2012/07/04

«عرائس السكر»: السينما السورية تنافس التلفزيون على دراما «ذوي الإعاقة»
«عرائس السكر»: السينما السورية تنافس التلفزيون على دراما «ذوي الإعاقة»


ماهر منصور - السفير

ذوو الإعاقة مجدداً في مادة درامية سورية. فبعد «وراء الشمس» المسلسل التلفزيوني للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين، تقدم السينما السورية رؤيتها الدرامية هذه المرة، عبر فيلم «عرائس السكر»، الذي كتبته ديانا فارس، وتخرجه سهير سرميني، في ثاني تعاون لهما بعد الفيلم التلفزيوني «لكل ليلاه».

يروي فيلم «عرائس السكر»، بحسب مخرجته سرميني، قصة «الطفلة مروة المصابة بمتلازمة داون سيدروم (منغولية)، حيث تبدأ الأحداث من وقت بلوغ الطفلة وما يطرأ عليها من تغييرات فيزيولوجية. ومن خلال هذه الأحداث سيرصد الفيلم تفاعل الطفلة مع الشخصيات التي حولها وكيفية تعاطي المجتمع معها، ولا سيما إثر الأزمة التي تتعرض لها بعد غياب أمها الحاضنة الوحيدة لها. كما يتابع الفيلم معاناة الطفلة من قسوة الحياة، وممن حولها رغم وجود بعض المهتمين بهذه الحالات».

وأشارت المخرجة سرميني إلى أن «سيناريو الفيلم مر على امتداد سنوات بأكثر من مرحلة لإنضاجه، حيث تمت معايشة حالات شبيهة ببطلة الفيلم مروة، فضلاً عن الاستعانة بالاستشارات الطبية والنفسية اللازمة».

لم تستلهم حكاية «عرائس السكر» السينمائية من حكاية «وراء الشمس» التلفزيونية، في مقاربتهما حكاية أبطالهما، المصابين بمتلازمة الداون. فكلا العملين كتب في وقت واحد تقريباً، وفق ما علمت «السفير»، وما من تقاطع بينها حيث ان الفيلم، خلافاً للمسلسل، يقوم على مقاربة عوالم بطلته وتحولاتها الفيزيولوجية وما يترتب على ذلك من أحداث. إلا أن احتمال التقاطع الجزئي بين العملين يبقى وارداً، ربما لأننا اعتدنا مقاربة قضايا الأطفال ذوي الإعاقة من المنظور الإنساني ذاته. وهو أمر لا يعيب الفيلم لكونه سيخرج للعلن بعد ظهور المسلسل بعامين. فالتشابه وإن حدث لن يكون أكثر من حالة تشابه إبداعي مشغول بالتقاط الواقع. وهو أمر سبق وحدث في الدراما العربية.

بكل الأحوال، ورغم الأحكام الفنية المختلفة بين صناعة الفيلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني، لا مفر لفيلم «عرائس السكر» السينمائي من مقارنة جماهيرية مع مسلسل «وراء الشمس»، ولا سيما إن كانت المخرجة سرميني مهتمة بأن يؤدي دور الطفلة مروة، طفلة من ذوي الإعاقة نفسها، لا ممثلة محترفة، وهو الأمر ذاته الذي فعله المخرج سمير حسين حين استعان بالطفل علاء الدين الزييق المصاب بمتلازمة الداون لتجسيد حالة شبيهة بحالته في المسلسل. وهنا سيكون مطلوباً من سرميني أن تتجاوز الامتحان ذاته الذي خاضه المخرج حسين: أي صناعة ممثل بأداء مقنع.

اليوم تبدأ المخرجة سرميني عمليات الاستطلاع لفيلمها، وعيناها على النجاح الذي حققه مسلسل «وراء الشمس»، وربما أيضاً على ما أنجز عالمياً في هذا الخصوص، فأي جديد يمكن أن يحمله «عرائس السكر» وهو مطالب اليوم برؤية إخراجية ومقاربة فكرية مختلفتين، تشكلان استحقاق الفيلم الرئيسي؟

يذكر أن الفيلم الروائي «عرائس السكر» هو باكورة إنتاجات «المؤسسة العامة للسينما» في الموسم 2012.