2012/07/04

عاكف نجم: العائلة الفنية سلاح ذو حدين
عاكف نجم: العائلة الفنية سلاح ذو حدين

ماهر عريف – دار الخليج

اعتبر عاكف نجم، العائلات الفنية سلاحاً ذا حدين مشيراً إلى أن تمسّكه بطموح إخراج عمل ضخم بعد تجارب محدودة لا يوازي بصمته التمثيلية على مدى نحو 30 عاماً . وأكد أن تشكيله و7 آخرين ظاهرة أردنية فريدة في المجال لازمه تقديم تضحيات ومواجهة عثرات، لافتاً إلى مواقف موازية وتطلعات مواكبة وذلك في الحوار التالي الذي أجريناه معه .

كيف توالى حضوركم على الساحة؟

فتح شقيقي الأكبر “توفيق” الباب في ممارسته الإخراج مطلع سبعينات القرن الماضي ومساهمته في انطلاق المسرح والدراما التلفزيونية، إضافة إلى انضمامه إلى أدوار تمثيلية قبل أن يتبعه من يصغره “نبيل” مخرجاً وناقداً ودارساً، ثم ظهرت أنا وبعدنا ظهر التوأمان “نضال” و”وائل” وشقيقهما “خالد” وأخيراً “بشار” و”حمد” اللذان يشقان طريقهما المتزامن مع إكمال تعليمهما الجامعي .

ما مدى إسهام كنية “نجم” في تمهيد الطريق أمامكم؟

أنا تخرّجت بدرجة البكالوريوس في أكاديمية الفنون في القاهرة العام 1984 بعدما كنت قد مارست المهنة قبلها بسنتين، والتعويل على نجاحات سابقة ضمن العائلة نفسها أمر غير مجد، ويسقط صاحبه في مكانه بلا تقدّم مهم فضلاً عن ملاحقته اتهام المحسوبية ونقص الموهبة، لكن في المقابل تسهم الخبرات والتعايش وسط أجواء فنية إيجابياً في صقل القدرات، وذلك عن طريق تناقل النصائح المفيدة وتجنب بعض الأخطاء، ولذلك فإن العائلات الفنية سلاح ذو حدين .

من أكثركم شهرة اليوم حسب رأيك؟

لاشك أنه “نضال” وكذلك “وائل” نتيجة تحقيقهما نجومية رافقت حضورهما في أعمال سورية وعربية أثبتا خلالها جدارتهما .

كيف تنظر إلى تشكيلكم ظاهرة أردنية فريدة؟

نحن ربطنا مصيرنا بهذا المجال عن حب ورغبة صادقة في تقديم تجارب متنوعة، وبصراحة لم يكن همّنا تشكيل ظاهرة عمداً، وقد تخلى بعضنا عن أحلام أخرى منها تخصصات الهندسة والطب والإدارة من أجل الفن، وواجهنا عثرات وصعوبات جمّة .

ما أبرز تلك العثرات؟

فجعنا كما غيرنا في الوسط بانتكاسة أوقفت الدراما تماماً ثم عادت ببطء وعن طريق المركز العربي الذي ساعد أسماء عدة محلياً في الانتشار أكثر من الانتشار عربياً، وأنا منها ثم رجعت الأمور إلى الجمود أخيراً، لكننا لم ننسحب .

وماذا عن الأخطاء؟

تتلمذنا على أيدي كبار الفنانين وشاركنا معهم أعمالاً معروفة بينهم الراحلان محمد مرسي وكرم مطاوع وكنا دائماً نحرص على الالتزام الأخلاقي أولاً، وكذلك المهني وحاولنا ترسيخ المحافظة على القيم وإعطاء انطباع راق بحيث لا تمسنا التجاوزات الفردية، ومع ذلك ثمة أخطاء ربما غير مقصودة، أو نتيجة “مطبّات” ومعضلات في المهنة نحرص على مكاشفتها بقصد تجنب تكرارها .

هل تلمس اختلافاً حين يجتمع بعضكم في عمل واحد؟

ليس اختلافاً بمعناه الدقيق وإنما بعض “الأريحية” والتجانس في فهم الأفكار، وقد جمعتنا سابقاً مسلسلات ومسرحيات ضمت بعضنا من دون إقحام أو فرض، ربما آخرها “دفاتر الطوفان” مثلاً وغيرها، وأعتقد فيصل الحكم هو مدى تقديم كل منا دوره كما يجب من عدمه .

ما مدى مناقشة الاختيارات والتحفظات بينكم؟

كان التشاور متاحاً أكثر في البدايات وتركز غالباً على طبيعة الأدوار وجهات الإنتاج، وبعدما أصبح لكل منا طريقه وخطواته مع تباعد مواقع الانخراط في الأعمال بين أقطار عدة، صار التحاور أقل في هذا الإطار واقتصر على تبادل بعض الملاحظات من حين إلى آخر وتتصدّر الموضوعات الفنية جلساتنا المشتركة مع تحذير الجيل الجديد باستمرار من الغرور والأعمال الهابطة .

هل تعتقد أنكم أخذتم حقكم الفني في محيطكم؟

ليس بالدرجة المأمولة والكافية مقارنة بعائلات فنية في بيئات أخرى مثل مصر وسوريا ودول الخليج، وربما ظلم بعضنا كما كثيرين منتسبين إلى المهنة إزاء حالة الفن لدينا ومع ذلك أنا متفائل .

تشارك في أعمال عربية فهل أنت مع البحث عن نجومية خارجية؟

أميل إلى مقولة مفادها أن “المحلية المغرقة تصنع العالمية” وأفضل تركي بصمة ونجومية في بلدي مهما كانت الظروف على مغادرتي خارجاً، بصورة “متخبطة”، لكن لاشك أنني وزملاء آخرين نقبل عروضاً عربية متفاوتة، إما لأنها متميزة أو بسبب غياب قرار سياسي عندنا يعيد للدراما تألقها في ظل استمرار جفاف ينابيعها بعدما كانت مقصداً يجمع مختلف الأطياف .

هل تجد أنك قدّمت تجارب إخراجية مهمة؟

هذا طموح لا يزال يراودني على مستوى أهم وأعمق من 5 محاولات متناثرة بينها فيلم قصير ورغم أدائي أدوار بطولة وتجسيدي شخصيات رئيسة إلا أن توق الوقوف خلف الكاميرا يلازمني لاسيما أن ذلك يتوافق ودراستي الأكاديمية.