2013/05/29

طوني خليفة: أتحدى أن يكرهني أحد
طوني خليفة: أتحدى أن يكرهني أحد


ديالا خياط – دار الخليج

عندما انتقل الإعلامي اللبناني طوني خليفة من البرامج السياسية وشرة الأخبار، راهن كثيرون على فشله . وعندما أدار ظهره للمحطة منتقلاً من “المؤسسة اللبنانية للإرسال”إلى تلفزيون “الجديد”قالوا انتهى . وما بين نقلته وانتقاله دار لغط كثير بينه وبين إعلاميين لم يخل من مواقف عدائية معلنة سببت له مشكلات كثيرة، استطاع ان يتخطّاها ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من نجاح رسّخ اسمه في برامج المنوعات . في بيروت التقيناه بين سفرة وأخرى يقوم بها أسبوعياً بين بيروت والقاهرة موزعاً نفسه بين أعماله الكثيرة والمسؤوليات الخاصة والمهنية، ودار هذا الحوار .

تعيش ضغطاً كبيراً بين برنامجيك في القاهرة وبيروت وبين موقعك الإلكتروني “أخبار للنشر”كيف تصف هذه المرحلة؟

أعيش أجمل مراحل عمري . سعيد بعملي وبنجاحي، وبكل النتائج التي حققتها . صحيح أنني أتعب أكثر من اللزوم لأنني أحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة، بدءاً من برنامج “للنشر”في لبنان، و”أجرأ كلام”وقبله “زمن الإخوان«، إضافة إلى موقعي الإلكتروني، “أخبار للنشر«، وأموري العائلية والخاصة . مع كل ذلك استطعت أن أوفق بين كل هذه الأمور، وأن أكون سعيداً، لأن النتائج الإيجابية تزيل كل التعب، خصوصاً أنني أحاول الموازنة بطريقة لا تجعلني أشعر بعبء الحمل الثقيل .

بالمقابل ضحيّت بأمور خاصة واجتماعية؟

ما من شيء في الحياة يأتي بسهولة، لابُد من بعض التضحيات .

كنت من أوائل الإعلاميين اللبنانيين الذين دخلوا مصر ومهّدوا لمن جاء بعدهم؟

تجربتي الناجحة في مصر، فتحت الباب أمام كل الإعلاميين اللبنانيين للذهاب إليها بعين كبيرة، بعدما كنت أنا “كبش المحرقة”في البداية . تعرضت لكثير من الانتقادات وكثير من الحروب، ومع ذلك، صمدت وتحملت، وعندما فرضت نجاحي، رسخّت قناعة لدى إدارة المحطات هناك بأن الإعلامي الناجح، لا ينجح وحده، بل يُنجح المحطة التي يعمل فيها، فتوجهت الأنظار إلى الإعلاميين اللبنانيين .

تتحدث من منطلق قوّة وكأنك تشد ظهرك ببرنامج “للنشر”.

أبداً، كان حديثي دائماً في هذا الإطار، فأنا لم أتزلف يوماً لفنان أو فنانة ولم أستعطف أحداً .

البعض يجد أن برنامج “للنشر”في موسمه الجديد جاء أضعف من المواسم السابقة .

أبداً، نحن بدأنا بشهر آب/أغسطس، وليلة سبت، مما يعني عملياً أن البرنامج لم يبدأ بعد، ورغم ذلك فموضوعاته تعد من أهم الموضوعات المطروحة عبر الشاشات .

ألم تقرأ التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

رأيت بعضها عبر “تويتر”و”فيس بوك«، هناك تعليقان أو ثلاثة مجرّحة، كل تعليق من هذا النوع لا آخذه بعين الاعتبار، مثل “شو ما تعمل أنت إنسان فاشل أو أن عقدتك فلان،”كيف يمكن أن آخذ هذا الكلام على محمل الجد، وأن أصدق أن كاتبه ناقد منطقي، وأنه لا يحمل اسماً مستعاراً . ولكن استمع بلا شك لمن يقول لي مثلاً حلقتك هذه الليلة كانت ضعيفة أو أن موضوعاتها لم تأت بالمستوى الجيد، فأعمل على تحسين الثغرات فيها . كل البرامج تتعرض ل”طلعات ونزلات«، لكن الموسم الجديد من “للنشر”كان جيداً، وأنا أتحدى من يقول إن موضوعاته لم تكن من الأهمية بمكان، ليسموا لي موضوعاً لم يكن على قدر المسؤولية إلاّ إذا كان البعض يعتبر أن موضوعات الفضائح والجنس هي الموضوعات الأقوى . قدّمت موضوع الإساءة إلى الإسلام في حلقتين كانتا من أهم الحلقات، والوالد الذي كان يريد بيع ابنه في بيروت كان مهماً، كيف يمكن لأحد أن يقول إن برنامج “للنشر”ضعيف خصوصاً إننا في العام السادس من انطلاقته، وهل هناك أهم منه في معالجة الموضوعات الاجتماعية والسياسية والإنسانية؟

كيف تستطيع مواكبة موضوعاته المختلفة في ظل غيابك خمسة أيام في مصر؟

أحاول تنظيم وقتي قدر الإمكان . كل عمل يتطلب الاجتهاد، والنجاح لا يدق باب منزلنا ونحن قعود، شخصياً يكفيني ضياع سبعة عشر عاماً من عمري في المؤسسة اللبنانية للإرسال، الفترة التي ذهبت هدراً من عمري، كنت قادراً فيها على التأسيس لثروة مالية لي ولأولادي تعينني على الحياة عشر سنوات من دون عمل .

كل برامج “التوك  شو”التي قدّمتها ارتكزت على الجرأة وعلى الهجوم، لماذا؟

هذه الصبغة من صناعتي . أسست لمدرسة صعبة جداً في عالم “التوك  شو«، لأن من لا يتقن الحوار بأسلوب راق، يصبح قليل الأدب مجرّحاً بضيوفه، ربما تمر مواقف محرجة، ولكن بعيداً عن كل هذه الأمور، يمكن اعتبار ذلك مدرسة لا يمكن لأي كان أن يجيد لغتها . وأكبر دليل أن من حاول تقليد هذا الأسلوب إما أنه جنح نحو المبالغة أو لم يستمر .

ولكن قد تصبح مكروهاً؟

أتحدى أن يكرهني أحد أو أن يشتمني أو يكنّ لي زميل مشاعر غيرة أو حسد، لم أتزلف يوماً لأحد، أنا إنسان محترم، لذلك عندما ألتقي بهم في أي مكان عام، يكون اللقاء مبنياً على الاحترام المتبادل .

هل تتوقف عند الأرقام؟

لا أتوقف إلاّ عندها، سبعة عشر عاماً من عمري ذهبت في سبيل المهنة والرسالة لأكتشف محاولات دائمة لاستغلالي بأقل إنتاج ممكن، مقابل أكبر إيرادات ممكنة، وهذا ما لن أكرره اليوم . مدخولي لم يعد لي وحدي بل أصبح حق عائلتي وأولادي، ولا بُد أن أحاسب إذا فرّطت بحقّهم، وأنا كنت قادراً على العمل، لابُد أن أحسب هذا الحساب وأكثر، اليوم أرفض الظهور في أي برنامج تلفزيوني من دون مقابل.