2012/07/04

عمر الشريف: لو كنت مكان مبارك لانتحرت
عمر الشريف: لو كنت مكان مبارك لانتحرت


أحمد فاروق – الشروق

قليلا ما يخرج الفنان العالمى الكبير عمر الشريف عن صمته، ويتحدث إلى وسائل الإعلام، وعندما يكسر تلك القاعدة عادة ما يتبعها جدل واسع قد يحتاج إلى أسابيع أو أشهر قبل أن يهدأ.. فالفنان الكبير يلقى بالكلمات ككرات اللهب المشتعلة ما دام كان مقتنعا بهذا الرأى.. لا يعنيه أن يغضب منه «فلان» أو يقاطعه «فلان آخر».. فالحقيقة عنده أهم من تلك التفاصيل.

الفنان العالمى عمر الشريف استضاف «الشروق» فى جناحه الخاص بأحد الفنادق المطلة على نيل القاهرة، قبيل سفره لإجراء جراحة فى ساقه بباريس، وفتح قلبه وعقله ليتحدث عن كثير من الموضوعات الفنية والسياسية دون أن يغفل التطرق إلى حياته الشخصية.. ولم يتخل عن صراحته، التى وصلت إلى حد دهشته من تمسك مبارك بالسلطة 18 يوما رغم خروج الملايين لمطالبته بالتنحى، وقال: «لو كنت مكانه لانتحرت ولم أكتف بالتنحى فقط».

● كان من الصعب أن نبدأ حوارنا مع الفنان عمر الشريف دون التطرق إلى ما يشهده الشارع المصرى حاليا من حراك سياسى وتحولات جذرية عنيفة.. سألته: هل ما زلت مقتنعا برأيك أن الشعوب العربية لا يصلح معها سوى الحاكم الديكتاتور؟

ــ فرد بحماس: لم أقصد ديكتاتورا بأن يكون الحاكم طاغية يسىء معاملة شعبة، ولكن قصدت أن يكون هذا الحاكم يملك الشعب فى قبضة يده، حتى لا تحدث انشقاقات بين أطرافه الشيوعيين والإسلاميين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف.

فمثلا لبنان تعانى جدا من حزب الله رغم أنها بلد «زى الفل»، أما تونس فأرى أن رئيسها زين العابدين بن على كان حرامى، ويستحق أن يذهب فى «ستين داهية».

وأشجع الحاكم الديكتاتور لكل البلاد العربية، لأن نسبة كبيرة فى شعوبها لا يعرفون عن الثقافة شيئا، ولم يتعلموا فى مدارس، ولا يعرفون حتى القراءة والكتابة.

لذلك تحتاج الشعوب العربية إلى سلطة جادة، وأن تكون قبضة الأمن قوية ضد التطرف والإرهاب، وليس على الشعب الذى يريد الحياة حرا.

وعدم الثقافة تسبب ــ على سبيل المثال ــ عندما أجريت آخر انتخابات لمجلس الشعب، ونحن بالنسبة للدول العربية مثقفون جدا، لم يخرج لصناديق الاقتراع سوى 15 مليونا فقط، رغم أننا نزيد على 100 مليون نسمة.

● ولكن الإحجام عن التصويت كان يعود إلى عدم نزاهة الانتخابات وتزويرها لصالح مرشحى الحزب الوطنى وليس لأن الناس لا تريد الخروج؟

ــ بغض النظر عن هذا المثال.. أرى أن التزوير كان يحدث لأن الشعب جاهل، ولا يعرف تحديد مصيره ولا لمن يعطى صوته؟.. وسأعطيك مثال على أنا شخصيا، «أتصور أننى إذا ترشحت فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ونزلت إلى الشارع وأعطيت كل مواطن 5 جنيهات فقط لا غير، وليس 10 أو 50 جنيها، سيكون رد فعله كالآتى «عينى وراسى، ويا سلام يا سعادة البيه» وسيعطينى صوته، رغم أننى لست الأصلح، فهذا المواطن المصرى الغلبان لا يعرف من الأصلح بين مرشحى دائرته.

