2012/07/04

عرض «كل عارٍ وأنت بخير»... بين ماضٍ.. ومستقبل.. الحاضر المنسي..
عرض «كل عارٍ وأنت بخير»... بين ماضٍ.. ومستقبل.. الحاضر المنسي..

مانيا معروف - الثورة

ثلاثة.. بثلاثة هي مساحة مسرحهما.. /الخشبة/ مكان لا يحقق من شروط العرض المسرحي.. سوى الموهبة

والإصرار.. على عشق المسرح على طريقتهما.. الأخوين ملص.. (أحمد - محمد) والانطلاق من فضاء هذه الغرفة /المسرح/ إلى العالمية..

عرضهما المسرحي الجديد /كل عارٍ وأنت بخير/ هو الحدث ومكانهما الذي احتضن الجمهور غرفتهما التي تشعرك

بحميمية المكان.. الذي يجعلك على ضيقه تراه أرحب من صالة عرض مسرحي.. لأنها تحمل روحين تحملان العشق

للمسرح.. وليكون عرضهما أيضاً فعلاً مسرحياً.. لا ردة فعل - كما يقولان-.‏

«كل عارٍ وأنت بخير» هو الخطوة الثالثة بعد عرض ميلو دراما وتظاهرة الغرفة.. العرض يتحدث عن شاعر وعسكري..

تجمعهما غرفة صغيرة.. لكل منهما عالم أحلامه وخياله في تحقيق شيء من هذا العالم.. شاعر يطمح بالعودة إلى

الماضي.. لعله يستعيد ذاك الزمن ويحقق مالم يستطعه في شبابه.. الذي مضى.. أما الشخصية الأخرى

«العسكري» فيكون تطلعها نحو المستقبل وما فيه من انتصارات ولكن.. مستقبل.. وماض.. منسي بينهما حاضر، ربما

تناسيا عن قصد أو دونه أن يعيشاه بكل تفاصيله، فهل استحضار الماضي.. عزا، لحاضر غير محقق كما سبقه..

والتطلع إلى مستقبل بعيد ربما لا يصلانه.. بل ينظران و يحلمان.. عبر هذا العرض بأدواته الديكورية البسيطة.. ينسج

لك عالمين من ذاتك أنت.. فربما هناك في دواخلنا.. شيء يلتفت دائماً إلى الماضي.. ويتطلع نحو مستقبل قادم

وينسى أن يعيش اللحظة... التي إن عبرت فهي ماض.. لاعودة.. يستفزك العرض بمفرداته، التي تقسو أحياناً.. وتلين

حين تتحول الذكريات.. إلى حنين في حياة كل من الشاعر والعسكري.. ذاك يعيش على رفات تلك العلاقة، والآخر

يأمل أن يجمعه القدر بحبيبته في المستقبل عبر هاتف فقد حرارة اللحظة يكون الاتصال الذي يكثف شعوراً بفراغ

حياتهما دون - أنثى - وكأن انتشال كل واحد منهما.. من حالة ضعف.. الآخر يوجه مسدساً... يحمله العسكري إلى

رأس الشاعر /يوسف/ ليخرج من ضعفه ويتحدث إلى حبيبته.. ونزار /العسكري/ أيضاً يوجه إلى الشاعر مسدسه

ليواجه حبيبته عبر الهاتف.‏

فمن ضعفهما استمدا القوة المفقودة والأمل المفقود ليواجها حقيقة نسيان اللحظة.. هو المبكي المضحك.. الذي

يراوح بين تعليق زينة العام على خيبات احتوتهما بين رقص وضحك.. وحزن وبكاء.. يختفي ضيق المكان.. ليتقد في

مواجهة الذات.. ويطرح أمامك تناقضاً واختلافاً بين كلتا الشخصيتين.. ولكن يجمعهما المكان الخيبات وربما التطلعات

التي لم تحمل لهما سوى الخيبة حتى في الاسم.‏

كل عار وأنت بخير» يحمل عنوانه الكثير من التساؤلات.. والإجابات.. على خيبات رغم تراكمها فإننا لا ننفك في نهاية

كل عام أن نردد أمنياتنا /كل عام وأنت بخير/ نص الأخوين ملص.. من تأليفهما وإخراجهما وتمثيلهما.‏