2012/07/04

علاء الدين الشعّار: "الظرفاء" محاولة لتقريب الأطفال من تراثهم
علاء الدين الشعّار: "الظرفاء" محاولة لتقريب الأطفال من تراثهم

مرهف زينو - بلدنا


«الظرفاء».. قراءة معاصرة للموروث الشعبي
علاء الدين الشعّار: الدراما والسينما السوريتان لم تهتما بقضايا الأطفال

أنهى المخرج السينمائي والتلفزيوني علاء الدين الشعار أخيراً كافة العمليات الفنية على مسلسله الجديد الذي يحمل عنوان «الظرفاء» عن نص للكاتبة جمانة نعمان ومن إنتاج الفضائية التربوية السورية، وذلك بمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية، إضافة إلى عدد من الأطفال.

«بلدنا» التقت مخرج العمل الذي تحدث عن جديده، إضافة إلى إضاءة بعض الجوانب من تجربته السينمائية والتلفزيونية. يتحدث العمل عن الظرفاء في الموروث الشعبي، وعن الشخصيات التي كان لها الأثر في هذا الموروث، وذلك من نوادر جحا وأبي دلامة وأشعب.. مروراً ببخلاء الجاحظ و نوادر أبي نواس وطرائفه.

هل يمكن القول إن «الظرفاء» عمل تراثي شعبي يستمد مادته من التاريخ العربي وبعض شخصياته؟

ليس تماماً. صحيح أن العمل يستمد مادته الأساسية من التراث، لكنه عمل معاصر أيضاً، هو محاولة للربط بين الأفكار المعاصرة والأفكار الشعبية القديمة، بهدف خلق حالة من المتعة عند المشاهد. وهو أيضاً محاولة لمد الجسور بين واقعنا الحالي والأحداث التاريخية والحكايا القديمة الشهيرة. العمل موجه أساساً للأطفال ويهدف إلى لفت اهتمام الأطفال وتحفيزهم على المطالعة والبحث عن الموروث التاريخي المتمثل بعدة محطات من تاريخنا العربي والمشرقي على وجه الخصوص.



كيف يقدم العمل هذه المقولة، خاصة أنه موجه إلى شريحة مهمة من شرائح المجتمع، يتطلب التعامل معها ومخاطبتها أسلوباً خاصاً ولغة خاصة؟

العمل أساساً موجه إلى الأطفال، لكن ذلك لا يعني أنه يخص كافة أفراد العائلة. إنه في أحد أوجهه وصفة تربوية رشيقة وشائقة، لكنه يصلح لكل أفراد العائلة، بفضل ما يحتويه من مادة تاريخية تقدم المتعة والفائدة للجميع.
أماّ عن الخط الدرامي للعمل، فهو يقدم حكاياته من خلال قصة الطفلة-شادن- البالغة من العمر 12 عاماً.هذه الطفلة مولعة بالقراءة بفعل تأثير شخصية والدها القارىء النهم الذي يمتلك مكتبة ضخمة، حيث تجد الطفلة شادن ضالتها من القصص والحكايا، فتقوم بقراءتها وعرضها على مسامع زميلاتها، كي تشجعهم على القراءة، وهي أثناء عملها هذا تسرحُ بخيالها الخصب بين عوالم القصص وتنتقل من حكاية إلى أخرى؛ لنرى هذه الشخصيات مُجسدة من خلال مشاهد تمثيلية تحكي لنا حياة هذه الشخصيات ومن عاصرها من الحكام والخلفاء والعلماء..وغيرهم، إضافة إلى أنها تقدم صورة للحياة خلال هذه العصور المختلفة؛ فنرى المجالس والأسواق وغيرها من مظاهر الحياة المختلفة التي لطالما سمعنا وقرأنا عنها.