● تقصد أن ما كان ينتهجه النظام السابق فى التعامل مع المصريين هو الأفضل؟

ــ لم أقل ذلك، لأننا لم نر نظاما جديدا جاء بعده، لكن بشكل عام أرى أنه، وبعيدا عن أن الرئيس السابق ضلل الشعب، إلا أننى كنت راضيا عن أسلوب الحكم فى مصر، ليس فى مصر فقط وإنما راضٍ عن النظم الحاكمة فى كل البلدان العربية، فأنا مقتنع جدا أن يكون حاكم السعودية ملكا.

ورغم مساوئ نظام صدام حسين فإنه كان الأصلح للعراق، فبعد تدخل الأمريكان قضى على العراق تماما، وأصبح يقتل فيها 50 مواطنا على الأقل كل يوم، والتفجيرات والاغتيالات والفتنة أصبحت فى كل مكان، وأدعى أن العراقيين الآن يتمنون العودة إلى نظام صدام حسين، رغم أنه كان طاغية وقتل الكثيرين.

وبالنسبة لإيران فهى لا تختلف كثيرا، لأن الشعب الإيرانى كان سعيد جدا أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوى، ولكن الحال تبدل بهم بعد الثورة الإسلامية عام 1979 على يد روح الله الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية فى إيران.

● ألهذه الأسباب لم تهاجم نظام مبارك قبل ثورة 25 يناير؟

ــ قبل ثورة 25 يناير لم أهاجم نظام مبارك لأنى كنت أظن أنه الأفضل لمصر، والحقيقة أننى صدمت عندما علمت بحجم فساد الرئيس السابق حسنى مبارك، وكل ذلك لا ينفى أننى تعجبت من رد فعله كحاكم خرج الملايين من شعبه إلى الشارع ليطالبوه بالرحيل، ويتجاهل ذلك، أتصور أنه كان على مبارك أن يرحل من بداية المظاهرات ولا ينتظر 18 يوما.

ولا أخفى أننى إذا تعرضت لموقف مشابه وخرج جمهورى وطالبنى بالاعتزال، سيكون رد فعلى مناقضا لرد فعل مبارك، حينها لن أكتفى بالاعتزال، ولكن ممكن أن يتطور رد فعلى ويصل إلى الانتحار.

● لكن البعض قد يقول إنك لا تعرف شيئا عن الشارع المصرى بحكم قضائك معظم أوقاتك فى أمريكا وأوروبا؟

ــ الكثير يمكن أن يتوقعنى كذلك، ولكن الحقيقة أننى أنزل إلى الشارع يوميا والتقى الناس البسطاء، وأسير معهم على كورنيش النيل.

فأنا بطبيعتى أحب التحدث مع الناس البسيطة والفقيرة، ولا أفعل ذلك مع الشخصيات المهمة، وأسير فى الشارع بدون سيارة حتى التقى سكان مصر الحقيقيين، وأحبهم أن يلتفوا حولى لأعرف منهم أخبارهم وكيف يعيشون، حتى إنه عندما يتجمع عدد كبير حولى لا أرفضهم وإنما أطلب منهم فقط ألا يزاحمونى السير ويضايقونى، وأن يسيروا إلى جانبى «بشويش»، وأتحدث معهم أيضا فى أى موضوع يريدوننى أن أتكلم معهم فيه.

الأمر الآخر أننى عندما أذهب إلى مكان استعين بالتاكسى «الأسود» القديم، وأحب الجلوس بجانب السائق، وأن أسأله عن حياته وإن كان معه فلوس أم لا، ويستطيع تعليم أولاده وتوفير العلاج لهم عند المرض أم لا.

وأفعل ذلك لأنى أحب ألا أكون منفصلا عن شعب مصر بجميع طبقاته خاصة الغلابة، وهذه الأسباب، التى جعلتنى أحتفظ بشخصيتى المصرية الأصيلة واللهجة الدارجة فى طريقة الكلام ومخارج الألفاظ، والدليل أننى طوال الحوار لم أنطق بكلمة واحدة بلغة غير العربية رغم أننى عشت معظم حياتى بين أمريكا وفرنسا ولندن دون أن أتأثر.

