2013/06/21

علي جابر: التلفزيون صناعة وليس صندوق هبَل
علي جابر: التلفزيون صناعة وليس صندوق هبَل


فاتن حموي – السفير


يعرفه الجمهور العريض كأحد أعضاء لجنة تحكيم «آرابز غوت تالنت». أمّا في الوسط المهني، فيشهد لمدير عام قنوات مجموعة «أم بي سي» علي جابر بكونه واحداً من أبرز صنّاع التلفزيون في العالم العربي. حصل جابر على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من «الجامعة الأميركية في بيروت» العام 1984، ولاحقاً الماجستير في الاتصالات العامة من «جامعة سيراكيوز» في الولايات المتحدة الأميركية العام، والدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانيّة. عمل رئيساً لمراسلي وكالة «دي بي آي» الألمانية، ومراسلاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، قبل أن يتولّى تأسيس «تلفزيون المستقبل» في العام 1992. انضمّ إلى قناة «دبي» العام 2004، ليشرف على إعادة هيكلتها، ويفتتح في عهده قنوات «سما دبي»، و«دبي الرياضية»، و«دبي وان». ويتولّى منذ العام 2008 منصب عميد «كلية محمد بن راشد للإعلام» في «الجامعة الأميركية في دبي»، ومنذ العام 2011، إدارة قنوات مجموعة «أم بي سي».

تجربة جابر الغنيّة نابعة من شغف حقيقي بتلك الصناعة، وذلك ما يبدو واضحاً في كلامه. يقول إنّ التلفزيون لم يعد «صندوق هبل» بل مادة تعليمية، وفي «المستقبل سيكون مادة تثقيفية للأطفال وسيُعتمد عليها في الصناعة التربوية». برأيه فإنّ التلفزيون قادر أكثر من السينما على جعل المشاهدين يفكّرون في أكثر من اتجاه ومسار.

يرى جابر أنّ الشاشات اللبنانية تغوص في لبنانيتها أكثر من اللزوم، وأنّها لم تعد قادرة على إنتاج برنامج يستطيع السفر إلى العالم العربي، باستثناء بعض البرامج الترفيهية. «تسويق البرامج يجب أن يمرّ بأسواق كبيرة مثل مصر والخليج، لذلك يقع على عاتق صنّاع البرامج اللبنانيين الخروج بها من لبنانيتها الزائدة، وتقديمها بلغة يفهمها كل العالم العربي من مصر إلى شمال أفريقيا إلى الخليج».

بالنسبة لجابر، فإنّ توليه إدارة قنوات مجموعة «أم بي سي» امتحن قدرته على إدارة تلفزيون ضخم يتمتع بشعبيّة كبيرة، ومنحه فرصة العمل مع فريق محترف جداً، ولديه قدرة إبداعيّة هائلة. «»أم بي سي» هي المحطّة الأولى في العالم العربي. لستُ أنا مَن جعلها الأولى، لكنّ وجودي فيها يعزّز ثقتي بنفسي. خلال عملي في قناة «دبي» لم يكن توجه القناة تجارياً بحتاً، فالسياسة كانت تطغى على ما عداها، والإعلام المسيّس هو إعلام غير حقيقي. الإعلام الحقيقي برأيي هو ذلك الذي يلبّي الخدمات المطلوبة منه، إخبارية كانت أو ترفيهية، وإذا لم نعطِ زبائن التلفزيون ما يريدون فهذا يعني الفشل».

تحتكر «أم بي سي» الجزء الأكبر من سوق الترفيه العربي، سواء في موسم رمضان، أو من خلال برامج الهواة. ساهمت «أم بي سي» في تكريس طفرة برامج الهواة، التي تشغل بال الجمهور لأشهر. مشاركة نجوم الغناء العرب في لجان تحكيم تلك البرامج، جعل كثيرين يعتبرون أنّ هؤلاء صاروا أشبه بموظّفين لدى «أم بي سي». من جهته، يرى علي جابر أنّ استقطاب الفنانين في لجان تحكيم تلك البرامج حالة صحية: «الربح متبادل بين الفنانين والمحطات التلفزيونية، فنحن نستخدم نجومية الفنان كي نؤمّن لهذه البرامج اهتماماً مباشراً وكبيراً منذ لحظة الإعلان الأولى عنها، والفنان من جهته موجود عبر منبر ليخاطب شريحة كبيرة من الناس أسبوعيا، وهو رابح معنوياً ومادياً». يستغرب السجال الدائر حول استبدال حضور الإعلاميين على الشاشة، بنجوم الغناء. يرفض استخدام تعبير «الإعلامي النجم»، ويسأل ماذا تعني كلمة إعلامي، وما الفرق بين الإعلامي والصحافي أو المذيع؟ ويضيف: «العمل التلفزيوني هو تواصل، والمكان فيه مفتوح لكلّ شخص يستطيع مخاطبة الجمهور عبر أدوات إخبارية أو برامج ترفيهية ويتمتع بكاريزما عالية، ومعلومات عدّة. ولا ننسى أن الناس تحبّ مخاطبتها بلغتها دون إهانة ذكائها، ولا أحد يتعلّم أن يكون إعلامياً».

يعلن جابر أن برنامج «آرابز غوت تالنت» في موسمه الثالث سيُعرض مباشرة بعد شهر رمضان المبارك. ويقول لـ«السفير» إنّ الممثل المصري أحمد حلمي سينضمّ إلى لجنة تحكيم البرنامج، إلى جانبه، والفنانة نجوى كرم، والممثل ناصر القصبي. أمّا بالنسبة إلى شبكة برامج رمضان فيقول إن الخطة لا تكتمل قبل اليوم الأخير: «نأخذ وقتنا بتطريز الشبكة لأننا نخوض أكثر من معركة على أكثر من جهة عبر قنواتنا». يضيف جابر أن مشروع «أم بي سي ـ الأردن» لم يعد مدرجاً ضمن خطط المجموعة، في حين أنّها تستعدّ لإطلاق «أم بي سي ــ شمال أفريقيا».

وحول الخلافات بين الفنانين راغب علامة وأحلام في برنامج «آراب أيدول» يؤكّد جابر أنّه اضطر إلى التدخل لفض الخلافات أكثر من مرة: «أرى أنّ هذه الخلافات لا تليق بهذين النجمين الكبيرين، لكنّ «أم بي سي» ليست مسؤولة عمّا يدور خارج إطار شاشتها».

ما الذي يتمنّى جابر أن يشاهده على الشاشة؟ يقول إنّه يطمح الى مشاهدة الدراما البوليسية، على نمط شارلوك هولمز، ومسلسل «المفتش» لوحيد جلال الذي كان يعرضه «تلفزيون لبنان». «الدراما تدخلك في التفكير، ولكن إنتاج هذا النوع من المسلسلات يتطلّب نصاً عظيماً وإنتاجاً هائلاً، وهذه الثنائية غير ممكنة تجارياً في الوقت الحالي». يضحك لدى سؤاله عن عودته إلى العمل في لبنان، معلّلاً السبب بأن الإنسان ينظر إلى الأمام، وأنّه موجود حالياً في أكبر محطة عربية: «هذا آخر الطموح، إلا إذا قرّرت تغيير طبيعة عملي».