2012/07/04

عمرو واكد.. كاريزما فنية من نوع خاص
عمرو واكد.. كاريزما فنية من نوع خاص

خمس الحواس - فنون

الفنان عمرو واكد هو من الفنانين المصريين الذين تركوا بصمتهم في مختلف الأعمال التي شاركوا فيها، كما أنه من الفنانين الذين يولون اهتمامًا بالشأن العام، وهو ما ظهر جليًا من خلال مشاركته في أحداث الثورة المصرية ووجوده بين الثوار في ميدان التحرير.

وعلى الرغم من عمله كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، إلا أن ذلك لم يشغله عن وظيفته الأساسية كفنان مهتم بالتعبير عن قضايا المجتمع الذي يعيش فيه، حيث يعيش عمرو حالة من النشاط الفني بعد الثورة، ففي الوقت الذي ينتظر فيه عرض مسلسل الرعب «أبواب الخوف» على قناة mbc4 كأول مسلسل رعب في تاريخ الدراما العربية، يحضر لعملين سينمائيين جديدين، أولهما إيطالي مصري باسم «يوفتوس»، بالإضافة إلى فيلم آخر بعنوان «في أي أرض تموت».

عن مضمون هذه الأعمال، يقول واكد إنه أصبح أكثر تركيزا عن أي وقت مضى بشأن نوعية الأعمال التي يقدمها، بحيث تمثل إضافة له من ناحية وتقدم واقعًا يهم المشاهد من ناحية أخرى، على غرار فيلم «في أي أرض تموت» الذي يعالج قضية الهجرة غير الشرعية التي ما زالت تفرض نفسها على العالم أجمع.

وذلك من خلال قصة شاب مصري عاش في إيطاليا لنحو ربع قرن بشكل غير شرعي، وعندما يقرر العودة إلى بلده لرؤية والدته المريضة يجد نفسه في مأزق لعدم امتلاكه أية أوراق تثبت شخصيته، فلا هو ينجح في العودة إلى بلده، ولا يعيش مستقرًا في إيطاليا، نظراً لمطاردة المافيا الإيطالية له، والفيلم إنتاج ايطالي فرنسي مشترك كتب السيناريو والإخراج له أحمد ماهر.

وبعيدًا عن شخصية المهاجر غير الشرعي التي يجسدها عمرو، يجسد شخصية أخرى في فيلم إيطالي مصري باسم «يوفتوس»، يجسد خلاله شخصية عالم يجري أبحاثًا في الجزائر، ومن المقرر أن يصور عمرو هذا العمل بعد الانتهاء من فيلمه الأول «في أي أرض تموت».

دائرة الرعب

ولأنه دائما يبحث عن الشخصيات المختلفة، فإن عمرو يعقد آمالاً كبيرة على مسلسله «أبواب الخوف» الذي يجسد من خلاله شخصية مختلفة عليها، حيث يقول: «أجسد شخصية صحافي لديه «مَلكة» تفسير أحلامه، فعندما ينام يحلم بأمور غريبة وعندما يقوم بنشرها في الصحف والمجلات تتحقق بالفعل وتسبب له مشاكل كبيرة فيحاول اكتشاف أبعاد هذه الظاهرة، وهذا المسلسل تم تصويره خلال عامين، وأعتقد بأنه ملائم للجمهور المصري، وحاولنا أن نقدم من خلاله عملًا جديدًا ومختلفًا للجمهور.

وحول مدى تقبل الجمهور لهذه النوعية من الأعمال، رد عمرو قائلا: طبعًا، فمسلسلات الرعب تنال إعجاب الجمهور، والدليل على ذلك وجود قنوات مخصصة لأفلام الرعب، وبالتالي فالمسلسل سيحظى باهتمام الجمهور عند عرضه على قناة mbc4.

نشاط عمرو الدرامي لم يتوقف عند ذلك، فلديه أيضا الجزء الثالث من مسلسل «لحظات حرجة»، حيث يشارك في بعض حلقاته ويستكمل تقديم شخصية د.رامي من خلال بعض القصص المختلفة في أحداث الجزء الثالث.

توثيق الثورة

ووسط هذا النشاط الفني المكثف لعمرو، لم ينسَ أن يوثق تجربته في ميدان التحرير من خلال عمل فني، حيث يقول: كل من كان في ميدان التحرير يفكر في رصد تجربته، وبالتأكيد أتمنى تقديم عمل عن ثورة 25 يناير، لكن ليس بالضرورة أن يكون العمل عن تجربتي الشخصية، فأنا لا تستهويني الكتابة، ولكن يمكن أن أقدم عملًا مكتوبًا وجاهزًا.

وبسؤاله عن رؤيته لمستقبل الفن المصري بعد الثورة، أكد واكد أن هناك مناخًا جديدًا في مصر على جميع المجالات، وليس الفن فقط، واستطرد: أشعر بأن الوضع سيسير إلى الأفضل خلال الفترة المقبلة.

وحول الجدل المثار حول ظاهرة الأجور الفلكية لبعض الفنانين بعد الثورة، أوضح أنه من المفترض أن الثورة وما نتج عنها من واقع جديد في الوسط السينمائي تكون قد قضت على هذه الظاهرة، لكنه عاد وقال: إن الخطأ ليس على النجوم الذين يتقاضون هذه المبالغ، بل خطأ المنتجين الذين يدفعون أموالًا بلا وعي.

الأب والغريب

وعلى الرغم من الشخصيات المميزة التي قدمها واكد عبر مشواره الفني، إلا أنه يعترف بأن كل أفلامه يحبها ويعتز بتقديمها، عدا فيلمين قدمهما من باب المجاملة، أو ربما خُدع فيهما، لكنه لم يحددهما بالاسم.. مكتفيا بالقول: أعشق فيلم «جنة الشياطين» فهو أول أفلامي.

كما أعتز بأفلام «ديل السمكة، جنينة الأسماك، إبراهيم الأبيض، من نظرة عين، صدام حسين، الفيلم الايطالي الأب والغريب» والأخير يعرض حاليا في دور العرض المصرية ويجسد خلاله عمرو دور رجل سوري مغترب يعيش في إيطاليا.

وفي ما يتعلق بالانتقادات التي وجهت له بعد لجوئه أخيرًا إلى العمل في الإعلانات، قال عمرو: عملي في الإعلانات لم يكن مخططًا له، فبعد فيلم «إبراهيم الأبيض» جلست فترة طويلة في البيت، فما كان يعرض علي من أعمال كانت ضعيفة ولا تضيف إليّ مع وجود التزامات مادية يجب أن أوفي بها، لكنني فضلت البقاء في المنزل بدلًا من التنازل وتقديم عمل يسحب من رصيدي، ومع الضغوط والالتزامات المادية قبلت ببطولة حملة إعلانية، خاصة أنها جاءت عن طريق منتج محترم وقدمت بشكل محترم والعائد المادي منها كان مجزيًا جدًا