● ما السر وراء غرام أبناء جيلك بالقاهرة الملكية؟

ــ لأننا كنا مبسوطين جدا، ونعيش حياة مرفهة، لكن الحق يقال إن عدد المصريين وقتها لم يكن يتجاوز الـ 20 مليون نسمة، وكانت الفلوس كثيرة، وكان عندنا زراعة نصدر محاصيلها لكل دول العالم، أما الآن فنحن نستورد كل أنواع الخضراوات والفواكه والمحاصيل بما فى ذلك الفول المدمس.

والسبب أن جمال عبدالناصر قسم ثروات الباشاوات على الشعب، وأعطى لكل مواطن 5 أفدنة، فتبدل الحال، لأنه بعد أن كان يملك الباشا الواحد آلاف الأفدنة يستطيع من خلالها وضع خطه لإنتاج محصول معين يصدره للخارج، أصبح لكل مواطن 5 أفدنة، وأصبح كل الهدف من الزراعة أن يأكل المواطن نتاج أرضه.

● تدافع عن الباشاوات لأنك عشت حياة مرفهة بعيدا عن الفقراء؟

ــ أنا لست من الباشاوات والإقطاعيين، والحقيقة أنا مع الفقراء وفى صفهم دائما، لكن الباشاوات كانوا يصدرون محاصيل للخارج ويجلبون لمصر عملة صعبة، وفى الوقت نفسه كانوا لا يبخلون على الفقراء والفلاحين، وأدعى أننى رأيت هذا بعينى، لأننى كان لى أصدقاء كثيرون أغنياء، وكانوا يعرفون المزارعين بأسمائهم.

ففى حكم الملك كان الفلاحون والفقراء يملكون طعامهم، بغض النظر عما إذا كانوا يحصلون على مقابل مادى أم لا.. أما الآن فالفقراء لا يعرف أحد عنهم شيئا.

● وهل عاصرت فى الفترة الملكية احتقانات طائفية بين فئات الشعب مثل التى تحدث الآن خاصة أن مصر كان تقيم بها ديانات مختلفة يهودا ومسيحيين ومسلمين؟

ــ لم تكن هناك احتقانات أو طائفية إطلاقا، لأن الناس كانت مبسوطة فى عهد الملك، ولم يكن هناك من يفكر فى شىء أكثر من إسعاد نفسه، وكانت «الخروجات والفسح» كثيرة جدا، وعلى سبيل المثال كنت أنا وأحمد رمزى نذهب إلى «الكباريه» كل يوم أو يومين على الأكثر.

وأتصور أن عدم دخول مصر فى حروب حقيقية فى عهد الملك كان سببا رئيسيا فى هدوء الشعب ورقيه، أما بعد أن تحولت مصر إلى النظام الجمهورى ودخل عبدالناصر فى حروب فتراجعت مصر بسببها كثيرا.

فمثلا عبدالناصر دخل حرب 1967 للدفاع عن فلسطين، وبدلا من أن يساعدها أضرها وتسبب فى دمارها، وأن تحتلها إسرائيل كاملة.

● لكن إسرائيل هى التى بدأت العدوان ولم نبادر بالهجوم؟

ــ رغم أن الجيش الإسرائيلى فى هذه الحرب كان صغير جدا، والجيش العربى وصل عدد جنوده إلى 600 ألف جندى، فإن إسرائيل تفوقت على الجيش العربى، الذى يقوده عبدالناصر فى 6 أيام.

وشعرت بالأسى لهزيمتنا فى هذه الحرب، وكنت حينها فى أمريكا أصور الفيلم الكوميدى «فتاة مرحة» مع باربرا ستريساند، وأجسد شخصية رجل يهودى.

وتعرضت لفضيحة كبيرة جدا أثناء التصوير، خاصة بعد الكشف عن صور الجنود المصريين والعرب، الذين هربوا وتركوا أحذيتهم فى الصحراء.

وأتذكر ما تعرضت له من سخرية بعد الهزيمة جيدا، حيث جعلنى جميع زملائى «مسخة» يضحكون على طول الوقت، وكنت أبكى حينها ليس فقط لهزيمة بلدى، ولكن لأنى أعلم أن هؤلاء الجنود هربوا لأنهم غير متعلمين، ولم يكن أحد منهم يعلم أنه يحارب عدو اسمه إسرائيل.