من المعروف أن قسماً كبيراً من أعمالك السينمائية والتلفزيونية موجه إلى الأطفال و يناقش بشكل أو بآخر قضايا الطفولة، كما رأينا في: النجمة، أحلام أسامة، وادي الكسلان، ذاك الحنين.. وصولاً إلى آخر أفلامك: رقصة الغراب..والآن في الظرفاء. ألا تعتقد أن الإصرارعلى التطرق إلى هذا الموضوع دائماً يوقعك في مطب التكرار والنمطية؟

أنا لا أعتقد أنني أكرر نفسي. صحيح أن قسماً كبيراً من أعمالي يعالج قضايا ترتبط ارتباطاً وثيقا بالطفولة، لكنني كنت أحاول دائماً طرحها ضمن إطارإنساني عام وليس ضمن حدود ضيقة تخصُّ فئة محددة.
خذ مثلاً في فيلم «رقصة الغراب»، لقد عالجت جانباً من معاناة الطفولة عبر شخصية اليافع الأصم سعيد ومحاولته تغيير واقعه لكي يتمكن من العيش مع أقرانه بشكل طبيعي، وكيف استطاع في النهاية تجاوز مرضه...

أليس هذا الأمر قضية إنسانية شاملة تخصنا جميعاً؟ ألا يشير إلى سعينا الدائم للخروج خارج شرطنا الإنساني الذي يتسم بالمعاناة والسعي نحو الأفضل؟


ما يدفعني إلى التركيز على موضوعات تخص الطفولة، هي قناعتي بأن السينما والدراما التلفزيونية السورية لم يوليا هذا الجانب ما يستحقه من اهتمام؛ فالأعمال التي ناقشت قضايا الطفولة قليلة جداً، وهي في معظمها أعمال برامجية وليست درامية أو سينمائية.
هذا إضافة إلى أنها تُعدُّ وتنفذُ بين الجدران.
ثمة مسألة أخرى في هذا الجانب، هي مسألة شخصية، فأنا أعتبر أنني ما زلتُ طفلاً، وأعتقد أن معظمنا لديه هذا الشعور الرائع، أنا بطبيعتي أحب الأطفال وقضاياهم، بل وأحب العمل معهم أيضاً، ولقد كانت تجاربي في هذا المجال ممتعة وناجحة..تماماً كما في هذا العمل الجديد؛ إذ هناك مجموعة من الأطفال الممثلين الموهوبين الذين يشاركون في العمل جنباً إلى جنب مع عدد من نجوم الدراما التلفزيونية.

كيف تقوم باختيار الأطفال المشاركين في أعمالك، وكيف تتعامل معهم أثناء تنفيذ العمل، خاصة أنهم من غير المحترفين ولا يمتلكون أية خبرة أو تجربة في التمثيل من قبل؟

في كل أعمالي، كنت دائما أحرص على الدقة في اختيار الأطفال وأمضي وقتاً طويلا ً في البحث عن الأفضل والأكثر موهبة، وكانت هذه المهمة صعبة دائماً.. بعد ذلك أقوم بتدريبهم لفترة طويلة، حتى يصلوا إلى مرحلة يستطيعون فيها تجسيد أدوارهم التي لم تكن سهلة على الإطلاق.أعمال الأطفال صعبة، لأن نجاحها يكمن في نجاح التعامل مع الطفل الذي يشارك في التمثيل، لذلك كنت أحاول خلق علاقة صداقة مع الطفل لكي أستطيع التعامل معه بكل محبة واحترام، لأن كل طفل يمتلك مزاجية خاصة؛ لهذا السبب أقوم قبل البدء في تصوير المشاهد بقطع الخيط بين الوهم والحقيقة لأمنح الطفل الشعور بالارتياح، خاصة أنه يشعر بالخوف والرهبة من الوقوف أمام الكاميرا.


نلت العديد من الجوائز المحلية والدولية. ماذا تعني لك الجوائز؟ وهل تتوقع لهذا العمل الجديد الحصول على المزيد منها؟

الحصول على جائزة مسألة مفرحة لأي مبدع وفي كل المجالات، لكنني لا أعتبرها المقياس الأساسي والكافي للنجاح وجودة العمل، خاصة أن هناك معايير وجهات مختلفة تتحكم فيها وفي منحها. أماّ عن مسلسل «الظرفاء»، فأتمنى فقط أن يحقق النجاح، بغض النظر عن الجوائز وغيرها.

بطاقة العمل

- الظرفاء: تأليف جمانة نعمان، إخراج د.علاء الدين الشعار
تمثيل: أندريه سكاف، مانيا نبواني، فاروق الجمعات، سهيل حداد، أمين الخطيب، والأطفال: مايا رومية، أرتين كوركيان، ربى قرقماز.