2012/07/04

عمرو واكد: إنها معركة كرامة
عمرو واكد: إنها معركة كرامة

المعتصم بالله حمدي: دار الخليج

من يعرف الفنان عمرو واكد عن قرب يدرك جيداً أنه بالمفهوم الشعبي “ثورجي”، فهو يؤمن كثيراً بمبادئ الديمقراطية

ويعشق الحرية، لذلك كانت مشاركته البارزة في ثورة 25 يناير أمراً طبيعياً، ورغم اعتقال شقيقه لمدة يومين من قبل

جهات أمنية، إلا أنه لم يتوقف عن حماسه لبلده الذي يرى مستقبله مشرفاً شرط تكاتف أبنائه، كما أكد لابنه أن مصر

أقل من فرنسا التي تحمل زوجته جنسيتها . عمرو واكد يتحدث في هذا الحوار عن الوضع الراهن ليست

هل كان نجاح ثورة يناير مفاجئاً بالنسبة لك؟

بصدق ومن دون مبالغة، انتابني التفاؤل يوم الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، وبالتحديد عندما بدأ

الأمن في الانسحاب، وعلمت وقتها أن الدولة الأمنية لن تعود مرة أخرى وأن الرئيس لن يصمد كثيراً لأن النظام أصبح هشاً وقابلاً للسقوط في أي لحظة

ألم تخش من الأمن والتعرض للأذى؟

شعرت بقلق، ولذلك قمت بتسفير زوجتي وابني إلى فرنسا، فهذه المعركة كانت تخصني وحدي ولا يجب أن أتركها

وأرحل خاصة بعد أن وجدت فرصة حقيقية لأعيش بكرامة، كذلك ابني لأنني متزوج من فرنسية ولا أريد أن يشعر في يوم من الأيام أن مصر أقل من فرنسا، كما أن مصر تستحق منا أن نبحث عن حريتها ونكافح الفساد والظلم

لو فشلت الثورة كنت ستكون أكبر الخاسرين، فهل فكرت في ذلك؟

عندما قررت أن أشارك في المظاهرات لم أفكر إذا كنت سأعمل في مصر مرة أخرى أم لا، وفي حالة الفشل، كنت سأهاجر إلى الأبد، لأنني إذا لم أحاول أن أغير مصر فلا أستحق أن أعيش فيها وهذا أمر لا جدال فيه .

لماذا كنت أحد الأفراد المطلوبين من قبل النظام الأمني المصري إبان فترة المظاهرات؟

في بداية المظاهرات علمت أن الأمن خطط لاعتقالي، وعندما فشلوا اعتقلوا شقيقي، وبعد ضغوط خرج بعد يومين، وفي جمعة الغضب تعرضت للضرب بالمياه أثناء الصلاة ووقتها أصبحت المعركة بالنسبة لي مسألة كرامة ولم أخش الموت .

كيف ترى مستقبل مصر بعد ثورة “25 يناير”؟

لابد أن نحافظ على الثورة البريئة بداخلنا أولاً، وننتبه جيداً لما يسمى بالثورة المضادة أو الالتفاف على الثورة من

مدينة “شرم الشيخ”، ومحاولات بعض الرموز الفاسدة للنظام السابق سرقة الثورة، لابد أن نعي ذلك جيداً، أن نتحدث

من دون خوف عن أي فساد يحيط بنا، ونطالب بمحاكمة ومحاسبة الفاسدين من أجل أبنائنا الذين نحلم لهم بمستقبل أفضل، وحقيقة، أكثر ما أعجبني في الثورة أنني رأيت أطفالاً تربت على عبارة “يسقط الرئيس” .

