2012/07/04

طارق سويد: هدفي التسلية لا التصريحات النارية
طارق سويد: هدفي التسلية لا التصريحات النارية

  ايلي هاشم – دار الحياة صريح، ربما أكثر من اللزوم. ظريف، لا يتأثّر بالهموم. واقعي، يعرف أنّ لا شيء يدوم! إنّه الممثل طارق سويد الذي دخل منذ فترة عالم الكتابة ثمّ عرّج على مجال التقديم فوجد نفسه فيه، واستطاع في فترة قصيرة أن يحجز لنفسه مقعد المحاور البعيد من الأساليب التقليدية. برنامجه «لألأة» الذي يُعرض على شاشة «أو تي في» بدأ يلقى نسبة مشاهدة جيّدة على رغم أنّ البرنامج لا يُشاهَد من عنوانه. البعض اعتبر أن إسم «لألأة» (أي الكلام على الآخرين) ظلم البرنامج، لذلك يشرح طارق: «حين فكّرت بالإسم كان هـــدفي انتقاد برامج الحوار الموجودة على الشــاشات لأنّها تُطلِق عناوين رنّانة، مثقّفة، توحي بالعمق وبالفكر وبالوجدان والإنسانية... ولكن حين نشاهدها نكتشف أنّها مجرّد «لألأة» على الناس ومشاحنات ومحاولات لبث الخلافات من أجل الحصول على سبق إعلامي، لذلك قررت أن أسمّي برنامجي «لألأة» لأكون صادقاً مع المشاهدين». ويخبر سويد ان عدداً من الضيوف تردد في أن يظهر في البرنامج خوفاً من الإسم ظنّاً منه أنّه قد يفتح على نفسه باباً للمشاكل، ولكن بعد بداية الحلقة الأولى فهم الجميع صيغة الحوار وتراجعوا عن رفضهم، لا بل تحمّسوا للمجيء. يقول: «لا أهتمّ بـ «السكوب» (السبق الإعلامي) بل هدفي الأول أن أتسلّى مع الضيف، بالتالي أن يتسلّى معنا المشاهدون في منازلهم». ويضيف: «لست صحافياً ولست إعلامياً، لكنّني أقدّم ما أحبّ مشاهدته في منزلي بعيداً من البرامج المركّبة التي تزيد الهم على القلب». يفصح أنّ أكثر الفقرات حساسية، فقرة «قيل وقال» يمكن أن تزعج بعض الضيوف لذلك يحرص على أن يعرض عليهم الأسئلة مسبقاً قبل الحلقة. ولكن ألا يشعر أنّه صار مسالماً أكثر من اللزوم ممّا قد يُفقد الحلقات رهجتها؟ ينفي ذلك قائلاً بطرافة: «في الواقع اكتشفت أنّ هذه الطريقة تدفع كل الضيوف إلى القبول بكل الأسئلة في هذه الفقرة حتّى لو كان فيها ثمّة ما يزعجهم، بالتالي فأنا لا أغيّر شيئاً ولا أحذف شيئاً». جواباً على أنّ التمادي في «المسالمة» وعدم إزعاج الضيف من شأنه أن يجعل الحلقة مسطّحة يقول: «حلقة الإعلامي جو معلوف التي كانت ساخنة جدّاً حصدت نسبة عالية من المشاهدة، ولكن على رغم ذلك حافظت على أسلوبي في بقية الحلقات وعلى رأيي في تفضيل الحلقات الخفيفة والمسلية أكثر من تلك المليئة «بالأكشن» وبالتصريحات النارية». ماذا لو شعر طارق سويد يوماً أنّ نسبة المشاهدة تدنّت لأنّ الناس يفضّلون الحلقات الساخنة، فهل يغيّر آراءه ويتخلّى عن مبادئه ليقدّم «ما يطلبه المشاهدون»؟ بعد تفكير يجيب: «من حيث المبدأ لا، ولكن ربما قد أضطر لذلك، لا أعرف، ولكن ما أؤكّده في هذه اللحظة بأنني أتمنّى ألاّ أضطرّ أبداً إلى الانجراف في خطٍّ لا أريده». ثمّ يضيف أنّه يشترط عند التفكير بإسم الضيف أن يحاوره كما يريد وأن لا يُفرَض عليه طريقة معينة اضافة الى خطوط حمر غير تلك التي وضعها هو لنفسه، «مثلاً حين استضفت مايك فغالي كنت أبدو ضدّه ولم أكن أوافق على كلّ ما يقوله، مع العلم أنّه باب رزق مهم للمحطة، ولكن يكفيني أنني قلت كل ما خطر في بالي من دون تجريح ومن دون مجاملة». انتُـــقِد طارق ســويد أنّ طريقة تقديمه عفــوية فــي شكلٍ زائد فكأنّه يجلس في المنزل مع أصحابه علماً أنّه يعتبر أنّ هذا هو بالضبط ما يميّز برنامجه. يقول: «هذا أنا، ولن أتغيّر من أجل أي صحافي أو أي ناقد يشير إلى تلك النقطة لأنّ رأي الصحافة ليس بالضـــرورة رأي الناس». ولكنّ ذلك لا يعني أنّه لا يتقبّل النقد، على العكس، إنّه أكثر مَن ينتقد نفسه وينتظر النقــد البنّاء من الآخرين كي يتمكّن من تـحسين أدائه، كما يقول. ما هي الملاحظات التي وجهّها إلى نفسه عند مشاهدة الحلقات الأولى؟ يجيب: «كان يجدر بي أن أشدّ عضلات فكيَّ لأتكّلم في شكل أوضح ولتكون مخارج الحروف سليمة أكثر». ليست المرّة الأولى التي يُفاجئ فيها سويد محدّثه بصراحته، حتّى إنّه يعلّق أحياناً على الهواء عن أمور خاصّة مثل أنّ أسنانه كانت غير سويّة في صغره، فـ «هذا ما يحبب الناس بي، فهم يشعرون أنني أشبههم وأنني منهم بدل أن أكون المقدّم المتربّع على عرش الشهرة وهم الشعب العادي». طارق سويد الذي قدّم من كتابته عملين كوميديين هما «نفرح منّك» على شاشة «المستقبل» و «نهاد وسعاد» على شاشة «الجديد» حزن لأنّ التسويق لم يكن كافياً لهما، واستاء حين تمّ توقيت عرضهما في الفترة نفسها فصارا كأنّهما ينافسان بعضهما. أمّا عن النقد الذي طاوله فيجيب إنّه لا يحق لأحد أن يقول: «من الأفضل أن يترك طارق الكتابة ويجلس في بيته» معتبراً أنّ هذا ليس رأياً موضوعياً. أخيراً يتمنّى سويد أن تخفّ التعليقات القاسية على كلّ مَن تُفتَح أمامه فرص للعمل، ويقول: «حين كنت في بيتي كان الجميع يدعمونني ويشجعونني لتقديم عملٍ ما، وحين استفدت من الفرصة صار معظم الأشخاص يكرهونني لدرجة بدأت أتمنّى أن أعود عاطلاً من العمل