2012/07/04

عبير عيسى: الشهرة والأضواء والنجومية إلى زوال
عبير عيسى: الشهرة والأضواء والنجومية إلى زوال

دار الخليج

بين سعادة واكبت نجاحها في عملين رمضانيين وحزن عميق يرافقها منذ وفاة زميلها محمود صايمة مؤخراً دار حوار “الخليج” مع القديرة عبير عيسى متطرقاً إلى اختلافها اللافت في “بيارق العربا” و”وين ما طقها عوجة” وتصويرها حالياً مشاهدها في “توأم روحي” قبل الخوض في هموم المهنة و”عدم تحريك المسؤولين ساكناً” حيث تحدثت بألم شديد ضمن التفاصيل التالية:

بماذا تفسّرين عدم حصد المسلسلات الأردنية أصداء جماهيرية واسعة هذا العام؟

الأعمال العربية عموماً لم تأخذ حقها جماهيرياً هذه السنة وذلك بسبب الأحداث السياسية واتجاه الناس إلى متابعة الأخبار بشكل رئيس إلى جانب وجود متاهة في تحديد ما نريد مشاهدته وفي المقابل أعتقد أن 90% مما عرض في شهر رمضان الماضي على الشاشات المختلفة كان دون المستوى ولم يرتق إلى ما يجري في مجتمعاتنا .

أدّيت دوراً جديداً ضمن “بيارق العربا” فكيف تعاملت معه؟

المسلسل بأكمله جميل ومختلف عمّا اعتدنا في أعمال بدوية عدّة وطرح قضية “العرض والأرض” بشكل راق وربما كان لافتاً منح الأدوار النسائية حيّزاً مؤثراً ورأياً بارزاً في خضم الأحداث على عكس السائد في الدراما المتعلقة بالبيئة الصحراوية ولذلك تعاملت مع الشخصية التي جسّدتها من منطلق حضورها الفاعل في محيطها فهي زوجة تقاسمت المسؤولية مع شريك حياتها سواء في مهامه الأسرية أو قراراته السياسية واستطاعت الموازنة بين أنوثتها وسدّها مكانه عند غيابه .

ماذا فعلت من أجل الظهور في نطاق مغاير؟

الممثل الواثق من نفسه يبقى ممتلكاً أدواته أينما وجد لكنه يحتاج إلى نص يحرّكه وهذا ما حصل، فالكاتب طرح محاور منسجمة مع كل شخصية وجعلها قادرة على “اللعب” فنياً، وبالنسبة لي تنقلت عبر الدور بين مناطق ومواقف محفزة على الأداء منها الإصابة بالعمى وإقناع الزوج بأنه “مسحور” وبحث مشكلته مع ابن عمه واتخاذ قرارات حاسمة في العشيرة ومحاولة معالجة إشكالات تواجهها ابنتهما وأنا سعيدة بهذه التجربة التي جمعت نماذج متباينة في سيدة واحدة ذات شأن .

كيف وجدت ردود الفعل على العمل؟

جيدة وكنت أتمنى عرض الأعمال الأردنية على شاشة التلفزيون الأردني وللأسف اعتدنا تجاهل تميّز أبناء وبنات الوطن .

شابت بعض المشاهد إشكالية “تركيب الأصوات” على طريقة “الدوبلاج” وظهور رؤيتين متباينتين فما تعقيبك؟

صوّرت جميع مشاهدي من خلال كاميرا واحدة ولم أرصد تبايناً في الرؤى أما “تركيب الأصوات” فهذا يحدث أحياناً وفي إطار ضيّق إذا حصلت أخطاء أثناء التنفيذ وهكذا ملاحظة إن كانت صحيحة في ظل 30 حلقة لا تؤثر إطلاقاً في جودة النتيجة تأليفاً وإخراجاً وأداء .

هل تفكرين في استمرار “كاركتر” السيدة “الفلاحة” عقب “وين ما طقها عوجة”؟

أولاً فوجئت بحجم التجاوب مع “رافدة” وتقليد طريقة كلامها و”لكنتها” الشعبية وهي بالمناسبة تجربتي الأولى في تقديم شخصية “فلاحة” لها أسلوبها وحالياً نعكف على تحضير جزء ثان يمنح الشخصية مساحة أكبر وأهم وثمّة فكرة جديدة في هذا السياق نعلنها في وقتها .

