2012/07/04

 عماد جلول: مسرح الإمارات يتصدر المسارح الخليجية
عماد جلول: مسرح الإمارات يتصدر المسارح الخليجية

جمال آدم - الشارقة

تعتبر مديرية المسارح والموسيقى في سوريا واحدة من المؤسسات المسرحية الراسخة وربما كانت الأبرز على الصعيد الرسمي وهي تتبع مباشرة لوزارة الثقافة، وهي مسؤولة عن إنتاج أغلب العروض المسرحية التي يتم تقديمها على مدار العام في المشهد المسرحي السوري، وقد تعاقب عليها العديد من المديرين الذين جاؤوا عقب تقاعد الفنان القدير أسعد الفضة الذي يعد أحد أبرز من ترأس هذه الدائرة التي تعتبر صانعة للكثير من نجوم المسرح السوري.

وتشرف الدائرة التي يرأسها الآن عماد جلول على العديد من المهرجانات المحلية والعربية التي تقام في سوريا كل عام وعلى رأسها مهرجان دمشق المسرحي أحد أعرق المهرجانات المسرحية العربية، وبالإضافة إلى مهرجان الشباب المسرحي العربي السنوي الذي تستضيفه محافظة سورية كل عام، ويبرز اهتمام الوزارة بتنشيط العملية المسرحية من خلال مديرية المسارح والموسيقى واهتمامها النوعي بكل ما له علاقة بالحركة المسرحية في سوريا، فيما كشف جلول عن أن هناك موسماً مسرحياً كبيراً هذا العام وبأن المديرية بصدد إيجاد مسرح قومي في كل محافظة سورية خلال السنوات الأربع المقبلة، حيث سيكون هناك مجال لكل العاملين بالمسرح في سوريا للعمل في فضاء هذه المسارح المنتشرة.

«الحواس الخمس» التقى جلول ضيف أيام الشارقة المسرحية هذا العام، مسلطاً الضوء على واقع مهرجان المسرح السوري والعلاقات المسرحية السورية الإماراتية المشتركة.

ماذا عن مشروع المسارح القومية التي ستكون حاضرة في مختلف المحافظات السورية المواسم المقبلة، وإلى أي حد تبدو هذه الخطوة ملبية لطموحات الشارع السوري؟

المسرح القومي هو العصب الذي يربط العملية المسرحية في سوريا، وهو أقدم المؤسسات الرسمية وقد تعاقب على إدارته أهم الأسماء في المشهد المسرحي السوري، ويقدم من خلالها الكثير من الأسماء والطاقات الإبداعية الجديدة، وفي سوريا ثمة توجه من قبل الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة ان يكون المسرح في متناول الجميع وان يشعر كل مواطن بأن هناك مسرحاً قومياً يجهز العروض المسرحية ويقدم الطاقات الشابة ويشرف على مستقبل العملية المسرحية بكل محافظة، وهذا سيؤدي حتماً إلى تراكم الأعمال المسرحية والخروج بنتائج لافتة على صعيد المنظور المستقبلي للعمل المسرحي في سوريا بهدف إنعاش المسرح في كل مكان في أرض سوريا.

وإلى أي حد تراهنون على وجود خبرات مسرحية في المحافظات السورية كي ترعى هذا المشروع وتطلقه؟

الخبرات المسرحية لم تكن في يوم من الأيام حكراً على العاصمة بل كانت هناك أرقام مذهلة وحقيقية لمسرحيين متمكنين وبارعين في كتابة نصوص مسرحية وتمثيلها وإخراجها، وغالباً هناك مهرجانات محلية في أمكنة متعددة في سوريا وكلها تقام بخبرات محلية لا تتدخل المديرية فيها الا من باب المساعدة في المعدات كأجهزة الصوت والإضاءة وخلاف ذلك، ولكن أعود وأؤكد أن الخبرات المسرحية السورية متميزة للغاية في المحافظات وهي ستجد بوابة لنشاطاتها كلها قريباً.

