2012/07/04

«عرائس السكر» في أيام تصويره الأولى .. سهير سرميني : نتناول حالات غير مطروقة سابقاً
«عرائس السكر» في أيام تصويره الأولى .. سهير سرميني : نتناول حالات غير مطروقة سابقاً


فؤاد مسعد – الثورة

(شو .. كيف أنا آنسة سهير .. ظبط ؟..) بهذه العبارة التي تحمل في طياتها الكثير من الترقب والدهشة سألت (مروة) المخرجة سهير سرميني في نهاية مشهد صورته عن مستوى أدائها فيه وإن أبلت من خلاله حسناً ..

‏‏

(مروة) طفلة مُصابة بمتلازمة داون وهي بطلة فيلم (عرائس السكر) الذي انطلقت عمليات تصويره يوم الأربعاء الماضي حيث دارت كاميرته في منزل يفيض دفئاً وحميمية وبساطة في منطقة (مهاجرين جادات) ومن خلاله يمكن مشاهدة دمشق بكل ما تحفل به من جمال وأصالة وروعة ، الفيلم سيناريو الكاتبة ديانا فارس وإخراج سهير سرميني في أولى تجاربها الإخراجية السينمائية والثاني تلفزيونيا بالتعاون مع الكاتبة ديانا فارس .‏‏

يؤدي الشخصيات كل من الفنانين : سلمى المصري ، لمى إبراهيم ونجلاء الخمري وعدنان أبو الشامات وغادة بشور ولأول مرة الفنان المطرب سامر كابرو وتقوم مروة الجابي بتجسيد دور الطفلة التي تحمل حالة الداون . وتم الاستعانة بمشرفة متخصصة ترافقها أثناء التحضيرات والبروفات وخلال فترة التصوير (نبال عوض) ، والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، ويتناول حكاية طفلة مُصابة بمتلازمة داون والظروف التي تمر بها من خلال المحيط ومعاناة والدتها لها .. حول الفيلم والخصوصية التي يحملها ، كان لنا هذا اللقاء مع مخرجته سهير سرميني حيث تحدثت بداية عن محوره الأساسي قائلة :‏‏

سبق وقُدِمت (متلازمة الداون) في أكثر من دراما عربية ومنها الدراما السورية ، لكنها تُقدم سينمائياً في (عرائس السكر) للمرة الأولى ، حيث نطرح من خلال الفيلم تفاصيل أكثر عبر تناول حكاية فتاة ابتدأنا معها من سن البلوغ وكيف أنه شأنها شأن أي فتاة أخرى طبيعية من الناحية الفيزيولوجية ، لكن قد تجد ضعاف نفوس الذين ينظرون إليها بشكل آخر ، وسلّطنا الضوء على المعاناة التي تعيشها في البيئة والمدرسة والمجتمع من خلال من حولها من أشخاص ، وقد يكون هناك تطرق بسيط لموضوع الدمج . وتكون الفتاة ضمن عائلة الوالد فيها متوفى ووالدتها تهتم بها إلى أبعد درجات الاهتمام ، ولكن النكبة الكبيرة تحدث في حياتها عند فقدان الأم الراعي الوحيد لها .. وبالتالي الأطفال المصابون بمتلازمة داون إن لم يكن أحد الوالدين موجوداً معهم فأين سيكونون ؟.. من خلال الفيلم نطرح هذا السؤال في النهاية ، فالفيلم يحمل رسالة إنسانية هادفة ويقدم التوعية للمجتمع وللأهالي الذين لديهم أطفال مصابين بمتلازمة داون ، خاصة أننا رأينا خلال البحث حالات لا إنسانية وحالات لا يُحكى عنها وغير مطروقة ، فلا أحد يسمع بما يجري لهؤلاء الأطفال ، فأحببنا إلقاء الضوء عليها .‏‏


إلى أي مدى هذه الحالات التي وصفتها بـ (لا يُحكى عنها وغير مطروقة) سنراها في الفيلم ؟‏‏

من المؤكد أنها موجودة ، ولكن أفضل ألا أفصح عن التفاصيل التي تمر بها (مروة) ، إلا أنه يمكنني القول: إن هناك طرحاً جديداً وجرأة سنلمسها من خلال أحداث الفيلم .‏‏