لماذا لم يحقق “بوابة القدس” النجاح المنتظر؟

كنت أتمنى أن يظهر بصورة أفضل ويلبّي الطموح لاسيما أنه يتطرق إلى قضية مهمة حول النضال الفلسطيني الأردني قبيل وأبّان وبعد النكبة لكن يبدو أن تطلعاتنا كانت أكبر من الواقع والمسؤولية الأولى يتحمّلها المخرج مع وجود ملاحظات على النص .

ماذا عن تصويرك حالياً مشاهدك في “توأم روحي”؟

أجسّد شخصية الجارة المتدخلة في شؤون غيرها والتي تتجه إلى جلسات النميمة انطلاقاً من عدم وجود ما يشغلها، فهي بلا أبناء وزوجها متقاعد وغير مهتم وتفتقد الحياة الاجتماعية حولها ومن يشجعها على تثقيف نفسها ونحن أردنا بيان الأسباب المؤدية إلى حالات مشابهة منتشرة .

كيف ترين انتهاج التجربة نطاقاً بوليسياً غير معتاد في الدراما الأردنية؟

سبق أن قدّمنا تجارب متفرقة في هذا النطاق من خلال المركز العربي ونعوّل على عودة الدراما المعاصرة وعدم حصرنا في الإطار البدوي الذي نتميّز في نطاقه وعلينا التنويع إلى جانبه وأعتقد أن هذه التجربة ستكون في مستوى جيد .

كيف وجدت طرح الأحداث السياسية الآنية في أعمال عربية؟

فاشلة في مجملها لأنها ارتكزت على الإقحام بينما الثورات لاتزال في أوجها ولا يمكن تناولها بموضوعية ورؤية وافية .

كنت من أكثر المتأثرين حيال وفاة الفنان محمود صايمة مؤخراً فماذا تقولين في هذا الشأن؟

نحن زميلان منذ سنوات عدّة وجسّد زوجي في إطلالتنا الأخيرة ضمن “وين ما طقها عوجة” وقبل وفاته بيوم واحد فقط كنت معه ضمن ملتقى اتحاد المنتجين العرب واتفقنا على عقد جلسة في غضون أسبوع من أجل مناقشة الأطروحات حول الجزء الثاني من العمل وفقدناه فجأة، ولكن الأهم الآن أن أولاده وزوجته خسروه، ولذلك فإن جميع ما حصل بعد رحيله من وعود لا يعني شيئاً فالفاجعة أكبر بكثير من كل ذلك وأنا عندما تلقيت الخبر صرخت وبكيت ثم دخلت في صمت ولم أستطع قول شيء وشعرت مجدداً أن “الدنيا سخيفة” لا تستحق شيئاً وكل تداعيات الشهرة والنجومية والأضواء مجرّد عناوين عريضة إلى زوال ونسيان .

خلال تقديمه العزاء أقر رئيس الوزراء بعدم نيل الفن الدعم اللازم وتحدث عن وجود أولويات فما تعليقك؟

لا تعليق! وإنما يجب أن يفهم المسؤولون عدم اقتصار الأمر على موت فنان، وسردهم عبارات النعي وتقديمهم واجب العزاء، واصطفاف مركباتهم الفخمة أمام السرادق، وإنما القضية حالة عامة مزرية تتعلق ب”قتل” الفن الأردني و”دفنه” وربما “المشي في جنازته”!

هل لديك كلمة أخيرة؟

نعم . . أريد سؤال المعنيين: ماذا فعلوا عندما قال الملك عبدالله الثاني “آلمني حال الفنانين”؟ ماذا قدّموا للمجال؟ . . يبدو أنهم غير مكترثين ولا يريدون فناً في ظل حالة “منتكسة” على جميع الأصعدة ورغم إهمالهم سنواصل بقوة وثبات وسنستمر في الدفاع عن حقوقنا .