2012/07/04

«عمر الشريف».. الصراحة ليست دائما راحة!!
«عمر الشريف».. الصراحة ليست دائما راحة!!


طارق الشناوي – روز اليوسف

أحب دائماً أن أتابع آراء النجم العالمى «عمر الشريف» بسبب عفويته وصدقه فى التعبير عن مشاعره ربما تخونه أحياناً الكلمات ومدلولاتها خاصة أن اللغة العربية تحمل الكثير من الفروق تصل إلى حد التناقض لو غيرنا طريقة نطق بعض الكلمات.. ابتعاد «عمر الشريف» سنوات عديدة عن اللغة أسفر عن مواقف حرجة تورط فيها الفنان الكبير أتذكر أنه مرة قبل ثلاثة أعوام أراد أن يقول إن «جمال عبد الناصر» كان يتعامل مع الأمريكيين وبدلاً من يتعامل نطقها عميل للأمريكيين وأغضب هذا التصريح عدداً كبيراً من المثقفين واضطر «عمر الشريف» أن يؤكد أنه لم يقصد ذلك والتعبير قد خانه وأنه كان يريد أن يقول إنه فقط يتعامل مع الأمريكيين.. مرة أخرى قال فى مهرجان «الإسكندرية» فى العام الماضى أثناء المؤتمر الصحفى لفيلمه «المسافر» الذى افتتح به المهرجان إن الجمهور الذى يتابع ويضحك على «إسماعيل ياسين» هو جمهور متخلف ولهذا لا يمكن أن يقبل على فيلم مثل «المسافر» وأغضب هذا الرأى الكثيرين.. أما التصريح الأخير فهو هجومه الدائم على فيلم «المسافر» الذى وصفه بأنه فيلم «زبالة» بعد ذلك أضاف بأن «خالد النبوى» هو أسوأ ممثل فى العالم والمعروف أنه منذ عرض الفيلم فى مهرجان «فينسيا» عام 2009 و«عمر الشريف» مستاء من مستواه وعاتب على المخرج وعلى «النبوى» وهاجمهما بضراوة وقال إن الفيلم عندما شارك فى مهرجان «فينسيا» داخل المسابقة الرسمية فإن ذلك قد تم بناء على مجاملة إدارة المهرجان لعمر الشريف والذى سبق أن حصل على تكريم أسد فينسيا عن مجمل أعماله!!

الفيلم الذى يعرض الأيام القادمة فى مصر كثيرا ما جوبه بهجوم صحفى ضار طوال عامين.. الحقيقة أن وزارة الثقافة المصرية التى أنتجت الفيلم ورصدت له 20 مليون جنيه وهو ما يساوى ضعف متوسط إنتاج الفيلم المصرى كانت تخشى من عرض «المسافر» جماهيرياً حيث إن الفيلم تم إنتاجه فى عهد وزير الثقافة الأسبق «فاروق حسنى» ولم تجرؤ الوزارة فى عهد حسنى بنوعية مبارك وفاروق على عرضه لأنها بالتأكيد تخشى إحجام الجمهور عن الذهاب إلى دار العرض وتبدأ الأقلام فى محاسبة الوزارة الآن زالت الحساسية فى عهد عماد أبوغازى.. كل المؤشرات تشير إلى ذلك ولهذا أرى أن «عمر» يريد أن يبرئ ساحته مبكراً من الفيلم!!

الأمر لا يتعلق فقط بالفيلم ولكن «عمر الشريف» كلما حاول أن يكون دبلوماسياً يجد نفسه متورطاً فى الإفصاح عن آرائه بدون تزويق حتى تلك الشخصية.. مثلاً كان بينه وبين «فاتن حمامة» اتفاقاً يقضى بأنه لا يجوز له أن يذكر فى أحاديثه ما دأب على أن يشير إليه فى الماضى وفى كل أجهزة الإعلام وبكل اللغات مراراً وتكراراً بأن ''فاتن'' هى حبه الأول وحبه الوحيد لأنها قبل أكثر من 20 عاما وهى متزوجة من الطبيب «محمد عبد الوهاب» والطبيعة الشرقية ترفض تماماً أن يشير زوج سابق إلى أنه كان ولا يزال يحب طليقته حتى ولو ربط بينهما طفل وأحفاد كما فى حالة «فاتن» و «عمر» وكان عمر يلتزم بتلك المحظورات عدة سنوات وكان يحرص فى إجابته ألا يتعرض فى الحديث لفاتن الإنسانة ويكتفى فقط بالفنانة إلا أنه مؤخراً صار سرعان ما تنطلق منه الكلمات رغماً عنه تشى بمشاعره الإنسانية تجاه فاتن التى لا يستطيع أن يختار سوى تلك الكلمات بأنها حبه الوحيد.

يريد البعض من «عمر الشريف» أن يكون مجاملاً مراعياً لكل الحساسيات مدركاً كل الحسابات وهو لا يستطيع سوى أن يكون «عمر الشريف» الذى لا يقول سوى ما يشعر به حقيقة على المستوى الفنى أو الشخصى تلك هى المعضلة.. «عمر» يريد أن يكون نفسه بدون مكسبات صناعية تمنح طعما ولونا ورائحة مغايرة للواقع وهى ما دأبنا على أن نضعها لتجميل الحقيقة.. ما رأيكم تريدون «عمر الشريف» بالمكسبات أم بدون؟!