2012/07/04

ظل الحكاية»: أسئلة حول العصر العباسي
ظل الحكاية»: أسئلة حول العصر العباسي


ماهر منصور - السفير

 يتناول مسلسل «ظل الحكاية» للكاتب العراقي الدكتور حميد صابر، والمخرج السوري رشاد كوكش، مرحلة معينة من تاريخ العرب، وهي فترة خلافة الخليفة العباسي هارون الرشيد، والتي وصفت بالذهبية لكونها اتسمت بازدهار العلوم والفنون والأدب.

المسلسل الذي تصور مشاهده اليوم، من إنتاج مشترك بين «مركز بيروت الدولي للإنتاج» ولينا فيلم الجزائر، والمنتج المنفذ للعمل في سوريا هي «شركة المتوسط للإنتاج والتوزيع الفني».

يجعل المسلسل من السير الشخصية لرموز تلك المرحلة وصراعاتها السياسية تفاصيل لحكايات فرعية تنمو إلى جانب الحكاية الرئيسية للعمل، التي تقاسمها محوران: الأول واقعي يبنى على شخصية حقيقية هي «ابن المغازي»، وهو بحسب المخرج كوكش، «شخصية وجدت في بغداد أشبه بحكواتي الخمسينيات والستينيات في سوريا، كان يقف في ساحات بغداد ليلقي الحكاية والعبرة والموعظة والشعر مقابل دراهم بسيطة يأخذها ويوزعها للفقراء. وكان زاهداً ومتصوفاً». أما محور الحكاية الثانية فهو حكاية حب تغزل تفاصيلها ضمن النسيج الاجتماعي لتلك المرحلة.

حكايات العمل الفرعية، هي حكايات رموزه التي حفظتها كتب التاريخ، فيقدم المسلسل بانوراما لشخصيات شكلت فسيفساء الازدهار في تلك المرحلة التاريخية، فيروي حكايات شخصيات مثل أبو نواس، وأبو العتاهية، والأصمعي، وإسحاق الموصلي وزرياب، وآخرين. كما يطل على الصراع السياسي في تلك الفترة.

ويؤكد الكاتب حميد صابر أن «هناك جانباً توثيقياً في حياة هؤلاء الشعراء إلى حد ما، ولكن هذا الجانب لا يعني التركيز الدقيق على مفاصل حياتهم»، لافتاً إلى أن في مسلسله جوانب أخرى تلقي الضوء على عصر هذا الشاعر، والبحث في أسئلة هذا العصر ومنها: «هل كان فعلاً عصراً زاهياً أم عصر تناقضات؟!».

ويعكس هذا البحث التاريخي - الدرامي قناعة كاتب العمل القائمة على أن «الحادثة التاريخية الواحدة لها أكثر من قراءة، ومن وجهة نظر، ووجهات النظر هي التي تؤسس للتصادم الدرامي أو التصادم التاريخي في نص العمل». والمؤلف الدرامي ليس مؤرخاً، بحسب صابر، بل ينطلق من حوادث تاريخية تصاغ صياغة درامية لا تتجاوز حقائق التاريخ، ولكنها في الوقت ذاته تعبر عما وراء الأحداث».

تمتد حكاية «ظل الحكاية» على مدى ثلاثين حلقة، تتعدد فيها أماكن التصوير بحسب المخرج كوكش، منها سوق بغداد ومجلس الخليفة وغيرها. وهناك صالون أدبي يجتمع فيه الشعراء والأدباء لتبادل الشعر وسواه. أما شخصيات العمل فيجسدها فنانون من سوريا ولبنان والجزائر والعراق منهم عبد الرحمن أبو القاسم، تيسير إدريس، زيناتي قدسية، عبد الحكيم قطيفان، محمد خير الجراح، جرجس جبارة، جمال العلي، فاروق الجمعات، جمال نصار، حكيم دكار، وبهية راشدي، علي الطائي، حسن حمدان وغيرهم. الأمر الذي يرى فيه كوكش مساحة للتنوع وللتبادل الفكري والفني، بما يحمله من مزاج عالٍ في العمل ينعكس على الجميع لتقديم عمل يحبه الناس.