ما الذي يعنيه ذلك؟

هذا يعني أنه لن يستطيع أي شخص أن يضحك عليهم لأنهم تربوا على كلمة “لا”، وأعتقد إذا نجحنا في الحفاظ على

الثورة ستكون مصر بعد سنوات قليلة، جديرة بأن تكون ضمن دول العالم الأول، أما إذا أهملنا ما حققناه سنعود لأسوأ ما كنا عليه، كما أننا لابد أن نغير من سلوكنا ونحارب الفساد أياً كان مكانه وأن تغلب علينا روح الوطنية .

أنت متفائل بأن مكانة مصر ستعود إليها؟

الإعلام الغربي بالكامل يؤكد أن مكانة مصر ارتفعت بعد الثورة، وبلدنا أصبحت مشهورة جداً بعد الصورة المشرفة التي

ظهرنا بها أمام العالم، وأعتقد أن السياحة سترتفع خلال العام المقبل بعد أن يعم الأمن والأمان بلدنا وينتهي الفساد،

كما أن الدول ستتشجع للاستثمار مرة أخرى في مصر لأنه ليس معنى أن نقوم بثورة داخلية أن نفسد علاقاتنا

الخارجية، وأؤكد أن سياستنا ستتغير للأفضل سواء في الداخل أو الخارج، ومصر ستعود لمكانتها التي كانت عليها فهي بالفعل قلب العروبة النابض .

كيف ترى الإصلاحات التي أرادها شباب الثورة حتى الآن على أرض الواقع؟

الثورة مستمرة، حتى ننتهي من الإصلاح الذي نريده، وأعتقد أن الجيش أثبت أنه جدير بالثقة بعد أن حل مجلسي

الشعب والشورى وعطل العمل بالدستور القديم، وهذا يعني أن مطالب الجيش هي نفسها مطالب الشعب، لذلك لابد أن نعطي له فرصة حتى يحقق باقي المطالب من دون استعجال لأن هناك العديد من الأمور لابد من إعادة ترتيبها

.

ماذا تقول عن الهجوم على بعض الفنانين الذين قاموا بتغيير مواقفهم الوطنية بعد انهيار نظام الرئيس السابق الذي كانوا يرونه رمز الأمن والاستقرار؟

كثيرون خافوا من إعلان موقفهم، وهذا طبيعي، لأنهم عاشوا طوال حياتهم في نظام قائم على الإرهاب وخشوا أن

يعلنوا موقفهم حتى لا يمارس ضدهم أي إرهاب، ولا يجوز أن نحاسب هؤلاء الأشخاص، ولكن الخيانة الحقيقة أن

يقوموا بالتعدي على الثوار، وكنت ضد ضرب أو طرد الفنانين من الميدان لأن بعضهم قرر أن ينضم بعد أن استوعب

الحدث، وأعتقد أنهم كانوا مكسباً للثورة، حتى لو كانت رغبتهم ركوب الموجة، وأرفض سياسة تخوين الآخرين، فمن يحب بلده عليه أن يدرك أن عليه مسؤولية كبيرة لابد أن يقوم بها لأن الكلام وحده لا يجدي في هذه المرحلة .

ما رأيك في طريقة تناول الإعلام المصري للثورة؟

بالطبع كان الإعلام الحكومي فاشلاً بكل المقاييس وباعتراف القائمين عليه، أما الفضائيات الخاصة فقد حاولت فعل

شيء ولكن ليس بالشكل المطلوب عكس الفضائيات العربية التي كان معظمها مع الثورة، وعموماً علينا الاستفادة من أخطائنا .

ماذا عن أعمالك الفنية في الفترة المقبلة، وهل يمكن أن تقدم عملاً يؤرخ للثورة؟

في الوقت الحالي كل تركيزي ينصب على مستقبل مصر التي ضحى أبناؤها من أجل أن تحيا بكرامة، أما الأعمال التي

تؤرخ للثورة فمن المؤكد أن ذلك سيحدث ولكن أتمنى أن يتم التريث لاستيعاب الثورة بشكل صحيح ولا تخرج أعمال ساذجة تنتقص من الثورة ولا تؤرخ لها بصدق