● كانت تربطك بالرئيس الراحل أنور السادات علاقة صداقة قوية.. كيف بدأت؟

ــ ذات مرة فوجئت بأنه يكلمنى عبر الهاتف وكنت أعيش فى شقه بباريس، وقال لى: «يا عمر أنا عندى فكرة عايز أخد رأيك فيها.. إيه رأيك لو رحت إسرائيل واتصالحت معاهم؟».. فقلت له «مليش دعوة يا باشا إنت حر»، فقال: «بس أنا خايف ألا يستقبلونى بشكل جيد.. بص بقى إنت بتشتغل مع يهود كتير فى هوليوود وفرنسا اسأل كده وشوف لو رحت هيستقبلونى كويس.. ولا إيه؟».

فذهبت إلى سفارة إسرائيل بباريس وطلبت مقابلة السفير، واتصلت بـ«مناحم بيجين»، وكان رئيسا لوزراء إسرائيل فى هذا الوقت، فأكد لى أنه سيستقبل السادات كالمسيح.. والمسيح فى اليهودية غير المسيح عند الأرثوذكس المسيحيين.

الأزمة التى وقعت فيها أننى بعد انتهائى من الكلام مع بيجين، لم يكن لدىّ أى وسيلة اتصال بالرئيس السادات لأقول له رد إسرائيل، وكانت المفاجأة أن السفير الإسرائيلى هو من أعطانى الرقم بنفسه.

فاتصلت بالسادات وقلت له: «بيجين قال لى سيستقبلونك كالمسيح» بعد هذه المكالمة بأسبوع واحد كان فى إسرائيل وألقى خطبته الشهيرة فى الكنيست، وبعدها أصبحنا أصدقاء.

● ما سر وجودك المكثف فى دعاية ومحافل وسهرات المجلس الأعلى للآثار؟

«دى حاجات بتاعة مصر».. وأثارنا مشهورة ومعروفة فى كل العالم، والأجانب يأتون إلى مصر من أجلها، إلى جانب الاستمتاع بالنيل ومنظره البديع «وإذا نظر أحد من شباك غرفتى سيشاهد أجمل منظر فى الدنيا سواء ليلا أو نهارا، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع فى مصر مرة أخرى، وسأرسخ كل وقتى ومجهودى بعد شفائى من الجراحة للترويج لآثار بلدى.

● وهل لهذا السبب أنت صديق مقرب للدكتور زاهى حواس؟

ــ أنا وزاهى صديقان منذ فترة طويلة، وسافرنا أكثر من مره لأمريكا وأوربا، كان زاهى يلقى محاضرات عن الآثار المصرية، وكنت أستمع إليه مع الحضور، وأكون سعيدا جدا لأن هناك رجلا مصريا يجبر الأجانب على الاستماع إليه، وهم مستمتعون.

وأتذكر أننا ذات مرة ذهبنا إلى هوليوود، ورغم أننى معروف جدا هناك فإن الجمهور لم يكن يسأل أو ينظر إلىّ إطلاقا، وكان فقط يهتم بما يقوله حواس، والحقيقة أن طريقته فى الكلام مميزة جدا، وتجذب الجميع.

والآثار هى تاريخ مصر، وأقدم ثقافة عرفها العالم، ولم تأت حتى اليوم ثقافة مثلها، وطبعا الشعب المصرى، الذى صنع هذه الحضارة مختلف عن المصريين اليوم.

● ما هذا الاختلاف الذى تتحدث عنه؟

ــ أتصور أن فتح عمرو بن العاص لمصر، وتغيير ديانة وثقافة أهلها من أقباط إلى الإسلام، غير الشخصية المصرية تماما، ولولا نجاح عمرو بن العاص فى فتح مصر لكانت الثقافة المصرية استمرت فترة أطول.

● هل تقصد أن دخول الإسلام كان سببا فى تدهور الثقافة المصرية؟

ــ لم أقصد أبدا أن عمرو بن العاص هو من أفسد المصريين، لأن فتح مصر كان أمرا قادما لا محالة، وأن تتغير ديانة البلد أمر واجب، لأنه لم يكن طبيعيا أن تظل مصر فراعنة طوال عمرها.