يقال إن الأجور التي تعطى للفنانين السوريين وللمسرحيين تحديداً من خلال المديرية والأعمال التي تنفذ من خلالها قليلة بل شحيحة وأنها لا تعبر عن الجهود التي تبذل في هذه الأعمال، الى أي حد تجدون في هذا الأمر علاقة بابتعاد المسرحيين عن مسارحهم ورحيلهم صوب مسرح القطاع الخاص مثلاً؟

حقيقة قد لا تكون الأجور تعبيراً حقيقياً عن الجهود التي تبذل في كل مسارح الكون وليس في سوريا فقط، مع العلم أن الأزمة المادية التي تعصف بالمسارح عالمية وليست محلية فقط وسط تراجع مستوى الإنفاق على المسرح وتعاظم دور الأزمات المالية في كل مكان، ولكنها في سوريا ليست شحيحة أو قليلة ونحن نحاول تقديم كل ما استطعنا من دعم لرفع الأجور والمكافآت بما ينسجم مع الميزانيات الموجودة لدينا، وأدعي ان الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة يشدد على أهمية ان نجزل العطاء للفنانين المبدعين والمجتهدين وهو يسعى دائماً منذ أن تولى الوزارة إلى بذل المزيد من الجهود لجعل الحركة المسرحية ذات حضور فاعل ومتميز وأن يكافئ المسرحيون بأفضل الأجور، وهو في النهاية قريب جداً من الوسط المسرحي ومعروف عنه شهرته كاتباً ومخرجاً ومنشطاً مسرحياً في سوريا وله حضور طيب في المشهد المسرحي العربي والدولي على حد سواء.

هل هناك تحضيرات ما لمهرجان دمشق المسرحي في الموسم المقبل؟

مهرجان دمشق يقام كل عامين مرة، وثمة نية لأن يكون كل عام بحيث يتاح لأكبر قدر من العروض المسرحية المشاركة كل عام في تظاهرة عربية تعتبر الأقرب لقلوب المبدعين العرب، ذلك ان لمهرجان دمشق السبق في جعل العرب يجتمعون على مائدة المسرح من خلال هذا المهرجان، ونلفت هنا ان اللقاء سيتجدد العام الحالي ولكن ليس من خلال مهرجان دمشق بل عبر بوابة الهيئة العربية للمسرح التي ستقيم في شهر يناير المقبل مهرجان المسرح العربي في دمشق، حيث سيصار إلى عقد قمة عربية مسرحية مصغرة في دمشق بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الذي وجه بأن يكون هناك مهرجان مسرحي كل عام في بلد عربي ونحن بالاتفاق مع الهيئة العربية للمسرح نسعى إلى أن تكون هذه التظاهرة هي الأكبر والأبرز عربياً في دمشق بالتنسيق والمتابعة مع أمينها العام إسماعيل عبدالله، وعلى أن تستفيد من كل المعطيات المتوفرة التي تضمن مهرجاناً مسرحياً متميزاً بإذن الله.

أنت من المتابعين لحركة المسرح الإماراتي الآن وذلك من خلال حضورك عدة مرات الفعاليات المسرحية المختلفة التي تجري في الشارقة ودبي والفجيرة وأبوظبي، كيف ترى حال المسرح الإماراتي وما الجهود التي تبذلونها من أجل تحقيق تواصل مع المشهد المسرحي الإماراتي من دمشق؟

المشهد المسرحي الإماراتي مختلف عن الآخر الموجود في باقي الدول الخليجية ولا نغالي إن قلنا إن المسرح الإماراتي يعتبر الآن في موقع الصدارة بين المسارح الخليجية وفي موقع متقدم عربياً، وذلك للدعم الكبير الذي يقدم له من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وفي كل الحالات نحن نتابع بحب هذه النهضة الخلاقة التي تنظوي على أربعة مهرجانات سنوية ونحرص على أوثق الصلات مع المسارح الإماراتية من خلال الدور الكبير لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومن خلال الهيئة العربية للمسرح وهيئة الفجيرة للثقافة ونؤكد أن الإمارات شريك استراتيجي لسوريا في مجال المسرح والفن والثقافة وثمة أوثق الصلات الموجودة والذي توج بتكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كشخصية العام المسرحية في مهرجان دمشق المسرحي العام الماضي، وجدت ترجمة لها على أرض الواقع وقد قمنا بتحقيق صلات مع مهرجاناتنا ومهرجانات الإمارات، وكما حدث مثلاً بين مهرجان المونودراما في اللاذقية ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.