كيف تم انتقاء مروة ؟‏‏

تم انتقاؤها بعد مشاهدة العديد من الحالات ، فأثناء كتابة النص وخلال الجولات الميدانية التي قمت بها أنا والكاتبة ديانا فارس رأينا الكثير من الأطفال الذين لديهم هذه الحالة ، وكانت مروة الأكثر ادراكاً وشعرت أنه يمكنني التعامل معها وتطويعها كما أريد في الفيلم، وظهر ذلك جلياً من خلال البروفات ، وبقيت على تواصل معها منذ بداية كتابة النص أي منذ مدة سنتين ونصف لأعمق العلاقة بيننا بشكل أكبر ما انعكس بشكل إيجابي أثناء البروفات والتصوير .‏‏

مروة بطلة أولمبياد في السباحة وعندما أجروا معها لقاء ذكرت أنها ستشارك في فيلم وبالتالي لديها رغبة كبيرة في ذلك . وعندما بدأنا البروفات كانت بعد كل بروفا تنظر إلي في ترقب لما سأقول ، فإن بقيت صامتة وأظهرت أن ما قُدم لم يعجبني كانت تسألني (شو .. كيف أنا آنسة سهير .. ظبط ؟..) .‏‏


ما آلية التعامل معها أمام الكاميرا ؟‏‏

كانت هناك استشارات طبية ونفسية كثيرة حول هذه الحالات، إضافة إلى أنه تم تدريب الفتاة عبر بروفات مكثفة مع الممثلين الذين ستقف أمامهم وكانت متجاوبة جداً كما أنه ليس لديها مشاهد تتضمن جملاً كلامية كثيرة فسيكون أداءها فعل أكثر منه كلام ، وقد استعنا بمشرفة متخصصة لترافقنا فترة التصوير .‏‏

كُتِب العمل بداية ليتم تصويره كفيلم تلفزيوني ولكن اليوم نراه وقد أصبح فيلماً سينمائياً ، فكيف جرى تحويله ليتلاءم مع الوضع الجديد ؟‏‏

أخذ الفيلم مني ومن الكاتبة ديانا فارس مدة سنتين ونصف للتحضير ، وقُدم بداية ليكون فيلماً تلفزيونياً وكانت هناك احدى المنظمات قد دعمته ليكون من إنتاجها ، ولكن لظرف ما لم يتحقق ، وتم تقديمه فيما بعد للسينما وطُلِب تغير صيغته من سيناريو تلفزيوني لسيناريو سينمائي وهي مسألة تتعلق بالنص المكتوب عبر تكثيف الحوار لصالح الصورة البصرية ، واشتغلت الكاتبة بهذا الاتجاه وقُدم للمؤسسة السينما وتمت الموافقة عليه .‏‏


كيف تصفين التعاون بينك وبين ديانا فارس ؟ وهل يرتقي لمستوى الشراكة ؟‏‏

هناك شراكة فيما بيننا وتوافق فكري وكأن عمل كل منا يكمل بعضه البعض ، وبعد الفيلم الأول (لكل ليلاه) وجدت أنه يمكننا عبر هذا الفيلم الإنساني (عرائس السكر) أن نجد صيغة نوصل من خلالها ما نريد إيصاله ، فلم أفكر بأنني مخرجة أو بأنها كاتبة كما أنني لاأستأثر بالنص وإنما نتناقش لنصل إلى النتيجة الملائمة .‏‏


أين تكمن خصوصية المكان الذي اخترته ليكون منزلاً لعائلة الطفلة ؟‏‏

دائماً أفضل اختيار الأماكن الغنية التي يمكن توظيفها درامياً في عملي ، والحالة التي نتناولها تعيش في حارة شعبية ، وحتى الدرج الصعب في المنزل يضيف إلى معاناة الأم إضافة للجمالية البصرية التي توثق للمكان في دمشق . وقد غيرت كثيراً بالمنزل فهناك جدران تمت إزالتها ليكون أمامنا محور حركة داخل المنزل ، واشتغلت على الحارة وهناك ربط مع الحارة الأخرى أيضاً .‏‏

في أغلب ما قدمت صورت الشام بخصوصية مختلفة .. فكيف ترى كاميرتك الشام ؟‏‏

أراها بشكل بصري جميل ، ويسحرني فيها ما له علاقة بالتراث والأصالة وما له علاقة بالحداثة والتجديد ، فالمنظر الجميل يشدني بكل تفاصيله .‏‏