والثقافة الإسلامية مهمة جدا فى حياتنا كمصريين، لأن مصر قبل الإسلام لم تكن متدينة، وأنا سعيد لأن مصر فيها مسلمين وأقباط، لأننى شخصيا أحب الديانتين، وأحب أن تكون الفئتين أصدقاء، لذلك ضايقنى جدا تعرض كنيسة القديسين بالإسكندرية لتفجيرات ليلة رأس السنة الجديدة، كما ضايقنى كثيرا ما يحدث مؤخرا من حرق للكنائس سواء فى إمبابة أو صول.

● من المفارقات الغربية أنك جد لثلاثة أحفاد ينتمون لثلاث ديانات سماوية يهودية مسيحية والإسلام رغم أن لك ابنا وحيدا هو طارق مسلم الديانة؟

ــ هذه المفارقة حدثت لأن ابنى طارق تزوج كثيرا، كانت زوجته الأولى يهودية، وأنجب منها حفيدى الأكبر «عمر»، ثم تزوج مسيحية من تشيسكلوفاكيا ولم تنجب، ثم تزوج من فتاة مصرية مسلمة أنجبت «كارم»، وهو الأقرب إلى قلبى عمره 11 سنة، وأخيرا تزوج امرأة روسية وأنجب منها طفلا كان يريد أن يطلق عليه «دانيال»، ولكنى رفضت وقلت له لابد أن يكون الاسم إسلاميا.

وعندما أصر على تسميته «دانيال» طلبت منه أن يتركنى ليوم أبحث له عن اسم يتماشى مع المجتمع الإسلامى، واشتريت قاموسا يحتوى على كل الأسماء الإسلامية، واخترت منه اسم «دانى»، وهو اسم إسلامى لكن الكثير لا يعرفونه، والشىء الدانى أى القريب، فاقتنع بهذا الاسم جدا لأن دانيال فى اليهودية يقولون له «دانى».

● لماذا تفضل الإقامة بفندق طول الوقت وليس فى بيت أو شقة؟

ــ هذا ليس جديدا علىّ فأنا أعيش فى فنادق منذ 20 سنة تقريبا، سواء فى مصر أو فى باريس، لأنى أعيش بمفردى وليس عندى من يؤنس وحدتى.

فابنى طارق متزوج ولديه ثلاثة أبناء أحفادى عمر وكارم ودانى فى مناطق مختلفة من زوجات مختلفة، وهو يعمل ولديه مطاعم يديرها، ولا أستطيع فى كل الأحوال أن أعيش معه فى بيته لذلك أفضل أن أكون نزيلا فى فندق، ولأنى اعتدت على مكانى فى الفندق الذى أقيم فيه، بدأت أتعامل معه وكأنه بيتى.

والحقيقة هذا ليس السبب الوحيد.. ولكن لأنى تقدمت كثيرا فى العمر، أصبحت أخاف من أن أعيش بمفردى فى شقه، حتى إذا كان معى خادم أو خادمه، لأنى إذا تعرضت لأزمة صحية ليلا لن أجد من ينقذنى، خاصة أننى لن أستطيع وقتها الاتصال بمستشفى أو إسعاف، أما فى الفندق أشعر أكثر بالأمان والراحة، لأننى إذا شعرت بأى ألم فى أى وقت متأخر من الليل، أتصل بالتليفون ويأتينى منقذ على الفور.

● وكيف تعيش بدون استخدام تليفون محمول؟

ــ فى مشهد قريب من الإعلان الشهير قال متحمسا: «أنا لا أحب المحمول وعمرى ما احتجت إليه، بل وأكره التحدث عبر الهاتف بشكل عام، وذلك لأننى لا أجيد التواصل من خلاله على الإطلاق، فعندما يحدثنى أحد على تليفون الفندق مثلا، فعليه أن يقول فقط الكلام المفيد «كلمة ورد غطاها»، لأنى أغلق الخط بعد الكلام المهم على الفور، ولا أتحمل النقاش والجدال.

وهذا النظام لا يسير على الغرباء فقط ولكنى أتعامل به مع أصدقائى وأقربائى أيضا، فعندما يتصل بى أحدهم ويريد مقابلتى فأقول له الموعد وأغلق مباشرة.