2013/05/29

طوني خليفة وأصالة وورقة التوت
طوني خليفة وأصالة وورقة التوت


جوان جان – الثورة


لم يبذل الإعلامي اللبناني طوني خليفة مجهوداً كبيراً حتى يميط اللثام عن مدى ضحالة ضيفته إحدى المغنيات المعروفة في برنامجه «زمن الأخوان» الرمضاني الذي تبثّه فضائية «القاهرة والناس» المصرية،

فقد بدا واضحاً ومنذ اللحظات الأولى من حلقة هذا البرنامج التي لم تشرّفها أننا أمام سلسة جديدة من فضائح التصريحات التي اعتادت المغنية -المستعدة للغناء بأي لهجة عربية حسب السوق والتي تفرّغت مؤخراً للغناء باللهجات الخليجية- أن تطلقها بين الحين والآخر ولتثبت لنفسها قبل أن تثبت للآخرين أنها ليست أكثر من آلة ناطقة خرقاء .‏

أكثر من فخ نصبه طوني خليفة لضيفته، وقعت فيها جميعاً وبشكل غريب في سهولته، إلى درجة أن خليفة ذاته ربما لم يكن يتوقع أن تقع ضيفته في شباك أسئلته وموضوعاته الواحد تلو الآخر .‏

الفخ الأول كان استجرار المغنية للتهجّم على الفنانة السورية رغدة صاحبة المواقف المشرّفة والتي كان أبرزها وقوفها إلى جانب شعب غزة وشعب العراق في الحصار المجرم الذي حجب زجاجة الدواء عن الأطفال، الأمر الذي جعلها تتبوأ مركز الصدارة في قلوب الشرفاء، لذلك كان تهجّم المغنية ضيفة طوني خليفة عليها مثيراً للاشمئزاز، خاصة وأنه يصدر من فنانة ما عرفت يوماً إلا البحث عن مصالحها الشخصية ولا داعٍ للتذكير هنا أن كل أزواجها كانوا من منتجي الأغاني؟!!!‏

الفخ الثاني كان استجرار الضيفة لانتقاد شخصيات عربية لها ثقلها الأخلاقي قبل أن يكون لها ثقلها التاريخي والسياسي، إذ جاء هذا الانتقاد مثيراً للضحك والبكاء في آن معاً، فهو مثير للضحك لأن درجة انحطاط بعض الإعلام العربي بلغت حداً منحت بموجبه أمثال هذه الضيفة أن يطلقوا الأحكام جزافاً دون إدراك أو تبصّر.. وهو مثير للبكاء لأن مطلقة الانتقاد بحاجة لأن تعيش سبعة آلاف عام أخرى حتى تكون جديرة بمجرّد تلفّظ اسم هذا الرجل، فكيف بانتقاده؟‏

وأما الضربة القاضية فكانت عندما فسح خليفة المجال أمام المغنية كي تسهب وتطيل في امتداح (الثوار) العرب في مختلف بلدانهم إلى درجة ادّعت فيها أنها الناطقة الرسمية باسمهم!!! لكنها لم تلبث أن أصيبت بالسكتة الأخلاقية حين سألها المذيع عن رأيها بالثورة البحرينية دون أن ينسى أن يذكّرها بالجنسية البحرينية التي تحملها، وهو أمر لا يمكن أن تنساه بالتأكيد لكن المذيع تعمّد لفت نظر المشاهدين إليه لأنه يعرف تماماً فحوى إجابة المغنية التي بذلت كل جهدها للتهرّب من الإجابة لكنها اضطرت إلى اتخاذ موقف سلبي من الثورة البحرينية فهاجمتها، دون أن تنسى بالطبع أن تكيل المديح لحكام الخليج أجمعين وأن تعلن أن حلمها في هذه الحياة هو أن تقابل أمير قطر!!! فتلقّف خليفة هذا الموقف كي ينزع عن ضيفته ورقة التوت مشيراً إلى أن مواقفها إذاً نابعة من مصالحها لا من مبادئها، ولم ينسَ خليفة أن يستنتج من كلّ ما أبدته المغنية من مواقف أنها تتاجر بدماء شعبها ليس إلا .‏