همومهم ومشاكلهم التي تكاد لا تتقاطع أبداً مع ركاب سيارة الأجرة وسائقها في سوريا، ما يطرح هنا سؤالا: هل سنكون أمام جزء ثان من "أبو جانتي" أم نسخة خليجية عنه؟!

الكلام السابق ينطبق على مسلسل "صبايا"، الذي تقوم فكرته الأساسية على يوميات بنات سوريات، وهي يوميات تختلف عنها في مجتمع ثان، ولو جزئيا. ولو افترضنا أن صناع العمل سيستغنون عن هذا الجزء، ويجعلون الصبايا يسافرن إلى دبي، مثلاً، كمغتربات، لمتابعة يومياتهن من هناك، فنحن على هذا النحو سنكون أمام مقترح جديد، يفترض أن يأخذنا إلى مناطق أخرى في العمل. لكنها بالغالب ستكون محفوفة بالخطر، ونرجو ألا تكون مقحمة على الأحداث، ولا سيما أن الكلام الأولي كان يتحدث عن حضور أربع من صبايا الجزء الأول في الجزء الرابع (اعتذرت ديمة الجندي مؤخراً عن العمل) بالإضافة إلى حضور قدري (الفنان محمد خير الجراح). كأننا بذلك نريد أن ننقل نجوم العمل كلهم، وحكاية العمل إلى مقترحات أخرى، فقط لأننا غيرنا مكان التصوير!

لماذا لا يتم إذاً تقديم مقترح جديد لمسلسل جديد، مع النجوم أنفسهم أو غيرهم لا فرق، تجري أحداثه في دبي؟! صحيح أنه من حق صناع العمل تقديم الاقتراح الذي يناسب ظروفهم الإنتاجية وسواها، وأن يحركوا أبطالهم أينما شاؤوا.. لكن أين حق المشاهد في كل هذا، وحق الحكاية والفكرة، كما ولدت على يد السيناريست رنا الحريري في الجزء الأول؟!

الصورة بكامل تفاصيلها، تؤشر الى أننا سنكون أمام مسلسلين سوريين جديدين، وليس جزأين جديدين لمسلسلين سبق وقدما، وبالتالي كان يجدر لدى الإعلان عنهما احترام عقل المشاهد. ولعل الذهاب إلى خيار إنتاج مسلسلات جديدة، هو الأكثر نجاحاً، إن تم التصوير في دبي، فهذه الإمارة تكاد تجمع كل جنسيات العالم، وبالتالي من الممكن أن تفتح باب اقتراحات كثيرة لأفكار جديدة، تستثمر خصوصية الإمارة، عمرانيا وبشرياً. عندها فقط سنقدم ربما دراما سورية بخصوصية عربية، لا دراما سورية نلوي عنقها لتتناسب والخصوصية العربية.